القاهرة: طالب الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق بضرورة وقف نزيف الفتاوى على الفضائيات وضبطها لئلا تتسبب في إحداث كارثة دينية يختلط فيها الحق بالباطل، مؤكدًا أن القول بوجود صراع بين الفتاوى أمر لا يليق أبداً، لأن الفتوى حكم الله الشرعي، ومعنى وجود صراع يعني أن هناك صراعاً بين أحكام الله المختلفة، وهو أمر غير موجود إطلاقًا في الدين الإسلامي بكل تشريعاته وأحكامه. وقال مفتي الديار المصرية الأسبق خلال لقاء ديني عقد مساء أول أمس بنادي القضاة حول كثرة الفتاوى وتضاربها إن هناك مسئولية تقع على عاتق من يتجرأ على التصدي للفتوى خاصة في القنوات الفضائية التي انتشرت مؤخراً، خاصة أن معظمهم يسعون للظهور وينشدون الشهرة ويتطلعون للبهرجة الإعلامية وتسليط الأضواء والتلميع، وهم من غير أهل الاختصاص الذين يحق لهم الخوض في هذا الميدان. وأضاف واصل، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، أن القاعدة الإسلامية المعروفة "اختلافهم رحمة" قاعدة لا تنطبق على فتاوى الفضائيات، فهذه القاعدة تعني إذا وجد الإنسان يسراً في مسألة معينة لدى الأئمة يأخذ بها، لكن الموجود على الساحة الفضائية بصفة خاصة حاليًا غير ذلك ويسيء للإسلام ويؤدى إلى حدوث بلبلة في المجتمع. وقال مفتى الديار المصرية الأسبق إننا في حاجة إلى أن نعيد للفتوى مكانتها، لأن تهديد مكانتها تؤدى للنيل من مكانة الدين نفسه في قلوب البسطاء، ويعطي الفرصة للمتربصين بالدين وللعلمانيين لتشويه صورة الإفتاء والمفتين، مشدداً على أن التصدي لهذا الأمر يقع على عاتق الحكومات التي يجب عليها اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحسم هذا الأمر، وقال إن حال الفتوى المزرية التي وصلنا إليها الآن لها عدة أسباب منها سؤال غير المتخصصين، وانتشار وسائل الإعلام من فضائيات وإنترنت، وافتقادها لعامل التوثيق الذي هو من أهم العوامل التي من المفترض أن يقوم عليها الإعلام خاصة هذه الأمور الحساسة والمؤثرة، مؤكداً أن الفتوى من أخطر ما يمكن في الإسلام؛ لأنها تتعلق بحياة المسلمين اليومية، وعليها يكون انضباط المجتمع أو خلله.