محيط: أكد الدكتورعبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، إن قضية القدس هي القضية الأساس في العمل الإسلامي المشترك، من أجلها أنشئت منظمة المؤتمر الإسلامي، فبعد الحريق الذي قام به الصهاينة للمسجد الأقصى عام 1969، نادى المسلمون إلى نصرة القدس والدفاع عن مقدسات المسلمين فيها. وعقد مؤتمر القمة الإسلامي الأول في الرباط الذي أفرز موقفاً إسلامياً موحداً تجاه هذا للعمل الإجرامي، وكان هو المنتدى الأول في تاريخ العمل الإسلامي المشترك الذي يجتمع فيه قادة العالم الإسلامي على صعيد واحد، وقد أفضى هذا المؤتمر إلى إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث اجتمع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة عام 1972 للمصادقة على ميثاقها، وأصبحت المنظمة هي الفضاء الأرحب والأوسع الذي يندرج تحت مظلته العمل الإسلامي المشترك في قنواته ومجالاته المختلفة. وأشار الدكتور عبد العزيز التويجري إلى أن الكيان الإسرائيلي المحتل يمارس غطرسته وهيمنته على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية التي اجتمع عليها المجتمع الدولي، لأن إسرائيل ترى نفسها فوق القانون، وأن كل عمل تقوم به مبرر ومحمى من الدول الكبرى التي تساندها وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال : "لقد رأينا هذا خلال السنوات الخمسين الماضية، وزاد هذا بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية والجولان وشبه جزيرة سيناء، لكن حرب أكتوبر 1973 أعادت شيئاً من الكرامة للعرب وللمسلمين بتحرير سيناء وبإحداث نوع من التغيير في المعادلة الجيوسياسية في المنطقة". وقال المدير العام للإيسيسكو إن القدس ليست عاصمة للثقافة العربية والثقافة الإسلامية فحسب، ولكنها عاصمة للثقافة الإنسانية بوجه عام. وأضاف : "إذا كانت ظروف الاحتلال تحول بيننا وبين إقامة الاحتفالات داخل القدسالمحتلة، فإن المنظمات الدولية التي نلتقي بها في اهتماماتنا واختصاصاتنا، ربما تتوافر لها الإمكانات أكثر منا للقيام بأنشطة ثقافية تحت الاحتلال، والدول العربية والإسلامية مدعوة جميعها لوضع القدس في جميع احتفالاتها والاحتفاء بها". وأعلن أن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وفي مجموع الأراضي الفلسطينية، مسؤولية عربية وإسلامية ودولية، ولابد من ضرورة تضافر جهود دول العالم الإسلامي في تحرك جماعي مشترك يكون وراءه موقف سياسي قوي وموحد وحاسم لا ضبابية فيه، يتم استخدام كل أوراق الضغط على إسرائيل من خلال الاتصالات الدولية الواسعة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية المعنية. موضحاً أن إسرائيل لن تستجيب لأي مطالب إذ لم يكن وراءها موقف قوي، خاصة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة الاستيطان على نطاق واسع في مدينة القدس ومحيطها من أجل تطويق المسجد الأقصى في إطار تهويد المدينة المقدسة، ولابد من وضع حد نهائي لسياسة الاستيطان والتطهير العرقي. وأكد المدير العام للإيسيسكو في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة (الأهرام) ونشرت في صفحة كاملة، أن القضية الفلسطينية أمانة في أعناقنا جميعاً، وحماية المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية الفلسطينية ودعمها من صميم مسؤوليتنا. وقال إن للإيسيسكو برنامجاً ثابتاً ضمن جميع خطط العمل الثلاثية المتعاقبة، لدعم هذه المؤسسات الفلسطينية وحمايتها، ونحن مطالبون بدعم الوجود الفلسطيني في القدس من خلال تقديم المساعدات المالية لها، وانتقالها بطريقة صحيحة من خلال مؤسسات مالية دولية تم الاتفاق معها لإيصال هذه المساعدات للمقدسيين خاصة، مشيراً إلى أن القدس هذا العام عاصمة للثقافة العربية، وأن الإيسيسكو قدمت مساهمة في هذه الاحتفالية شملت تقديم الدعم لتطوير المناهج والبرامج التعليمية للمدارس ومؤسسات التعليم.