الدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أكد المتحدثون في الجلسة الختامية لمؤتمر المشرفين على شئون اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة في دورته ال 85، على ضرورة تضافر الجهود لمجابهة التصعيد الإسرائيلي في القدس، ولإنهاء حالة الإنقسام الفلسطينية، وفضح الجرائم الإسرائيلية. من جانبه أكد الدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس هذه الدورة، في مستهل كلمته على إدانة العدوان الذي تعرضت له مصر على أيدي مجموعة آثمة، متقدما بالتعازي لأسر ضحايا الهجوم على كنيسة القديسين في الاسكندرية. وقال: مصر ستبقى رائدة في جهودها لدعم قضايا الأمة وقائدة للوطن العربي، وستبقى قوية موحدة، ولن يفلح هؤلاء الإرهابيون في زرع بذور التفرقة بين أبنائها. وتطرق إلى أن هذا المؤتمر بحث ملفات كثيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية من أبرزها: ما تتعرض له القدس من عدوان وتهويد، ووضع اللاجئين الفلسطينيين، وجدار الضم العنصري، والاستيطان الإسرائيلي وأثره على حياة المواطنين، وتعثر عملية السلام، والتنمية في فلسطين. وأضاف الأغا: وقف المؤتمر طويلا أمام المخاطر المحدقة بمدينة القدس ومقدساتها، وهذه المدينة تخص كل المؤمنين، وهي همهم وليس فقط تخص الفلسطينيين وحدهم، الامر الذى يتطلب تضافر الجهود للتصدي للسياسات الإسرائيلية العدوانية فيها والرامية لتزييف تاريخها وتهويدها، والمؤتمر أكد أن المدينة هي جزءا لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة وأنها عاصمة دولة فلسطين. وأشار إلى أن اسم القدس يفترض أن يشير إلى السلام والتعايش وحرية العبادة، ولكن إسرائيل جعلت الشخص عندما يسمع هذه الكلمة يتذكر العدوان والخطر والتهويد، ومنع حرية العبادة، مؤكدا أهمية المؤتمر الدولي لدعم القدس المقرر الشهر المقبل في العاصمة القطرية الدوحة. مؤكدا : مطلوب من المجتمع الدولي إرغام إسرائيل على الرحيل منها ومن جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. وتحدث عن أهمية الندوة التي ستعقد في شهر إبريل المقبل في العاصمة الأردنية عمان والمخصصة لبحث الحفريات الإسرائيلية في القدس وأسفل المسجد الأقصى. وقال رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس هذه الدورة: هذه التحركات جيدة لكنها لا تكفي، ونحن توقفنا أمامها عند التزام الدول العربية بمقررات القمم بشأن دعم القدس وآخرها القمة العربية العادية في سرت بشأن تخصيص نصف مليار دولار لدعم المدينة. وتابع: كما توقف المؤتمر عند ملف اللاجئين، وشددنا على أن "حق العودة حق مشروع، ولا مجال للتنازل عنه، وأننا نرفض كل المقترحات الخاصة بالتوطين، وأن حلول لا تنطلق من قرارات الأممالمتحدة وخصوصا القرار 194 مرفوضة". وأضاف: قضية اللاجئين مسؤلية المجتمع الدولي. وشدد على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، "لأن المستفيد الوحيد من استمراره الاحتلال الإسرائيلي. وبدوره أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية، أن الإرهاب مشكلة تعانيها الأمة العربية، وأن مصر تبذل "جهدا مشكورا لمواجهة الإرهاب بعد تفجير الإسكندرية الآثم، من خلال تحركات من قبل المثقفين ورجال الدين والسياسيين والأكاديميين". وقال: لا بد أن نتذكر كيف جاء الفرنجة إلينا في العصور الوسطى بحجة حماية قبر المسيح، ومن هنا مطلوب منا جميعا التوحد للدفاع عن أمننا القومي ومقدساتنا وحقوقنا، ولرفض أية محاولة للتدخل الأجنبي في شؤوننا. وانتقد السفير صبيح الجهد المبذول لدعم القدس وأهلها، مضيفا: القدس لم تأخذ البعد الحقيقي لحمايتها، ومؤتمر المشرفين اتخذ اليوم قرارات مهمة يبقى مطلوب تنفيذها، ومساندة المدينة المقدسة تتطلب حشد الطاقات من النقابات ومؤسسات المجتمع المدني أيضا. وتطرق إلى مخاطر عمل إسرائيل على قدم وساق لتنفيذ الخطة الإستعمارية المسماة "القدس2020"، والرامية إلى جعل العرب في القدس أقلية لا تزيد عن 15%. وأضاف: السلطة الوطنية أحسنت عندما قاطعت منتجات المستعمرات ونحن ندعمها بذلك، ومطلوب بأن يتم رعاية العمال الفلسطينين العاطلين عن العمل من قبل الأمة العربية، ومن هنا نأمل بأن نرى تحركات من قبل النقابات العمالية العربية في هذا الاتجاه. ودعا صبيح إلى توجيه جزء من مشاريع صندوق دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي أقيم بعد القمة الاقتصادية والتنموية في الكويت برأسمال 2 مليار دولار، إلى الريف الفلسطيني وداخل القدس للتخفيف من معاناة المواطنين والتقليل من رقعة الفقر. وتطرق إلى الحملة العنصرية الإسرائيلية المتزايدة بحق المقدسيين وفلسطينيي عام 1948م، وإلى الدعوات العنصرية الموجودة في الكنيست الإسرائيلي لمنع الصوت العربي، وإجبار النواب العرب على التحدث بالعبرية. وبدوره حث وجيه عزازيزة رئيس وفد الأردن في المؤتمر الدول العربية إلى إرسال أرواق عمل متخصصة بشأن الحفريات الإسرائيلية في القدس إلى الأردن في وقت أقصاه منتصف شهر مارس المقبل، بما يخدم الفعالية الخاصة بالحفريات الإسرائيلية المنوي تنظيمها في شهر إبريل المقبل في عمان. وحذر من خطورة الأنباء التي تتحدث عن وجود انهيارات كبيرة في المسجد المرواني التابع للحرم القدسي، مؤكدا أن دعم القدس يجب أن يتعدى المؤتمرات والقرارات إلى التنفيذ على الأرض. من جهته اعتبر رئيس وفد سوريا للمؤتمر علي مصطفى أن المؤتمر والمشاركين يعبرون عن هموم المواطنين القاطنين في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. ودعا الدكتور صلاح الجعفراوي ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الاسيسكو" إلى التواصل مع الجاليات العربية والفلسطينية والإسلامية المقيمة في المهجر لحثها على طرح هموم الأمة ومشاكلها من خلال الإعلام الغربي. وأضاف: كلنا معرضون للإرهاب ما يستدعي التصدي له، وفي مصر يسعى لهز الاستقرار وخلق الاضطرابات، ونحن قادرون من خلال تكاتف أبناء الدولة المصرية على تجاوز المحنة بسلام. وأوضح الدسوقي ان ما يميز هذا المؤتمر بأنه يمثل آلية متابعة للقضية الفلسطينية كل نصف عام، مؤكدا أن ذلك يمكن المؤتمر من إعطاء توصيات مهمة لمجلس الجامعة العربية لاتخاذ القرارات اللازمة.