هذا الدعاء أكاد أسمع الرئيس محمد مرسي وهو يردده إما في سره أو هامسا أو حتي مبتهلا إلي الله في صلواته الخمس يوميا, قائلا: اللهم أعني علي أهلي وعشيرتي وإخواني, أما أعدائي فأنا كفيل بهم!! من يقرأ التصريحات الصحفية التي أدلي بها المستشار محمود مكي, نائب رئيس الجمهورية, خلال لقائه برؤساء التحرير يوم الاثنين الماضي, سوف يصل بسهولة إلي هذه النتيجة الصادمة, حيث جاء في مانشيت إحدي الصحف: نائب الرئيس: جماعة الإخوان تسيء إلي الرئيس أكثر مما تخدمه. في تفاصيل الخبر, قال نائب الرئيس: إن الأزمة السياسية في البلاد سببها البداية الخطأ وعدم وضع الدستور أولا, والمضي في العملية السياسية بالترتيب العكسي. وأضاف: إن هناك عبارات مستفزة تقال يدفع الرئيس ثمنها بسبب الجماعة التي ينتمي إليها, مؤكدا أن جماعة الإخوان تسيء إلي الرئيس أكثر مما تخدمه من خلال تصريحات بعض أعضائها التي تعد افتئاتا علي رئاسة الجمهورية. لم يشأ نائب الرئيس بطبيعة الحال أن يوجه الاتهام للجماعة أو يسهب في إعطاء أي تفاصيل بخصوص ما هو ثابت تاريخيا, ويعرفه الكثيرون بأن جماعة الإخوان ومعها المجلس العسكري المنحل, وباقي منتسبي ما يسمي بتيار الإسلام السياسي, وفي الذيل أرامل النظام المخلوع, كانوا هم جميعهم الذين قادوا الأمة والبلاد والعباد إلي هذا الخطأ الجسيم والمصير المحتوم, من خلال تصويتهم بنعم علي خريطة الطريق البائسة والمرتبكة, التي وضعها المستشار طارق البشري والقيادي الإخواني صبحي صالح, ضمن التعديلات الدستورية سيئة الذكر, وحشدت لها إدارة المرحلة الانتقالية والجماعة من يوصفون بالدراويش المتأسلمين والخطباء في المساجد, وسميت وقتها بغزوة الصناديق غير المباركة. تأكيدات المستشار محمود مكي بخصوص ما أسماه بإساءة جماعة الإخوان إلي الرئيس أكثر مما تخدمه, تزامنت مع ضجة كانت قد أثيرت عقب تصريحات, جري في وقت لاحق نفيها, منسوبة إلي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح, أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس, وأحد المقربين من الإخوان, بأن الرئيس يؤيد التدخل العسكري في سوريا. في تحذير واضح وصريح موجه ربما للمرة الألف إلي الإخوان والأهل والعشيرة من محبي ومريدي الرئيس, قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, الدكتور ياسر علي: إن أي مقترحات يتم الإعلان عنها من جانب أي عضو في الهيئة الاستشارية للرئيس تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر عن وجهة نظر الرئاسة المصرية والتي لا يعبر عنها سوي الرئيس محمد مرسي ونائبه المستشار محمود مكي والمتحدث الرسمي فقط. المشكلة في كل ما سبق من تناقضات وارتباكات في التحدث باسم الرئاسة والإساءة إلي الرئيس مرسي من جانب إخوانه وأهله وعشيرته, هي أن التصريحات المصرية بخصوص أزمة سوريا, ونفيها, تفاعلت مع دق طبول الحرب المذهبية والطائفية في المنطقة, وتفاقمت أكثر وأكثر مع شيوع بيئة تحريضية وإعلامية حاضنة للفتنة والتمييز ومحرضة علي الجهاد في سوريا وإشاعة مناخات مسمومة من العنف والإرهاب باسم الدين بواسطة ما يسمي بالجماعات الجهادية والسلفية في سيناء وفي مناطق أخري من العالم, وهو ما يسيء بكل تأكيد إلي الرئيس مرسي أكثر مما يخدمه. في الوقت نفسه, تتحدث التقارير عن مؤشرات مؤكدة للتعاون والتنسيق بين جماعة الإخوان وحكام قطر وقادة حماس والحزب التركي الحاكم, بالإضافة إلي تقارير تشير إلي تدفق أعداد, تقدر بين خمسة آلاف إلي ستة آلاف مقاتل, من المجاهدين إلي الأراضي السورية, قيل أن بينهم أعضاء في جماعة الإخوان, تمولهم وتدعمهم وتسهل لهم مهمتهم دول الخليج العربي وتركيا, أملا في إقامة الدولة الإسلامية في دمشق علي غرار ما حدث في عواصم دول الربيع العربي الأخري. [email protected]