ذكرى أليمة ... اليوم يمر علينا بملئ القلوب حزناً وكمداً كما امتلاءت الشوارع رعباً ودماء ... هذا اليوم هو يوم 9 أكتوبر الذي سُمي " أحداث ماسبيرو " هذا اليوم الذي راح ضحيته العديد من الشباب الذي لم يكن لديه سوى الشجاعة ليواجه الآله العسكرية بما تحمله من كره لشباب قام بمحاربة نظام أثقل البلاد بظلمه ... فقامت هذه الآلة بدهس هذا الشباب لإرعاب من تبقى منهم وقتل روح الحماس والتغيير بداخلهم ... وبث الرعب في قلوب المصريين وتصوير الثورة ضد الظلم والفساد على أنها نكبة للبلاد ... ولكن أكثر يؤلم القلوب إلى الآن ضياع الحقوق ... فإلى الآن لم تتم محاسبة من قاموا بقتل الشباب أو من أعطى لهم الأوامر أو من علم بهذا من السلطات ولم يعمل على وقفه وغيرهم آخرين ... وهنا يجب التساؤل " هل ستستمر النجوم والنسور في حماية وتحصين حامليها وإباحة الأعراض وإزهاق الأرواح ... هل سنستمر في دولتنا مواطنين درجة ثانية والدرجة الأولى محجوزة لأصحاب الرتب ... إذا كانت الدولة تفرط في حقوق دماء أبناءها فكيف نطالب بزيادة الانتماء لهذه الدولة " وغير هذا الكثير من الأسئلة ... ونذكر الرئيس بما وعد به في الدعاية الانتخابية - والتي كان نتيجتها نجاحه في الوصول إلى كرسي الرئاسة - من محاسبة المسئولين عن إراقة دماء المصريين أياً كانت رتبهم ومناصبهم في الدولة ... ونوجه رسالة إلى من كانت أرواحهم فداءً لحرية هذا الوطن " إن لم نستطع الوصول لتحقيق العدل والقصاص ممن ظلمكم ... فلا مكان يمكن أن يسعنا في هذه الأرض ... والأهون لنا اللحاق بكم على السكوت عن ضياع حقكم " ... ونؤكد أن السلطة والسيادة الحقيقية على أرض الدولة هي لجموع الشعب وليست لنظام أو أتباع نظام ... اللهم أنتقم ممن ظلمنا وأستباح دماءنا وضيع حقوقنا . لقد أصدر الرئيس قراره بإطلاق سراح أسري الثورة - وأن كانت هناك الكثير من التساؤلات حول جدوى وآليات تنفيذ القرار - طال إنتظار صدوره ... ونتساءل هل لهذا القرار علاقة بعدم إكتمال تنفيذ خطة ال100 يوم وكان هذا القرار تعويضاً عن عدم تنفيذ الخطة على الرغم من أن هذا القرار هو احد الوعود التي وعد بها الرئيس بعيداً عن خطة ال100 يوم . وجاءت اليوم حادثة مقتل وإصابة العشرات من جنود الأمن المركزي إثر إنقلاب الشاحنة التي تقلهم وتعدد الأقوال من أنها مجرد حادثة غير مدبرة أو أن سببها مطاردة مع عناصر خارجة ... مما يؤكد أن عصر حجب المعلومات مازال مستمراً وأن المصداقية والشفافية وإحترام عقل المواطن قبل بث المعلومة ليس في الحسبان ... كما أن هذه الحادثة جاءت لتؤكد على المجند لا قيمة له وأنه يمكن استبدال مجند ميت بإثنين أخرين طالما أنه لا توجد محاسبة للمقصرين والمتورطين والفاسدين ... فأبسط تساءل يُحاسب عليه قائدي وحدات الأمن المركزي " كيف يمكن نقل هذا العدد من الجنود في سيارة واحدة من سيارات الأمن المركزي وإحترام أدميتهم في نفس الوقت ... وهل سيغلق ملف الحادث دون تقديم المتورط فيه للمحاسبة - كما جرت العادة - ... وكيف سيتم العمل لمنع تكرار مثل هذا الإهمال مرة أخرى - أخذاً بالأسباب وليس منعاً للقدر - " . وكذلك فإن اليوم التاسع من أكتوبر المعروف " بأحداث ماسبيرو " لهو من الأيام التي تذكرنا بأن الجرح مازال ينزف والألم مازال موجع طالما أن من أخطأ مازال طليقاً لم يُحاسب . وإيماناً بحق من ضحى بنفسه في سبيل الحصول على حرية هذا الوطن ومجابهة الظلم والفساد المستشري في الإدارة المصرية فإننا لن يهدأ لنا بال حتى يتم القصاص العادل ... فدستورنا هو معركتنا ... وحاضرنا ومستقبل أبناءنا في دولتنا مرهون بما سيقدمه لنا دستورنا ... فليعمل أبناء الحاضر لحماية أبناء المستقبل .