أسقطت الخصومة بيني وبين المؤسسة الدينية ..ولكن الثورة مستمرة حتى تطهيرها من علماء السلطان الدين يُدين الهجوم على البعثات الدبلوماسية .. والمصريين كلهم أقباط فى تصريحات هامة ل"مصر الجديدة"، أكد الشيخ د. هاشم إسلام – عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – أن الصهيونية والماسونية العالمية تقفان وراء مخطط شامل يستهدف الدين الإسلامي ورموزه، سواء بالتشويه أو بالدعاية المضادة المبثوثة فى الإعلام الغربي، أو عن طريق افتعال المواقف التى تشعل الفتنة بين المسلمين والأقباط فى مصر، كما وقع مؤخرا من جرم فى حق الرسول محمد – صلي الله عليه وسلم – من خلال الفيلم المسيئ، مؤكدا أن إيذاء النبي هو خط أحمر، وتعديه معناه إعلان الحرب على الإسلام والمسلمين. وأوضح أن مواطنينا المسيحيين، ووفقا لقاعدة أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، هم شركاء فى الوطن، وبلا شك هم أبرياء من تلك الجريمة، وقد شارك الكثير منهم فى الغضبة للدين الإسلامي، "فكلنا أقباط، منا المسلمين ومنا المسيحيين"، على حد قوله. أما بالنسبة للمدعوين بأقباط المهجر، فلابد من إدراك حقيقة مفادها – يقول الشيخ "إسلام" – أن ليس جميعهم يريدون شرا بمصر، أما هؤلاء الذين يخططون للانقلاب على الدولة عبر دولتهم المزعومة، ويناصبون مسلمي مصر العداء، ويسعون لإعلان الحرب على الإسلام، فهؤلاء هم المتهمين الأجدر بتوجيه سهام الغضب والعقاب إليهم، من جانب الشعب أو الدولة على حد سواء. وفي تعليق منه بشأن مستويات ردود الفعل الغاضبة، التى عمت مصر وكثير من دول العالم الإسلامي، شدد الشيخ "هاشم إسلام" على أن الغضب للنبي – صلي الله عليه وسلم – هو أمر واجب ومشروع، وعلينا إعلان غضبنا "المتحضر" للعالم كله، بل إن هذه الهجمة الشرسة ضدنا كمسلمين، هي فى حقيقتها فرصة أمامنا لفتح قنوات اتصال مع الإعلام الغربي والأميريكي، بدلا من إصدار البيانات العنترية التى لا نخاطب بها إلا أنفسنا، وذلك بهدف توصيل الصورة الصحيحة والوجه السمح للدين الذي يرفض إيذاء معاهد أو مؤتمن، وبالتالي يرفض العدوان على البعثات الدبلوماسية والاعتداءات الهمجية ضد مؤسسات الدولة، من جانب مواطنين مسلمين، فيهم من فيهم من بلطجية ومأجورين، لا علاقة لهم بالدين ولا بالدفاع عن رموزه. في ذات السياق، طالب الشيخ "هاشم إسلام" الرئيس د. محمد مرسي باتخاذ إجراءات عقابية ضد المتورطين فى جريمة الفيلم المسيئ من أقباط المهجر، وكذا بسحب – أو على الأقل بالتهديد – بسحب السفير المصري من الدول التى تحتضن المجرمين فى حق الإسلام، كما يكون من حق الشعوب أن تعلن مقاطعتها الاقتصادية لمنتجات الدول التى تؤوي أعداء المسلمين وتوفر لهم الحماية والملجأ الآمن لكي يواصلوا جرائمهم. على صعيد آخر، أعلن الشيخ "هاشم إسلام"، مجددا أن تصريحاته التى سبق وأطلقها ضد معارضي النظام القائم، الذي يقوده الرئيس د. محمد مرسي، المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمون"، قد تم إما تحريفها أو انتزاعها من سياقها، وإلصاقها فى غير مواضعها. وأشار إلى أنه برئ من إصدار فتاوي تكفير الأقباط المصريين، أو إباحة قتل المعارضين للنظام، ولكنه شدد على تمسكه برفض المظاهرات العنيفة ومحاولة ترويع الآمنين وإشعال الفتنة بين طوائف الوطن الواحد. وتوجه الشيخ "هاشم إسلام" إلى منتقدي موقفه الرافض لقلب النظام عبر التهديد باقتحام مقار الجماعة أو الترصد للرئيس، بسؤال مفاده: هل الاعتداء على سفارات الدول وبعثاتها الدبلوماسية من الاعتراض المشروع في شيئ؟؟؟ وبالمقابل سؤال آخر: هل الذين تطوعوا للدفاع عن مقار السفارات وصد المعتدين عليها وعلى أجهزة الأمن، هم إرهابيين؟؟؟ وواصل بقوله: حق الاعتراض مشروع، وكذلك حق الدفاع الشرعي عن النفس، وفقا للأعراف الدولية وللديمقراطية التى ينبغي احترام نتائجها. فالإسلام كفل الاحتجاجات السلمية المشروطة بمبدأ أفضلية درأ المفاسد على تحقيق المصالح، فيما يرفض الدين الحنيف المظاهرات الدموية التى تهدد السلم الاجتماعي وأمن الوطن. من ناحية أخري، أعلن الشيخ "هاشم إسلام" من جانبه إسقاط الخصومة بينه وبين المؤسسة الدينية، بجناحيها "الأزهر" و"دار الإفتاء"، ومشددا فى الوقت نفسه على إصراره على المضي قدما فى ثورته السلمية الرامية لإحداث التغيير الحقيقي فى أركان المؤسسة ذاتها، التى لا تزال تخضع لسيطرة فلول النظام البائد، بدليل أن الذين يرأسونها حتى الآن، قام رأس النظام الفاسد بتعيينهم، أمثال "الشيخ على جمعة" والشيخ أحمد الطيب"، وهم الذين قدموا الغطاء الشرعي لزبانية النظام الساقط ليقوموا بقتل وإرهاب واعتقال الثوار السلميين العزل، عبر فتاواهم بأن هؤلاء الثوار الذي كنت مؤيدا لهم منذ اللحظة الأولي، هم مخالفين لشرع الله وخارجين على الحاكم. وطالب الشيخ "إسلام" رؤوس المؤسسة الدينية فى مصر، بتغليب مبدأ الحوار عند الخلاف بدلا من اللجوء للقضاء الذي "لا أخشاه" على حد تعبيره، وواصل مؤكدا أن النقاش فى أمور الدين هو أفضل من الديكتاتورية والانفراد بالقرار. وأخيرا، شدد الشيخ "هاشم إسلام" على احنرامه العميق لجميع علماء المؤسسة الدينية، ولكن هذا لا يعني تراجعه عن مطالبته بإعلان الثورة داخلها، وتطهيرها من رموز النظام البائد، وكثير منهم ممن زينوا للحكام السابقين فسادهم، وذلك من منطلق أنه لا أحد كبير على الحساب فى الإسلام، وعلى أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.