تحرك قبطي واسع من الأقباط المقيمين في الخارج وعلى مستوى العالم تتسابق لإعلان رفضها الإساءة للدين الإسلامي إزاء إعلان بعضاً من أقباط المهجر «المتشددين» مشاركتهم في العمل الفني لإنتاج فيلم يسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللإسلام. إذ وجهت نحو 120 منظمة قبطية منتشرة في مختلف أنحاء العالم طلب رسمي إلى السلطات الأمريكية للمطالبة بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول «صلى الله عليه وسلم» بعنوان فيلم «المحاكمة الدولية لمحمد نبي الاسلام»، بينما أعلن «أقباط المهجر» من الأقباط المصريون المقيمون فى الولاياتالمتحدةالأمريكية واساقفة وبطاركة الكنائس القبطية المصرية الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية تبرأهم من موريس صادق وعصمت زقلمه ومن يسيئون للدين الإسلام مؤكدين على اعتزازهم بدولتهم مصر وأن الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد.
وأصدر أقباط المهجر – بيان أمس الأربعاء – موقع عليه أكثر من 40 قبطياً من المقيمين في أمريكا، أعلنوا فيه تبرؤهم من موريس صادق وعصمت زقلمه ومن على شاكلتهم ممن يسيئون للدين الإسلامي، مؤكداً انهم لا يمثلونهم ولا يمتوا لنا بصلة وليس لنا أي علاقة بأفكارهم الشاذة المتطرفة.
وحمل البيان توقيع خمسة من قيادات أقباط المهجر، هم صفوت حنا من «أمريكا»، إبراهيم شفيق من «أمريكا»، سامي عبدالمسيح من «كندا»، شنودة توفيق من «فرنسا»، ميرنا صديق من «أستراليا»، وذلك بالإنابة عن 120 منظمة واتحادًا قبطيًا.
وذكر البيان: «نعلن نحن الأقباط المصريون المقيمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن هؤلاء الأشياء المسماة بموريس صادق وعصمت زقلمه ومن علي شاكلتهم الذين يسيئون إلي الدين الإسلامي وإلي إخوتنا المسلمين لا يمثلونا ولا يمتوا لنا بصلة وليس لنا أي علاقة بأفكارهم الشاذة المتطرفة التي يروجون لها. وليس لنا علاقة بهرطقاتهم ولا بدولتهم القبطية المزعومة فنحن مصريون ودولتنا هي مصر ورئيسنا الشرعي والمنتخب هو الرئيس محمد مرسي ونهيب بوسائل الإعلام المصرية أن يكفوا أن يطلقوا علي هؤلاء الأشياء الشاذة فكرياً (أقباط المهجر)».
وطالب رامي فايز – مؤسس حركة مصر أولاً والمقيم حالياً فى أمريكا - وسائل الإعلام المصرية بعدم إطلاق لفظ أقباط المهجر على هؤلاء الشواذ فكرياً مشيراً إلى أن لفظ أقباط المهجر يعني المصريين المغتربين عن مصر وليس كل المغتربين جاحدين وناكرين فضل بلدهم مثل صادق وزقلمة.
وقدم فايز الاعتذار للمسلمين قائلاً : «نقدم الاعتذار لكل أخوتنا المسلمين عن الفيلم المسيء الذي استفز مشاعرنا، مؤكداً ان الذي يسئ لدين أي مصري فهو يهين المصريين جميعا».
ومن جانبه هاجم الدكتور عوض شفيق رئيس المكتب القانوني لأقباط المهجر ومقره جنيف كلاً من عصمت زقلمه وموريس صادق، مؤكداً أنهم مرفوضون من أقباط المهجر، وما يفعلونه لإحراج أقباط المهجر المعروفين بوطنيتهم وعدم إهانتهم لأي مقدسات منذ خروجهم للنور.
وفي السياق نفسه، قال الدكتور صفوت حنا، أحد أقباط المهجر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، إنه تقدم بطلب للكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض لوقف الفيلم وعدم عرضه بشكل نهائي، والقبض على القس المتطرف تيري، مؤكداً أن موريس صادق لا يعبر عن أقباط المهجر.
وقال القس رفعت فكري رئيس مجلس الإعلام والنشر بسنودس النيل الانجيلي أن أي شيء يسئ لمشاعر المسلمين يتنافى مع منهج حياة السيد المسيح، الذي كان يجول يصنع خيراً، ويتناقض مع تعاليمه السامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر.
وطالبت الكنيسة الأرثوذكسية رجال الدين في كل مكان بتقديم خطاب ديني نابذ للتعصب ، وخالياً من كراهية الآخر، ورافضاً لأي إهانة تخص مقدسات الآخرين، وداعماً لحقوق الإنسان ولحرية الدين والمعتقد.
وأكدت الكنيسة الانجيلية فى بيانها إن رجال الدين وعلمائه يمتلكون دوراً فريداً ومسؤولية أخلاقية في السعي للمصالحة وتضميد الجراح داخل مجتمعاتهم وبين مختلف أتباع الأديان. واستنكرت الكنائس الثلاث.
وقال القس الدكتور راضى عطا الله اسكندر راعى الكنيسة الانجيلية فى الاسكندرية أن أي شيئ يسئ لمشاعر المسلمين يتنافى مع منهج حياة السيد المسيح، الذي كان يجول يصنع خيراً، ويتناقض مع تعاليمه السامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر.
وأضاف – في بيان للكنيسة الانجيلية – أن ما نشر عن قيام بعض المتطرفين بعمل فيلم يسئ للدين الإسلامي، ترفضه وتدينه الكنيسة بشدة.
وطالبت الكنيسة رجال الدين في كل مكان بتقديم خطاب ديني نابذ للتعصب ، وخالياً من كراهية الآخر، ورافضاً لأي إهانة تخص مقدسات الآخرين، وداعماً لحقوق الإنسان ولحرية الدين والمعتقد.
وطالبت الكنيسة كافة وسائل الإعلام «بالتحلي بالموضوعية وعدم التهويل من مثل هذه الأعمال الفردية التي لا تعبر إلا عن أصحابها، والبعد عن التعميم الذي يتنافى مع المنهج العلمي في التفكير والتي من شأنها أن تبث روح الفرقة والانقسام».
وندد أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر بكافة أشكال الإساءة إلى الرموز الدينية أيا كانت ومن أي مصدر جاءت، فان ذلك يناقض تماما تعاليم الإنجيل المقدس، التي تدعو إلى محبة واحترام الجميع .
وخصص المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، والذي يحتفل هذا العام بمرور خمسين سنة على افتتاحه، وثيقة عن «علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية»، خص فيها الدين الإسلامي بمكانة مميزة.
يذكر أن المنتج الحقيقي لهذا الفيلم هو القس الأمريكي تيري جونز الذى اتهم مؤخرا بحرق نسخة من القرآن الكريم.