خريطة القواعد الأميريكية في مصر الباحث السياسي "فريد عبد الحميد": القيادتين العسكرية والسياسية مطالبتان بإعادة تخطيط أولويات أمن مصر القومي نحن لم ولم ولا ينبغي أن نكون دعاة حرب، ولكن الإيمان بمبدأ السلام غير المبني علي الوعي بموازين القوي الإقليمية، يعد نوعا من التقصير فى التبصير بما يحيط بالوطن من تحديات ومخاطر. وكانت جريدة "مصر الجديدة" قد سبق وأن فتحت ملف القواعد الأميريكية المقامة سرا على الأراض المصرية، وتناولت بالأدلة، حزمة الصلاحيات التي تم منحها من جانب الرئيسين السابق والأسبق، السادات ومبارك، لصالح القيادة العسكرية الأمريكية، وفقا لرؤيتهما الخاصة بهما، فيما يتعلق بخصوصية العلاقات بين الحليفين الاستراتيجيين. ولكن مجريات الأحداث الأخيرة بين كل من مصر والكيان الصهيوني، فرضت طرح هذا التساؤل الخطير، بحسب الباحث السياسي "فريد عبد الحميد": ماذا سيكون موقف القواعد الأميريكية فى مصر وكذا القوات التابعة للجيش الأميريكي، ضمن قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام، إذا ما نشبت حرب بين مصر و"إسرائيل"، بمعلومية أن الأخيرة تعد، ليست فقط الحليفة الأولي على المستوي العالمي بالنسبة للولايات المتحدة، بل يمكن القول بأنها الحاكم بأمره من وراء كواليس البيت الأبيض، المعروف جيدا أن حكامه لا يمكن أن يصلوا إلى الكرسي الرئاسي، إلا عبر حائط المبكي الصهيوني "المزعوم". وفيما يؤكد "عبد الحميد"، أن الإجابة فى بطن السؤال كما يقولون، مشيرا إلى ضيق الأفق السياسي والاستراتيجي والعسكري، الذي انحازت إليه القيادتين السياسية والعسكرية لمصر، على مدي العقود الماضية، عندما منحت لأعداء البلاد صكا بالتصرف، أو على الأقل الشراكة فى ترتييب أولويات أمننا القومي، بدعوي أن السلام .......... سيبقي "خيارنا" الاستراتيجي إلى الأبد، دونما حساب لأن الحسابات السياسية والعلاقات الدولية، قابلة للتغير من النقيض إلى النقيض فى أية لحظة، بحيث إذا لم تكن الاستراتيجية المتبعة فى تحديد العدو من الصديق، لها من المرونة ما يسمح بالتعامل مع المستجدات – كما هو حادث الآن بالفعل – على الساحة الإقليمية، فإن المقابل يعني وضع أمن الوطن له على المحك. ويوضح "عبد الحميد" أن القيادة العسكرية الجديدة لمصر، وعلى الرغم من كونها تولت مهتها الثقيلة وهي وضع ال"كش ملك" على طاولة الشطرنج، فإنها قد باتت مطالبة فورا بالتنسيق مع نظيرتها السياسية، بمحاولة قيادة دفة الأمن القومي للبلاد، نحو بر الأمان، وإعادة رسم أولوياتها الاستراتيجية، بما فيها إعادة تقييم حجم ومستوي العلاقات مع كل من "واشنطن" و"تل أبيب"، فى وقت تواجه فيه أعاصير الإرهاب الأسود من جانب، وبعد عام ونصف من الإرهاق والتشتت التى عانت منه قوات الجيش، عبر تولي مهام حفظ الأمن الداخلي، وعلى خلفية ما يُحاك من مؤامرات يتم حاليا نسخ خيوطها داخل الكيان الصهيوني، الذي بات يشعر بالوحدة، بل والرعب بعد أن فقد صديقه الحميم وكنزه الاستراتيجي، مبارك المخلوع.