أم تحمل رضيعها فى الشمس الحارقة بسعادة لا توصف وبفرحة عظيمة وبشوق وحنين بدأت الشابة (ن. أ ) من غزة رحلتها الشيقة في أحيان والموجعة في أحيان أخرى ، لينسيها تحرك مشاعرها والتهاب الشوق في قلبها لرؤية الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم ما صدمت به. بدا القلق واضحاً عندما وصلت إلى معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني لكن سرعان ما تلاشي وذهب أدراج الرياح عندما وجدت التنظيم وسرعة الإنجاز لتتفاعل الأحاسيس مجدداً ويزداد الطلب والشوق لرؤية الحبيب المصطفي،هي لحظات أخرى وإذا بها في الجانب الآخر من المعبر الجانب المصري لتبدأ حكاية موجعة من حكايات ألف ليلة وليلة. وتروي (ن.ا ) لحظات خروجها من معبر رفح الجانب الفلسطيني حتى وصلها إلى الجانب المصري بعد خروجنا من معبر رفح الجانب الفلسطيني حتى نصل إلى المعبر من الجانب المصري استغرقت الطريق 18 ساعة، خرجنا في الصباح ووصلنا في المساء. ونستمر معكم في سرد أحداث القصة ومشاهد معاناة الفلسطينيين في المعابر والمطارات المصرية لعلها تزول وتذهب أدراج الرياح وخصوصاً بعد الثورة المصرية وانتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر ، وصلت إلى المعبر ليتم كما هو معلوم لديها نقلهم بالباصات إلى مطار القاهرة ولكن المفاجأة الأخرى بل الصدمة التالية انتظار جميع الباصات حتى ولو وصل عددهم إلى 15 باصاً والانتظار مرة أخرى حتى يتم التحقيق من جميع الأوراق الثبوتية ليتم صعودهم إلى الحافلات لينطلقوا إلى مطار القاهرة بمرافقة الشرطة والعسكر من أجل الحماية. وأخيراً وبعد طول انتظار تسير القافلة ببطء وبالفلسطيني دقة دقة من العريش إلى مطار القاهرة ومن المعروف أن الطريق تأخذ وقت زمني 5 ساعات أما مع الفلسطيني فلا بد أن يكرم كرم الضيافة لأنه ضيف فتأخذ معه الطريق من 6 إلى 7 ساعات. وبعد رحلة شاقة ومتعبة وصلوا إلى مطار القاهرة على أمل أن يستقلوا الطائرة الخاصة بهم إلى بيت الله الحرام وهم يشاهدون جميع الجنسيات المسلمة وغير المسلمة يسافرون بكل يسر وسهولة ، ليوضعوا جميعهم رجال ونساء في صالة انتظار لا يوجد بها حتى كرسي ليفترشوا بأجسادهم الأرض ، وكأنهم في حظيرة للماشية بلا كرامة مع وجود دورة مياه للرجل والنساء كلا على حدة ويطول الانتظار وتمر الساعة تلو الأخرى لتفقد الرحلة إلى بيت الله الحرام رونقها وطابعها الخاص،ومع بدء عملية التدقيق الذي يقودها الضابط بروح ميتة في النداء على الأسماء ببطء شديد ينبعث الأمل في النفوس من جديد لينطلقوا بطائرتهم إلى البلاد الحجازية. ويأمل الفلسطينيون الذين خرجوا في مختلف مدن قطاع غزة للتعبير عن فرحتهم بفوز محمد مرسى رئيسا لجمهورية مصر العربية أن ينعكس هذا الفوز على القطاع من خلال فتح المعبر بشكل كامل.واحترام التنقل للأفراد فيبدو أن معاناة الفلسطينيين على المطارات والمعابر أصبحت مادة إعلامية لا أكثر ونأمل باتفاقية تضمن لنا التنقل بأقل درجات الاحترام.