اكتشف فريق من إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية مكتبة من الكتب النادرة والتي تخص أحمد باشا ذهني؛ ناظر مدرسة المهندسخانة، وذلك ضمن مشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق تاريخ جمعية المهندسين المصرية. تحتوي المكتبة على كتب مطبوعة ومخطوطة بخط يد أحمد ذهني؛ مثل "علم الميكانيكا" و"علم الأيدروليكا" و"علم الديناميك"، ومجموعة كتب قام بتدريسها بمدرسة المهندسخانة مثل "الأيدروستاتيك" و"مقاومة المواد". تضم المكتبة أيضاً العديد من الكتب التي كانت تدرَس بمدرسة المهندسخانة آنذاك؛ مثل كتاب "الطبوغرافيا" وكتاب "الرسالة البهية في الأعمال المساحية" وكتاب "دروس الري والملاحة والمين" وكتاب "الرسم الميكانيكي". ويأتي ضمن المجموعة بعض الكتب المُهداه من مؤلفيها لأحمد ذهني باشا؛ مثل كتالوج "خلاصة الأفكار في فن المعمار" لمحمد أفندي عارف؛ مدرس علم العمارة بمدرسة المهندسخانة الخديوية، وكتاب "بلوغ الآمال في المنحنيات كثيرة الاستعمال" لمؤلفه صابر أفندي صبري؛ مدرس فرع الوصفيات بمدرسة المهندسخانة، وكتاب "الأصول الوافية في علم القسموغرافية" لمؤلفه حسن أفندي حسني؛ مدرس الرياضة بالمدرسة ذاتها. وتحتوي المكتبة على كتاب يرجع تاريخه إلى عام 1911م، وهو يضم نماذج امتحانات للمواد المختلفة مثل اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، ومداة الجغرافيا،كما تضم مكتبة أحمد ذهني أيضاً العديد من الكتب بلغات أجنبية سواء باللغة الفرنسية أو الانجليزية. جدير بالذكر أن أحمد ذُهني ولد في ديسمبر 1847م، والتحق بالفرقة الأولى بمدرسة المهندسخانة حال افتتاحها بالعباسية بسراي الزعفران. وتكونت الفرقة الأولى لمدرسة المهندسخانة من 20 طالباً. وبعد تخرجه من مدرسة المهندسخانة بتفوق عمل بها خوجه لعديد من فروع علم الهندسة إلى أن عُين ناظراً لها. وكان لأحمد ذهني إسهامات جليلة في الارتقاء بعلم الهندسة سواء بالتدريس أو من خلال التأليف، فقد عمل أحمد ذهني فكره في وضع بذرة العديد من فروع علم الهندسة، وألّف عديد من الكتب في هذا العلم أصبحت نواه يعتمد عليها الدارسين والمؤلفين. وبعد سنوات طويلة من التدريس والتأليف أصبحت له مكتبة كبيرة من الكتب والمؤلفات الهندسية التي أصبحت فيما بعد قيمه علمية وتاريخية. وبتأسيس جمعية المهندسين المصرية في 3 ديسمبر 1920م كان لابد أن تكون لها نواة من الكتب الهندسية ترتكز عليها، لذا قام أحمد ذهني باشا بإهداء مكتبته الخاصة إلى جمعية المهندسين المصرية لكي تكون متاحة إلى الدارسين والباحثين والمهتمين. ويعد من أهم كتب تلك المكتبة النادرة من مؤلفات أحمد باشا ذهني كتاب "دروس الأيدروستاتيك"، والذي تم تدريسه لتلامذة السنة الثانية من مدرسة المهندسخانة الخديوية بمعرفة أحمد ذهني ناظر المدرسة. ُطبع الكتاب في مدرسة المهندسخانة بسراي درب الجماميز سنة 1896. أما كتاب "علم الجيوديزيه" لأحمد بك ذهني فتم تدريسه بمدرسة المهندسخانة الخديوية على حسب برنامجها المصدق عليه من مجلس النظار بتاريخ 26 يناير 1887م. وتضم المكتبة الجزء الثاني من كتاب علم الميكانيكا لأحمد بك ذهني والذي تم تدريسه في السنة الثانية بمدرسة المهندسخانة الخديوية على حسب برنامجها المصدق عليه من مجلس النظار بتاريخ 26 يناير 1887م. يذكر أن إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية تنفذ مشروع توثيق جمعية المهندسين المصريين، والذي يهدف إلى فهرسة مقتنيات الجمعية وكذلك توثيق مبنى الجمعية، إضافة إلى إعداد مقترح لإنشاء متحف عن تاريخ الهندسة والمهندسين المصريين. وبدأت الإدارة بالفعل في الحصر الأولي لمقتنيات الجمعية التي تتضمن نسخة كاملة من كتاب وصف مصر ووثائق نادرة عن تاريخ الجمعية ومجموعة كتب فرنسية وإنجليزية تعد من نوادر المطبوعات في مصر، فضلاً عن رسومات هندسية نادرة لمشروعات نفذت في مصر في القرن العشرين. ونظمت المكتبة في هذا الإطار معرض وندوة "كنوز جمعية المهندسين المصرية" في شهر مايو الماضي تدشيناً لمشروع مكتبة الإسكندرية لتوثيق جمعية المهندسين المصرية. واحتوى المعرض على مجموعة نادرة وفريدة من الكتب والصور واللوحات والأطالس التي تحتفظ بها الجمعية في مكتبتها.