[image] الماكيافيلليون والعسكر شراكة لم تدم طويلا جاءت التهديدات "الانتخابية" التى أطلقها الدكتور محمد مرسي ضد المجلس العسكري، لتفجر العديد من التساؤلات، خصوصا فيما يتعلق بإشعال الثورة من جديد إذا حدث وفاز منافسه الفريق أحمد شفيق بالتزوير. كما جاء الهجوم الذي شنه الدكتور مرسي ضد النظام البائد ليكشف إلى أي حد بلغت الماكيافيللية الإخوانية كسمة رئيسية فى التعاطي مع الأحداث والأنظمة السياسية المتوالية. أما بشأن الثورة التى يهدد د. مرسي بإشعالها، فهي إن وقعت فستكون ثورة قائمة على أجندة إخوانية محضة، كرد فعل على خسارة معركة انتخابية، وليس كموقف حاسم ينحاز لشعب بأكمله، وإلا فليجب أي مسئول إخواني الآن على هذا السؤال: أين كانت جماعة الإخوان المسلمين من التنسيق للحركات الاحتجاجية التى تحولت عبر لهيب النيران ودماء الشهداء التى سالت أنهارا بأيدي سفاحي الداخلية إلى ثورة 5 يناير المجيدة؟؟؟ أليس هم الذين لحقوا أنفسهم، وانخرطوا فى معارك الثورة، فقط بعد أن انقلبت المائدة على نظام مبارك المخلوع، ثم ما أن اطمئنوا إلى اعتراف الجميع بهم كقوة على الأرض، قاموا بعقد صفقة مع العسكر – الخصم الأول للثورة - لكي ينسحبو سياسيا من الميدان، فى مقابل فتح الطريق لهم إلى كراسي البرلمان، فهرولوا دون حتى أن يعيروا انتباها إلى ما ارتكبوه من مخالفات انتخابية، على وقع تشجيع مشايخهم، بأن التزوير فى سبيل الله : حلال . حلال..؟؟ ثم أليس هذا النظام الذي يتوعد الدكتور مرسي – الآن – بإسقاطه، هو ذاته النظام الذي عقد معه الصفقة السياسية الأشهر فى انتخابات البرلمان المصري عام 2010، أي قبل الثورة باسابيع، وقضت الصفقة القذرة بمشاركة الإخوان فى الانتخابات التى علم القاصي والداني سلفا أنها مزورة، وقاطتعها حينئذ معظم الأحزاب السياسية، لكي تقدم الجماعة الغطاء الشرعي للحزب الوطني ليقوم بتزويرها على راحته فيما بعد بنسبة فوز شبه إلهية تقترب من 99 %؟ وهو النظام ذاته، الذي رفض حزب الحرية والعدالة – الذراع السياسية للجماعة – أن يعزل رموزه، بعد أن اكتسح مقاعد برلمان الثورة، فى غزل صريح للفلول، وذلك على الرغم من مطالبة شباب الثورة بتنفيذ القانون قبل بدء الانتخابات البرلمانية، حماية للثورة والبلاد من عودة النظام الديكتاتوري الفاسد، ولكن عندما وصل الأمر إلى الانتخابات الرئاسية وأصبح عرش مصر على المحك، سارع الحزب الإخواني بطرح مشروع قانون العزل، ولكن للأسف كان السيف قد سبق العَزَل... كما يقولون...؟ بأي حق إذن يهدد الدكتور مرسي بالثورة وهو لم يشارك فيها إلا طمعا فى مغانمها؟ وبأي حق يتوعد بسحق النظام البائد وبين الجانبين ما بينهما من غزل صريح ومستتر، وما خفي كان أعظم؟؟ أسئلة تحتاج إلى ردود عديدة، فهل من مجيب؟؟؟