في دراسة تقترح طريقة جديدة لقراءة الخطاب السياسي العربي، صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة ،الترجمة العربية لكتاب (الديمقراطية في الحطاب السياسي المعاصر)،من تأليف ميشيل دوريتشر دون و من ترجمة عماد عبد اللطيف. يتناول الكتاب مشكلة الديمقراطية فى الشرق الاوسط عامة وفى مصر بصفة خاصة حيث ترى الكاتبة مشكلة الديمقراطية بلغة الخطاب ،على سبيل المثال شعارات إنتشر إستخدامها مؤخرا مثل الشفافية و الديمقراطية وكيف أنها بعيدة كل البعد بين نطقها وتطبيقها حيث تظهر ضعيفة وفاترة بل و بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي. في كتاب يقع في 251 صفحة من القطع الكبير و على مدار ستة فصول، يتناول الكتاب نبذة عن سياق الخطاب والبيانات والمناهج ثم توضح المؤلفة الأساس النظري لطريقة البحث التي استخدمتها و يشمل أعمال المنظرين الأساسين الذين أعتمدت عليهم مع تعريف للأدوات اللغوية الأساسية التي إستخدمتها في التحليل حيث تتحدث عن (الكلام السياسي بوصفه خطابًا وسيطًا)، بعد ذلك تتحدث عن تحديد السياق المحيط بالخطاب،ثم يأتي الفصل الرابع بعنوان (هويات تحت الإنشاء)،و الفصل الخامس بعنوان (تعزيز علاقات :وتحديها)،أما الفصل السادس والأخير بعنوان (الخطاب الذي لا يقاوم) ثم تستعرض المؤلفة مراجع البحث. قامت مؤلفة هذا الكتاب بدراسة مفادها خلصت منها إلى أن الخطاب السياسى العربى هو نتاج تفاعلات اجتماعية من شأنها تعزيز تقدير المرء للخطاب . يبرهن هذا الكتاب على أن الخطاب السياسى يقبل أن يطبق عليه منهج مركب من البحث الإثنوغرافى فى جماعات الممارسة والتفاعلات الاجتماعية التى انتجت نصًا( ما كان يحاول هؤلاء الذين انتجو النصوص انجازه) مع فحص الإستراتيجيات والأدوات اللغوية الموظفة فى النص (كيف ينجز منتجو النصوص أهدافهم عبر اللغة),فالكثير من عمل الخطاب العام يؤدى بواسطة المشاركين أنفسهم ولصالحهم وبدون وضع هذا فى الإعتبار فأنه من السهل الوقوع فى حيرة إزاء النصوص وقراءتها بشكل خاطئ ,لذا فان هذه الدراسة التحليلية تساعدنا على فهم اكبر و أعمق للخطاب السياسي. والكتاب من تاليف الدكتورة ميشيل دون،وهي باحثة فى مؤسسة كارنيجي للسلام الدولى ورئيسة تحرير "نشرة الاصلاح العربى"، حصلت على الماجستير والدكتوراة من جامعة جورج تاون، حيث تعمل استاذًا مساعدًا للدراسات العربية.وقد شغلت وظائف عديدة باعتبارها متخصصة في شئون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الأمريكية و البيت الأبيض. تهتم بحوثها بمجالات عديدة منها الإصلاح السياسي و الإقتصادي ،والسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط،لها بلإضافة إلى الكتاب المترجم كتاب بعنوان "مصر كدولة محورية في العالم الإسلامي".2006 أما المترجم فهو الدكتور عماد عبد اللطيف وهو مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بقسم اللغة العربية كلية الاّداب جامعة القاهرة،درس بجامعة القاهرة وجامعة لانكستر الإنجليزية، حصل على العديد من الجوائز مثل جائزة دبى الثقافية للحوار مع الغرب،جائزة جامعة القاهرة لأفضل رسالة دكتوراة،جائزة طه حسين في الدراسات اللغوية و النقدية في مصر و العالم العربي. حاضر في جامعات مصرية و إنجليزية ونرويجية،له عدد من الكتب و المقالات الأكاديمية بالعربية والإنجليزية،منها "لماذا يصفق المصريون؟"مدخل إلى التحليل البلاغي للخطاب السياسي".