أظهرت دراسات حديثة في تايوان أن 60 % من الشباب يفكرون في الانتحار ، وأرجع المحللون ذلك إلى انعدام المثل الأعلى من الشخصيات القيادية العامة بالإضافة إلى ضعف الترابط الأسري. وليس هذا بجديد على تايوان فقد شكلت حالات الانتحار خلال عام 2008 مشكلة أرقت الحكومة نفسها وذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة التايوانية أن ما يزيد على أربعة آلاف شخص انتحروا في هذا العام 2008 أي بمعدل حالة انتحار كل ساعتين تقريبًا، وذكرت الوزارة أن إجمالي حالات الانتحار المسجلة بلغ 4128 حالة بزيادة قدرها 195 حالة انتحار مقارنة بعام 2007، والنسبة الأكبر بين المنتحرين كانت بين الرجال الذين شكلوا 68% من معدلاته هناك، وكانت النسبة الأظهر في الفئة العمرية ما بين 25 و44 عاماً والتي بلغت 40% من المنتحرين بينما جاء من تزيد أعمارهم عن 65 عاما لتمثل 21%. وكانت دراسات أجريت في عام 2007 أثبتت أن ما يقرب من ثلث طلاب المدارس الثانوية في تايوان يتعرضون لضغط كبير جعلتهم يفكرون في الانتحار و20 % ألحقوا بأنفسهم ضررًا بالفعل، وأظهر الاستطلاع الذي أجري على طلاب في المرحلة الثانوية أن العديد منهم يعانون من ضغوط مدرسية ومشكلات في العلاقات مع الآباء وزملاء الدراسة والأصدقاء، وأرجع 40 % منهم ذلك إلى مشاكل مع آبائهم. وذكرت الدراسات : ان سبب ذلك هو فقدان الوظائف والتقدم في السن والمشكلات الصحية.. فيما يؤكد علماء نفسيون أن الشباب التايواني دون سن 20 عاما وعددهم 23 مليون فقدوا القدوة والمثل الأعلى من الشخصيات القيادية العامة خاصة بعد اتهام رؤساء لهم بالفساد المالي والكسب غير المشروع في السنوات الأخيرة. وهو بدوره ما أثر سلبا على الصلات العائلية حتى ضعفت وانخفضت أعداد الاطفال لكل أسرة وسط انشغال الوالدين بعملهم. واشار المحللون إلى أن سنوات ارتفاع الأسعار وثبات الدخل وضعت ضغطا على الأسر العادية فازدادت معدلات البطالة بشكل قياسي في ظل الأزمة المالية العالمية حيث إن اقتصاد تايوان يعتمد أصلا على التصدير.