في حلقة الأربعاء من برنامج صباحك يا مصر على قناة دريم، والتي تزامنت مع إحتفال عيد الأم، إستضافت الإعلامية جيهان منصور، ثلاثة من أمهات الشهداء، واللاتي تذكرن لحظات السعادة التي قضينها مع أبناءهن قبل إستشاهدهم، وآلام الفراق بعد وداعهم. الأم بدرية عبد اللطيف (والدة الشهيد حسين طه) بدأت حديثها بالدموع والبكاء وهي تحكي ذكرياتها مع ابنها الذي استشهد وهو في سن التاسعة عشر عاما، وكان أول شهيد سقط في الإسكندرية خلال ثورة 25 يناير.
قالت الأم المكلومة إن إبنها قبل جمعة الغضب بيومين إرتمى في أحضانها بقوة وقال لها : "بحبك يا أمي"، وذهب لصلاة الجمعة ولم يعد حتى وجدوا جثمانه بعدها بيومين في كوم الدكة. وطالبت والدة الشهيد بأن يكون هناك عدل في الأرض وأن يأخذ الجناة عقابهم، موضحة أن الطعام لم يعد له طعم بالنسبة لها، والفرحة انطفأت في قلبها ولا يمكن أن تشعر بالسعادة لآخر يوم عمرها.
غير أن ما يجعلها باقية على قيد الحياة أنها تؤمن بأن إبنها شهيد بمشيئة الله، خاصة وأنها حينما ذهبت إلى العمرة اشتمت رائحة ابنها في روضة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الأم فايزة عبدالحميد (والدة الشهيد مصطفى الصاوي) فقالت إن ابنها كان حاصلا على بكالوريوس تجارة وكان يحفظ القرآن الكريم بأكمله، ويدرسه لأطفال المنطقة، ويعلمهم أيضا اللغة الإنجليزية، ولذلك كان الأطفال يحبونه كثيرا وبكوا بشده بعد استشهاده.
أضافت أم الشهيد أن إبنها سلم على كل أصحابه بمنطقة العجوزة حيث يقطنون، وقال لهم: "أنا رايح استشهد بكرة"، وهي ذات الجملة التي قالها لي ليلة جمعة الغضب التي ذهب خلالها للصلاة وسار في طريقه مع الثوار إلى كوبري قصر النيل، وهناك نالته أكثر من 100 طلقة خرطوش إستشهد على إثرها، وكان رافعا إصبعه بالشهادة حتى دخوله المقبرة.
ولا تتوقف آلام الأم المكلومة عند إستشهاد ابنها مصطفى الصاوي فقط، وإنما أصيب ابنها الأكبر إيهاب، أيضا في جمعة الغضب برصاص خرطوش لا زال في أوردة ذراعه حتى الآن.
وتحكي الأم سوسن محمود (والدة الشهيد زياد بكير) عما حدث قبل أسبوعين من استشهاد ابنها الفنان التشكيلي، حيث كان يوم عيد ميلادها، وأعطاها كارت تهنئة به جملة: "كل سنة وإنتي طيبة يا ماما" مكتوبة بست لغات.
وتضيف الأم أنها حتى الآن لا تصدق أن ابنها قد استشهد، ولذا لم تمسح رقم هاتفه حتى الآن، وتحاول مرارا الاتصال به أملا في سماع صوته دون جدوى.
وتقول والدة الشهيد إن ابنها لديه ثلاثة أطفال لا زالوا يبكون حتى الآن حزنا على والدهم، الذي لم يأت حقه حتى الآن. وتنهي الأم حديثها بالقول: "تبحث عن أي شهيد تجده كان قدوة.. الشهداء دول شباب زي الورد، المفروض كنا نحميهم مش نقتلهم".