الإسرائيليون يتحدثون عن السلام وهم يمارسون الحرب ونحن العرب نتحدث عن الحرب ونمارس الخضوع والاستسلام ، اليهود يسعون إلى الحصول على حقوقنا بكل الطرق ، وفى كل الدروب يسيرون ، بالخديعة أو الدبلوماسية أو الحرب ، ويتلونون كالحرباء ونحن ننخدع كل مرة ، وإذا كانت لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية التى تسمى اختصار (إيباك) وهى أكبر لوبى يهودى فى أمريكا قد انكشف وجهها القبيح ولم يعد أسلوبها فى الضغط والسيطرة على الإدارة الأمريكية أو التجسس على الأمريكيين يحقق الأثر المطلوب ، أو لم تعد على "المودة" فإن فصيل آخر من اليهود عليه أن يتقدم ليكمل المسيرة بطريقة أخرى ، وهذا الفصيل بالفعل أعلن عن تأسيس منظمته فى شهر أبريل من العام الماضى وأطلق عليه اسم (جى ستريت) وليس هناك فى أمريكا شارع يحمل هذا الاسم أو هذا الشعار ولكن حرف (جى) اللاتينى هنا إما يرمز لليهود كأول حرف من اسمهم باللغة اللاتينية أو يرمز لشارع غائب من الشوارع التى تتركز فيها جماعات الضغط اليهودية فى العاصمة واشنطن وهو ما يعنى وجهة النظر الغائبة. ونجح يهود أمريكا أصحاب وجهة النظر الغائبة فى إدارة الصراع العربى الإسرائيلى الذين أسسوا (جى ستريت) أن يحصلوا على دعم ومنح مالية من عرب ومسلمين أمريكيين، أما المدير التنفيذى للمنظمة فهو جيرمى بن عامى وهو يهودى من أصول يمنية ولا تحسبن أن أصوله العربية سوف تتغلب على يهوديته أو عقيدته الأيدلوجية الصهيونية ، فكل اليهود صهاينة ، اليساريين واليمينيين ورجال الدين والملحدين والذين أنشأوا إسرائيل ولم ينتظروا يد الرب لتنشأ لهم وطنهم القومى والذين يقتلون الفلسطينيين والذين يدافعون منهم عن حقوق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم .. كلهم صهاينة لأن الصهيونية عندهم شرف وعقيدة وأيديولوجية وليس كما نتصور نحن (سُبة) أو تهمة. وك ملمح واحد فى منظومة توزيع الأدوار التى يتقن اليهود لعبها فإن السيناريو الجديد يصور (جى ستريت) على أنها منظمة أكثر مرونة تجاه حقوق الفلسطينيين على حساب حقوق تاريخية للدولة اليهودية ، وعلى هذا الأساس لابد أن تكون هذه المنظمة اليهودية المرنة هدفا لهجوم إيباك المنظمة الأكثر تشددا فى أمريكا، وهدفا للحكومة الإسرائيلية ، ويخرج دبلوماسى إسرائيلى سابق ليهاجم المنظمة لأنها أقامت علاقات وثيقة مع قطر فى حين أن قطر تدعم حركة حماس الفلسطينية ، وليس هناك رد على ماسبق إلا قول المصرى عندما يريد أن يكشف لمن أمامه أنه يستغفله فيقول هاتفا وموضحا أنه كشفه : "والنبى إيه؟!". وإذا كانت (جى ستريت) قد تأسست كما تزعم من مجموعة اختارت السلام فى الشرق الأوسط فعليها فورا أن تكشف عن نواياها وتقدم بيانا كاملا واضحا يحدد بدون التباس مفهوم أعضائها للسلام وحقوق الفلسطينيين والعرب حتى نحدد نحن موقفنا منهم .. لأن درس التاريخ علمنا أن من يظهر منهم وجه موسى نكتشف أنه مثلهم يحمل قلب فرعون .