سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجارديان" تكشف أخطر أسرار ما يدور داخل الجيش المصري: غضب فى أوساط الضباط والجنود ضد "المجلس العسكري" بعد جرائمه التى أسقطت قدسية الجيش أمام أعين الشعب
على الرغم من الدور المحورى الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى مصر، أثناء الثورة، فإن العديد من قيادات وضباط الصف الثانى ممن هم ملتزمون بالولاء للمؤسسة، لم يحددوا بعد مواقفهم بشأن نتائج الثورة وتأثيرها عليهم. ولكن وبحسب مصدر مطلع على تفاصيل الحياه العسكرية للمجندين وضباط الصف الثانى - وفقا لتقرير صحيفة "الجادريان" البريطانية – وهو أحد ضباط الاحتياط لسنوات طويلة بالجيش، ممن خاضوا مرحلة الثورة منذ بداياتها ضد نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، قبل أن تتم إحالته للتقاعد قبيل أسابيع قليلة، وفيما احتفظت الصحيفة بهوية الضابط وفقا لرغبته، فإنها نقلت عن لسانه القول بأنه وزملاؤه الضباط كانوا يتلقون تدريبات مكثفة، كانت اليوم يبدأ فيها من الخامسة صباحا، فى ظروف بالغة القسوة، حاول فيها قادتهم تحويلهم من مجرد ضباط احتياط أقرب للمدنيين، إلى عسكريين مدربين فى وقت قياسي. ووصف الضابط الظروف المهينة لدرجة الإذلال التى عاشها ورفاقه، بأنهم كانوا يقضون ساعات طويلة فى مناورات عسكرية وتدريبات عديدة لا طائل من ورائها، كان أقساها الوقوف لساعات طويلة تحت لهيب الشمس، والاستماع فى أثناء ذلك إلى الأناشيد الوطنية، والمحاضرات العسكرية المتكررة، وذلك بصورة يومية، إلى جانب سوء نوعية الأطعمة التى كانوا يتلقونها فى أطباق ومعالق قذرة بالمعسكر، فى ظل معاملة بالغة الجفاء من جانب قياداتهم، الذين كان البعض منهم – أحيانا – يشكون من كم الإحباط الذين يعيشونه فى ظل رغبتهم الشديدة فى مغادرة المعسكر. وكشف أنهم كثيرا ما كانوا يتمردون على هذه الظروف المهينة، مما كان يعرضهم لعقوبة السجن لفترات طويلة، ولكن مع الوقت بدأ القادة يحسنون معاملتهم شيئا فشيئا، فبدأ يسمح لهم باستعمال الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والبيرة والحشيش، والشطرنج، وغلايات الشاى. وتصاعدت نبرة الحزن فى تصريحات الضباط لمراسل الصحيفة البريطانية، عندما حكى له كيف أن القادة كانوا يرددون التحذيرات المستمرة من أن الحرب مع "إسرائيل" يمكن أن تشتعل فى أى لحظة، فى الوقت الذى كانوا يعاملون الجنود بشكل مهين طوال الوقت .. مما دعا كثير من زملائه للشعور بأنهم مجرد موظفين من الدرجة الثالثة. ويوضح ضباط الاحتياط السابق، أنه وعندما اشتعلت ثورة 25 يناير، حاول القادة نقل فكرة سيئة عن شباب الثورة، وهو ما أدى إلى أن أصبح معظم الجنود والضباط فى حالة استنفار ضد الثورة، ولكن عندما بدأت الأنباء تتزايد بشأن حجم الفساد الرهيب الذى كانت تعيشه البلاد تحت حكم النظام البائد، بدأت المفاهيم التى كانت راسخة يصيبها نوع من التشويش والارتباك فى مواقفنا كضباط بالجيش المصري. وأشار إلى أنه وبمجرد سقوط الرئيس المخلوع، فإن إجراءات صارمة وصفها بسياسة القبضة الحديدية قد بدأ يتم تطبيقها على جميع المستويات فى الجيش، خاصة ضباط الصف الثانى والثالث، لضمان ولائهم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى استولى على السلطة فى البلاد. وكشف أنه كلما تم الإعلان عن مليونية كبرى فى ميدان التحرير من جانب القوى الثورية، كان وزملاؤه يتلقون مكافآت استثنائية تتراوح ما بين 250 إلى 500 جنيه مصري، بغض النظر عن مشاركتهم فى عمليات حفظ الأمن أو مواجهة المتظاهرين، بينما كانوا هم بالمقابل أقل اهتماما بما يجري فى الميدان، وأكثر سعادة بالمكافآت المفاجئة..! كان من الواضح أن المجلس العسكري كان يريد تجنب أى نوع من الاحتجاج بعد سقوط القائد الأعلى للقوات المسلحة – حسنى مبارك – وذلك بأي ثمن .. جنبا إلى جنب مع ما وصفه بمحاولات أخرى جرت من جانب العسكرى لبناء علاقات وطيدة مع التيار الإسلامى، خاصة جماعة "الإخوان المسلمون" ذات التاريخ السيئ مع المؤسسة العسكرية من أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفى نفس الوقت إرهاب كل من تسول له نفسه القيام بأنشطة ثورية جديدة فى ميدان التحرير. وكشف أنه كلما وقعت مواجهة بين قوات الشرطة العسكرية وبين شباب الثورة، كان المجلس العسكري يحاول معرفة إلى أى مدى سيكون رد الفعل الشعبى تجاه وحشية المعاملة الأمنية ضد الثوار، وذلك فى كل مرة، وإلى أى مدى يمكن أن يهرب العسكر بفعلتهم دون عقاب أو غضب جماهيري. وكان هذا واضحا تماما فى مجزرة ماسبيرو فى أكتوبر الماضي، والتى خلفت 27 من الضحايا، الذين لقوا حتفهم برصاص ومدرعات الجيش ... مشيرا إلى أن الإعلام والمجلس العسكري قد تعاونوا سويا – يدا بيد – من أجل غسل أيدي العسكر من جرائمهم المتتالية، ضد شعبهم، فى حين أن معظم الضحايا المستهدفين كانوا من الأقباط، الذين لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة داخل المؤسسة العسكرية، لذا فلم يمثل التضحية بهم كهدف سهل، أهمية كبرى بالنسبة للعسكر الذين أرادوا استعراض قوتهم ضد الثوار بصفة عامة ..!!!!!!! وأشار كذلك إلى أن الغالبية العظمى من الشعب المصري ليست لهم علاقة باليوتيوب وغيرها من مواقع الإنترنت التى كانت تفضح جرائم العسكر، فيما كان التليفزيون الرسمى – المتواطئ مع مجلس طنطاوى – هو المصدر الرئيسي لمعلوماتهم، والذى يذيع ليل نهار تصريحات قيادات العسكري التى تنفى تماما تورط الجيش فى أية ممارسات عدوانية، وبالتالى أصبحت وجهة نظرهم إيجابية معه وسلبية تجاه الثورة شيئا فشيئا. إلا أن المفاجأة الأخطر – بحسب تصريحات الضابط للجارديان – أنه وبمرور الوقت تصاعد غضب ضباط وجنود الجيش المصري فى ظل الصورة السلبية التى باتت ملتصقة بالجيش المصرى والتى اكتسبها على خلفية أعماله العدائية وانتهاكاته الدامية المستمرة ضد المواطنين المصريين، وحيث بدأ كثير من ضباط الجيش وجنوده يرفضون ممارسات رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، على الرغم من كل وسائل الترغيب والترهيب التى خضعوا لها، لدرجة أن بات كثير من ضباط الجيش الآن – يرون فى طنطاوى أنه مازال الذراع الأيمن لمبارك – المخلوع...!!!