قام المتظاهرون اليوم الاثنين بإستعادة السيطرة على ميدان التحرير بعد عمليات كر وفر متكررة لليوم الرابع على التوالي مع قوات الشرطة العسكرية والأمن. وذكر المتظاهرون أنهم أمسكوا بعدد من الجنود خلال المصادمات مع قوات الشرطة العسكرية والجيش، والتي سقط خلالها قتلى جدد. وذكرت مصادر صحفية في موقع الأحداث أنه شاهد جثتين على الأقل، أحدهما أصيب برصاصة في الرأس. واتهم المتظاهرون القوات بإطلاق الرصاص عليهم من بنادق قناصة يتمركزون أعلى مجمع التحرير. وقال ناشط إن القوات "أطلقت على المحتجين طلقات خرطوش وقنابل غاز مسيل للدموع، وهي تطاردهم في شارع طلعت حرب كما رشقتهم بالحجارة". وأضاف أن نشطاء أصيبوا خلال المطاردة، كما حطمت القوات المتقدمة في طريقها عشرات السيارات التي يملك بعضها نشطاء. وقال النشطاء إن القوات تقدمت إلى الميدان من ثلاثة محاور وطوقت متظاهرين في ميدان طلعت حرب القريب، بمشاركة قوات قدمت من محور رابع، لكنهم تمكنوا من طردها بعد نحو ساعتين واحتجزوا عددًا من الجنود تم الإفراج عنهم لاحقًا بعد علاجهم في المستشفيات الميدانية. كما قالوا إنهم استولوا على عدد من العصي والدروع والخوذ. وأقام الجيش خلال الليل "جدارًا عازلًا" جديدًا من المكعبات الخرسانية في شارع الشيخ ريحان، لينضم إلى الجدارين اللذين بناهما في شارع قصر العيني قبل يومين، وشارع محمد محمود خلال المواجهات الدامية بين الثوار وقوات الشرطة، الشهر الماضي. وكانت حصيلة الاشتباكات والمصادمات قد بلغت حتى مساء أمس 10 قتلى وأكثر من 500 مصاب، فيما توفي أحد المتهمين في الأحداث خلال استجوابه أمام النيابة. وفي واشنطن قالت الولاياتالمتحدة إنها تشعر بقلق عميق بشأن استمرار العنف في مصر، وحثت المجلس العسكري على احترام حقوق الإنسان. وكان عدد من المتظاهرين قد نظم مسيرة من شارع قصر العيني لدعوة المتواجدين في شارع الشيخ ريحان إلى العودة لميدان لميدان التحرير. وأكد منظمو المسيرة أن ميدان التحرير هو الذي بدأت فيه ثورة 25 يناير، والمكان الأمثل لتسجيل الاعتراضات هو الميدان، واصفين أنه "خير صوت للثوار"، مما أدى إلى حدوث بعض الحلقات النقاشية الحادة بين المتظاهرين. وهتف المنضمون للمسيرة التي انضم إليها العشرات "عالميدان عالميدان ثورتنا بدأت من الميدان.. اللي يحب مصر مايخربش مصر". من ناحية أخرى، ارتفعت حدة الاشتباكات الآن بين قوات الجيش المتواجدة بشارع الشيخ ريحان وبين المتظاهرين الذين قاموا بالصعود على الحاجز الخرساني الذي قامت قوات الأمن بوضعه في وقت سابق من اليوم في أول شارع الشيخ ريحان وبدأوا في الاحتكاك بقوات الجيش، مما أدى إلى تراشق بالحجارة بين الجانبين.