فاتنة فى مشهد من الفيلم اختار المخرج الفلسطيني الشاب أحمد حبش الرسوم المتحركة ليقدم من خلالها فيلمه الدرامي "فاتنة" على مدار نصف ساعة ويعرض في جانب منه الأوضاع الصحية في قطاع غزة وما يواجهه الفلسطينيون من صعوبة في رحلة البحث عن العلاج.وقال حبش الحاصل على درجة الماجستير في فن الرسوم المتحركة بعد عرض افتتاح فيلمه بقاعة "مسرح وسينماتك القصبة" في رام الله "قصة الفيلم حقيقية وقد استمر العمل به ما يقارب السنة والنصف ويمكنني القول إنه أول فيلم رسوم متحركة فلسطيني."ويتحدث الفيلم عن قصة فتاة تدعى " فاتنة " من قطاع غزة شعرت بآلام في الصدر وبسبب ضعف الامكانيات الطبية وجشع بعض الأطباء وتقديمهم العلاج غير المناسب انتشر سرطان الثدي الذي أصيبت به إلى باقي جسمها ولم تفلح كل محاولات علاجها.ويعرض المخرج بعض المواقف التي لا تخلو من الكوميديا السوداء في رحلة بحث الفتاة عن العلاج فهناك طبيب يقول لها إن الورم في صدرها لا شيء وسيذهب عند الزواج وآخر يقول إنه بسبب حمالة الصدر لينتهي بها المطاف عند طبيب يجري لها عملية جراحية الهدف منها كسب المال فقط.وتتصاعد مأساة الفتاة التي يخبرها أحد الأطباء أن لا علاج لها في قطاع غزة وعليها الذهاب إلى مستشفى تل هشمير الاسرائيلية بتل ابيب لتبدأ رحلة البحث عن تصريح يمكنها من الوصول إلى المستشفى وتحصل بمساعدة طبيبة اسرائيلية على التصريح اللازم لدخول اسرائيل.ويقدم الفيلم صورة قاتمة لمعاناة المرضى على حاجز اريز وهو قصة وثقها تقرير صدر عن الفرع الإسرائيلي لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، بعد وفاة السيدة العام 2004.ويتضمن الفيلم مجموعة من المشاهد للحياة في غزة في عامي 2005 و2006 من انقطاع للكهرباء ومسيرات شعبية واغلاق للحدود بين القطاع واسرائيل ومعاناة المواطنين على حاجز اريز عند محاولتهم العبور الى اسرائيل.وينتهي الفيلم الذي قال المخرج إنه عانى صعوبات في اخراجه منها عدم تمكنه من الوصول إلى قطاع غزة أو إلى اسرائيل لمشاهدة الأوضاع على أرض الواقع وتحويلها الى رسوم متحركة بعودة فاتن من رحلة علاج خضعت فيها لاستئصال صدرها الايمن اضافة الى العلاج الكيماوي الى منزلها لتطلب من أختها أن تفتح لها شباك غرفتها لتكون هذه نظرة الوداع الأخيرة.ويرى حبش أن اختيار الرسوم المتحركة لفيلم يجسد قصة حقيقية يعطي المخرج حرية أوسع للتعبير وايصال الفكرة سواء من حيث أشكال الشخصيات التي تجسدهم الرسوم المتحركة أو النظر إليه على أنه خيالي جزئيا.ويأمل حبش أن يشارك بفيلمه في مهرجانات دولية إضافة إلى عرضه في القنوات التلفزيونية