نعم سوريا تحتاج إلى إصلاح سياسى ، نعم سوريا تحتاج إلى مقاومة الفساد ، مثلها مثل غالب الدول العربية ، ولكن .. وسؤالى للدكتور نبيل العربى : هل يحتاج أى عاقل اليوم وبعد المآسى التى ارتكبها ما يسمى بمجلس التعاون الخليجى فى حق ليبيا واليمن والبحرين ومصر والتابع كله لواشنطن ، أرضاً وعرضاً ،بإمكانه أن يصدق أنه حريص على دماء السوريين لكى يدعو مجلس الجامعة العربية للانعقاد اليوم الأحد لكى يصدروا قراراً يسوغ حظر طيران ثم احتلال لسوريا كما فعل نفس المجلس الخليجى بقيادة قطر والسعودية مع ليبيا باسم حمايتها من الحاكم المستبد ، فإذا بنا أمام احتلال كامل للبلاد سبقه ذبح ل 35 ألف من أهلها وتقسيم لجغرافيتها وثرواتها بين دول حلف الناتو مع بعض الفتات لعرب الخليج !! . * هل يحتاج الأمر إلى كثير من الفهم والسؤال للدكتور نبيل العربى أمين عام الجامعة ؟ إن الأمر يا سيدى هو مؤامرة على سوريا وليس حلاً لمشاكلها ، عليك أن تقرأها جيداً قبل أن يمررها أمريكيو الخليج فى مجلس الجامعة فتتلوث يداك بدم السوريين تماماً مثلما تلوثت يد الظاهرة الصوتية الأمريكية عمرو موسى بدماء الليبيين ؟ . * إن القضية يا د. نبيل العربى ليست قضية حقوق وثورات ، وإلا لكانت هذه المشيخيات الخليجية هى أول من تستحق الثورة وأول من يستحق أن يعقد لها مجلس الجامعة دورة عاجلة ويتخذ قرارات مباشرة ؛ إن الأمر بالأساس مؤامرة لحصار حزب الله ، وحماس والمقاومة العراقية التى وفرت لهم سوريا الشعب والنظام الحماية والدعم بالمال والسلاح والسياسة ، والحلف الغربى / الإسرائيلى وحلفاءه التقليديون فى قطر والسعودية وباقى بلاد الخليج المحتل ، لا يريدون هذه المقاومة، يريدون شرق أوسط جديد خال منها لكنه (أى هذا الحلف الغربى / الخليجى) بعد أن فشل بالوسائل العسكرية المباشرة ، ها هو يستخدم شعارات الثورة وحقوق الإنسان وهى منه براء وإلا لطبقها على أهلنا فى فلسطين والعراق وأفغانستان ، بل وعلى دول الخليج التى تطبق نظام الكفيل العبودى والجلد واستئثار الأسر الحاكمة بالثروة والدولة. يا د. نبيل العربى ، أنت أدرى منا بأن موافقة دول مجلس التعاون الخليجى على طلبها بإدانة سوريا هو محاولة لتمهيد الأرض لاحتلالها ومن العار أن يتم ذلك فى عهدك ؛ وإذا كان الأمر أمر دعم لثورة الناس وحقوقها ، فعليك بالحوار لا بالاحتلال كما يريده حمد وموزة وعبد الله وباقى منظومة أصدقاء أمريكا وإسرائيل بالجامعة !! . * إن السوريين يريدون ولاشك إصلاحاً ولكنهم – إلا الخونة فقط - لا يريدون تدخلاً أجنبياً فى بلادهم ووزراء دول مجلس التعاون الخليجى الداعون لاجتماع اليوم تريده بل وتسعى إليه بطلب من واشنطن وتل أبيب إن هذه الدول التى تُجلد فيها المرأة على قيادة سيارة (أين حقوق الإنسان فى هذا بالله عليكم يا من تتبعون الجزيرة كالقطيع وتصدقون تقاريرها المفبركة !!) هذه الدول لا تسعى لحرية الشعب السورى بل تسعى جاهدة لفك ارتباطه بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية خدمة لواشنطن ، وما يتقولون به عن حقوق إنسان ليس سوى دموع التماسيح ، خلاصة القول نصيحتى للدكتور نبيل العربى ، إذا ما أجبرك وزراء دول مجلس التعاون الخليجى المحتلة أرضهم بالقواعد العسكرية الأمريكية وبالسفارات الإسرائيلية على اتخاذ قرار يخالف ضميرك ، ويخالف الحقائق السورية على الأرض التى ترفض التدخل الأجنبى (وفى قلبه الخليجى لأن الخليج الآن ليس عربياً !!) ، إذا ما أجبروك على أن تكون عمرو موسى آخر تخضب يداه بدماء العرب ، فاستقل يا سيدى فهذا أكرم وأشرف لك ، وبدلاً من ذلك قم أنت ومن بقى شريفاً من الوزراء العرب بقيادة سفينة الحوار والمصالحة ، لا سفينة الحرب والعدوان والفتن الداخلية فأن يقال أنك سعيت لجمع الفرقاء السوريين للحوار والمصالحة والإصلاح والتغير داخل الوطن ، أفضل بكثير من أن يقال أنك كنت أداة طيعة لرغبات حمد وسعود الفيصل وباقى وزراء مشيخيات الخليج . استقل يا سيدى إن أجبروك على مخالفة الحق والضمير ؛ فالعار سيلاحق من يمهد أرض العرب لاحتلال جديد باسم حماية المدنيين فى سوريا والمدنيون منهم براء !! اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد .