مارك زوكربيرغ مؤسس فايسبوك تعين على شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر حول العالم "فايسبوك" أن تتراجع عن موقفها بشأن تعقب المستخدمين وتقفي أثرهم الأسبوع الماضي، ومع ذلك، لا يُتَوَقَّع أن تؤثر خطوة كهذه على القوة التي تحظى بها الشبكة الاجتماعية على المدى البعيد. وبينما جاءت تلك الخطوة، التي لم تراها وسائل إعلام أنها خطوة مفاجئة، في أعقاب الزيادة الكبيرة بكمية المعلومات التي يهدف الموقع إلى معرفتها بشأن مستخدميه، فإنها قد تكون إشارة على أن معارك أكبر في النطاق سوف تحدث مستقبلاً. هذا ويرى أنصار الخصوصية على شبكة الإنترنت أن البطل في موجة الجدل التي نشبت أخيراً على هذا الصعيد كان متعهد تكنولوجي استرالي يدعى نيك كوبريلوفيتش، يطلق على نفسه أيضاً لقب "هاكر"، حيث اكتشف أن فايسبوك يستخدم تعريف غير عادي لما يعنيه بالنسبة للمستخدمين لتسجيل الخروج من خدماته. وبفحصه ملفات الكوكيز أو cookies الخاصة بالشبكة، وهي تلك الملفات الصغيرة التي ترسلها كل المواقع تقريباً لمتصفحات الويب لتخزين تفاصيل الدخول ومحتويات عربات التسوق وأكثر من ذلك، وجد أنه وبعد أن يقوم مستخدمو فايسبوك بتسجيل الخروج، يكون الموقع لا يزال قاراً على تتبع نشاط تصفحهم على مواقع أخرى. ولكي تعود ملفات الكوكيز الخاصة بفايسبوك مرة أخرى إلى المقر الرئيسي، يتعين على المستخدم أن يزور موقعاً يقوم بعرض أحد أزرار "Like" الخاص به، والمصَمَّم علناً للسماح للمستخدمين الذين قاموا بتسجيل دخول بتقاسم رابط مع أصدقائهم. وأوضح كوبريلوفيتش أنه وعند تسلمي ملفات كوكيز لمستخدمين عند تسجلهم الخروج، يكون بمقدور فايسبوك أيضاً أن يستخدم أزرار "Like" لتتبعهم على الإنترنت. وتابع كوبريلوفيتش حديثه على مدونته في تلك الجزئية بالقول "مع خروجي من فايسبوك، كنت حين أزور أي صفحة من خلال زر "Like" الخاص بفايسبوك، أو أتقاسم الزر، كان لا يزال يتم إرسال بياناتي، بما في ذلك تفاصيل حسابي الخاص، إلى فايسبوك". وفي المقابل، نفى مسؤولو فايسبوك بصورة قاطعة قيامهم بتتبع الأنشطة التي يقوم بها المستخدمون بعد قيامهم بتسجيل الخروج. وردوا كذلك على ما ذكره كوبريلوفيتش في هذا الخصوص، بقولهم "على عكس مقالك، نقوم بحذف ملفات الكوكيز الخاصة بالحساب حين يخرج المستخدم من فايسبوك".