تواصل صحف يوم الاحد الصادرة في لندن اهتمامها بقضية مقتل اللواء عبدالفتاح يونس، وزير الداخلية الليبي الاسبق الذي انشق عن العقيد معمر القذافي وانضم الى صفوف المعارضة ليصبح القائد الاعلى لقواتها وتقول صحيفة الصنداي تلغراف في مقال لمراسلها في الشرق الاوسط دامين مكلروي إن "اعتراف المجلس الانتقالي للمعارضة بأن (كتائب ابو عبيده الجراح) هي المسؤولة عن قتل اللواء يونس يثير مخاوف من ان العناصر الاسلامية في صفوف المعارضة تتمتع بقدر اكبر من النفوذ مما كان يعتقد في السابق." ويمضي مراسل الصنداي تلغراف للقول إن "اعتراف المجلس بأن قتلة اللواء يونس كانوا من ذوي الميول الاسلامية، وكان يسمح لهم بالعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة دون حسيب او رقيب، سيثير المخاوف من ان الدعم الغربي لمعارضي القذافي سيساعد على اقامة دولة اسلامية في ليبيا بعد ازاحته عن السلطة." ويضيف المراسل ان "كتائب ابو عبيده الجراح - وهو واحد من الميليشيات ال 30 شبه المستقلة العاملة في شرقي ليبيا - تتمتع بسرية الى الحد الذي لم يسمع عنها احد في بنغازي حتى يوم امس." ويقول إنه تبين عقب اغتيال اللواء يونس ان كتائب ابو عبيده الجراح هي المسؤولة عن الامن في بنغازي، وانها تعمل بمثابة الشرطة السرية في عاصمة المعارضة. ويضيف مراسل التلغراف ان الاسلاميين في المعارضة الليبية يحملون اللواء يونس مسؤولية قتل 1200 من المعارضين الاسلاميين، جلهم من اهالي بنغازي، في سجن قرب العاصمة طرابلس عندما كان وزيرا للداخلية في حكومة العقيد القذافي، وهناك من يشك ان قتله كان انتقاما لذلك. ويقول إن قتل اللواء يونس سيضعف حجة المسؤولين الغربيين ومسؤولي المعارضة الليبية بأن الاسلاميين قليلو العدد وضعيفو النفوذ - رغم الحقيقة القائلة إن العشرات من الاسلاميين ذهبوا للقتال في العراق وافغانستان من شرقي ليبيا. وفي افتتاحية خصصتها للموضوع ذاته، تقول الصنداي تلغراف إنه رغم وجود متشددين اسلاميين في صفوف المعارضة الليبية، يجب (على الغرب) اقناع قادة هذه المعارضة على احتوائهم وعزلهم والا سيخسرون الدعم الغربي. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن على الغرب وبريطانيا تحديدا تشجيع المجلس الانتقالي المعارض على التوحد والمضي قدما في خطته للاطاحة بنظام القذافي، اذ ان مصداقية بريطانيا وحلف الاطلسي تعتمد على ذلك. اما صحيفة الاوبزرفر فتتطرق الى ردود الفعل البريطانية لمقتل اللواء عبدالفتاح يونس، وذلك في مقال لمراسلها في مصراته كريس ستيفن. ينقل مراسل الاوبزرفر ان وزير الدفاع في حكومة العمال السابقة بوب اينزوورث قوله إن عملية اغتيال اللواء يونس وهويات منفذيها تثبت ان الحكومة البريطانية الحالية لم تفكر مليا في السياسة التي تتبعها حيال ليبيا. ويقول اينزوورث إن "واحد من اخطر العوامل التي تؤثر في هذه السياسة يكمن في جهلنا لطبيعة الاناس الذين نتعامل معهم." من جانب آخر، تنقل الصحيفة عن بوب ستيوارت، وهو نائب عن حزب المحافظين وقائد سابق لقوة حفظ السلام الدولية في البوسنة، قوله إن يخشى بأن تنتهي المغامرة الليبية الى "تولي حكومة لا تروق لنا، ونحن الذين سنلام على ذلك." اما النائب العمالي جون مكدونيل، فقد دعا الى عقد مؤتمر للسلام بين القذافي ومعارضيه، وقال "إن الحكومة (البريطانية) تسير في طريق غير واضح المعالم بالمرة، فهي تتعامل مع اناس لا تعلم عنهم الا النزر اليسير، ومقتل يونس ما هو الا نموذج للانقسام الذي يشوب المعارضة الليبية." أما صحيفة الصنداي تايمز، فتقول في افتتاحية خصصتها للشأن الليبي ايضا إنه بمرور الاسابيع والاشهر يتبين اكثر فاكثر ان التدخل الغربي كان سيء التخطيط ولا نهاية له. وتقول الصحيفة إن القضية الليبية احرجت الحكومة البريطانية ووزير خارجيتها بشكل خاص، حيث جاء اعترافه بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا وحيدا للبلاد قبل يوم واحد فقط من مقتل القائد العسكري للمعارضة على ايدي افراد ميليشيا اسلامية تعمل في صفوف المعارضة. وتمضي الصنداي تايمز للقول إنه كان بالامكان توقع ما ستؤول اليه الامور في ليبيا، فاحتمال ان يحقق المعارضون نصرا سريعا كان دائما بعيد المنال، "ولذلك السبب حذرنا من مخاطر فرض منطقة حظر جوي." وتقول الصحيفة "النتيجة المرجحة ان تشهد ليبيا حربا اهلية طويلة الامد تفضي الى تقسيم البلاد الى قسمين يسيطر على واحد منهما القذافي وابناؤه." وتخلص الصنداي تايمز للقول: "التدخل الغربي، الذي كان من المفروض ان يجعل الوضع افضل، نتجت عنه ورطة جديدة." وفي صحيفة الاندبندنت او صنداي مقال لباتريك كوبرن يتناول فيه الموضوع الليبي ايضا، إذ يقول إن المعارضين الليبيين سيبقون معتمدين على الغرب حتى في حال تغلبهم على نظام القذافي والاطاحة به. ويعيد كوبرن الى اذهان قرائه ما جرى في العراق وافغانستان ويقول "تذكروا ان صدام حسين لم يكن يتمتع بشعبية في العراق ولا حركة طالبان في افغانستان وقت الاطاحة بهما، ولكن الاطاحة بهما افضت الى فوضى بسبب ضعف النظامين المواليين للغرب اللذين توليا السلطة بعد ذلك. ويقول كوبرن إن "المعارضين الليبيين اضعف من القوى المعارضة في افغانستان (الطاجيك خصوصا) والعراق (الاكراد المنظمين تنظيما جيدا) ابان الغزو الغربي لهذبن البلدين." ويتهم كوبرن الاعلام الغربي بمحاباة المعارضة الليبية على حساب الحقيقة، ويضرب مثلا بالقصة - التي تناقلها الاعلام الغربي على نطاق واسع دون ان يتحقق من صدقها - القائلة إن قوات القذافي تستخدم اغتصاب النساء كسلاح ضد المعارضة، وهي القصة التي اثبتت منظمتا هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية زورها. ولكن كوبرن يخلص الى ان قتل اللواء عبدالفتاح يونس لن يسقط الاسطورة القائلة إن بامكان المعارضة الاطاحة بالقذافي ووضع نهاية للحرب الدائرة في ليبيا. "فالعديد من الحكومات الاجنبية التزمت بتولي المعارضة للحكم، والعديد من المراسلين الاجانب قد صوروا المعارضين على انهم مناضلون يقاتلون ضد طاغية شرير." وفي قسم الاقتصاد من صحيفة الاوبزرفر مقال لتيري مكالستر يقول فيه إن شركة بي بي النفطية العملاقة اصبحت تتحكم بالاقتصاد العراقي، وذلك بعد موافقة الحكومة العراقية على دفع العوائد اليها حتى عندما يتوقف الانتاج من حقل الرميلة العملاق الذي فازت بعقد تشغيله. ويقول الكاتب إن العقد الاصلي قد اعيدت كتابته بحيث يتم تعويض بي بي حتى في حالة توقف الحقل عن الانتاج لاسباب سياسية او امنية. ويقول إن هذا التعديل - الذي يبتعد كثيرا عن الشروط الاصلية التي حكمت الاتفاق بين الطرفين الذي ابرم عام 2009 - لن يجعل بي بي تتحكم بالاقتصاد العراقي فحسب، بل يمنحها نفوذا على قرارات منظمة اوبك ايضا.