أودعت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ القاهرة الأحد حيثيات حكمها بمعاقبة طارق عبد الرازق المتهم بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي في القضية التي عرفت إعلاميًا ب'جاسوس الفخ الهندي' بالسجن المؤبد 25 عامًا حضوريًا، وغيابيًا لكل من ضابطي الموساد آيدي موشيه وجوزيه ديموف. وجاءت الحيثيات في 17 صفحة أولها أن المخابرات المصرية التقطت أول اتصال للمتهم عبد الرازق بالمخابرات الإسرائيلية على موقعها أثناء وجوده بالصين في أيار 2007، وراقبت جميع تحركاته وما جاء بها. كما قامت المخابرات بالتعاون مع نيابة أمن الدولة العليا باستصدار أذون من النيابة العامة بالتتبع ولمراقبة الشفرة وكانت المخابرات تعرض التحقيقات على النيابة أولا بأول. كما قالت المحكمة إن المتهم عبد الرازق يعد من أخطر جواسيس مطلع القرن الواحد والعشرين فقد أذهل الموساد بنجاحه حتى اعتبروه كفرد منهم وأطلقوا له العنان في تجنيد من يشاء في سوريا ولبنان ومصر واللقاء بهم ومناقشتهم وجمع المعلومات. وكشف الموساد للمتهم أهم عملائه في سوريا وكلفه بالاتصال به وسلمه معدات غاية في الخطورة ليمكنه التجسس بهم في سوريا وقام بتدريب أحدهم على الأجهزة المعطاة له وهو ضابط بالمخابرات الحربية السورية والذي كشفت المخابرات المصرية أمره وحوكم في سوريا وقضى بإعدامه ونفذ الحكم فيه. وأشارت الحيثيات إلى أن المتهم عندما حضر لمصر لتجنيد الشباب بها ونجح في خداع البعض منهم من راغبي العمل في الخارج وأوهمهم بوظائف وهم لا يعلمون بماهية هذه الوظائف وسجل المعلومات عنهم في جهاز الحاسب الآلي الخاص به والمعطى له من المخابرات الإسرائيلية. ووفق التحقيقات، حاول العميل تجنيد أولاد ضباط القوات المسلحة الذي كان يدربهم على رياضة الكونغ فو إلا أنهم شكوا فيه ورفضوا التعامل معه وبإذن من المخابرات المصرية توجهت قوة إلى مطار القاهرة وألقت القبض عليه ومصادرة جهازه قبل أن يعود إلى الصين وإعطاء الموساد المعلومات التي جمعها. كما أكدت المحكمة في حيثياتها أن المتهم طارق عبد الرازق ذهب بالفعل إلى 'إسرائيل' ولكنه قام بنزع 4 صفحات من جواز السفر الخاص به حتى لا يعرف بذهابه إلا أن المخابرات المصرية كانت تتتبعه منذ البداية وكانت على علم بكل تحركاته. وأشار المستشار إلى أن المحكمة لا يسعها في النهاية إلا أن تطبق القانون على من تثبت إدانته بأفعال السعي والتخابر لدى دولة أجنبية تحالف المتهم طارق عبد العزيز، وكانت المحكمة قد قررت سرية الجلسات حفاظا على أمن مصر القومي وأمن دولة عربية شقيقه سعى إلى تجنيد عملاء فيها أمدوه بأسرار لا يمكن للعدو أن يصل إليها. وأشارت المحكمة أيضا إلى أن المعلومات التي جمعها الجاسوس كانت خطيرة ودقيقه جدا تضر بالأمن القومي والوطني ومن شأنها التأثير على العلاقات بين الدول العربية المختلفة، بل وقطع العلاقات بها إلا أنها معلومات سرية استثنتها المحكمة من حيثياتها، حيث لا يجوز الإعلان عنها. وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود أحال المتهمين لمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة التخابر لصالح 'إسرائيل' وكشف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة أن المتهم المصري تخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد واتفق مع الإسرائيليين للعمل لصالح 'الموساد' الإسرائيلي، وإمداده بتقارير عن مصريين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعامل مع المخابرات الإسرائيلية. واتهمت النيابة عبد الرازق بالقيام بعمل عدائي ضد دولة أخرى بالمنطقة وهو عمل من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية معها نتيجة اتصاله مع سوريين ولبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للعمل مع الموساد ونقل معلومات من أحد الجواسيس الإسرائيليين بسوريا لصالح إسرائيل، وقال النائب العام إن المتهم المصري قام بكل هذه الأعمال التخابرية مقابل حصوله على 37 ألف دولار. وكشفت التحقيقات أن هيئة الأمن القومي أبلغت عن أن المتهم طارق عبد الرازق حسين مدرب الكونغ فو سافر إلى الصين في غضون 2006 للبحث عن عمل وأثناء تواجده بها بادر من تلقاء نفسه بداية عام 2007 بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني لموقع جهاز المخابرات الإسرائيلية مفادها أنه مصري ومقيم في دولة الصين ويبحث عن فرصة عمل.