أكد د. عبد الحميد أباظة استشاري الكبد ورئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي ورئيس الإدارة المركزية للاتصال السياسي بوزارة الصحة المصرية أن فيروس »سي« يختلف عن باقي الفيروسات فحجمه يتراوح من 27- 50 نانومتر ورؤيته صعبة حتي بأحدث الميكروسكوبات الإلكترونية ولذلك فهو يحتفظ بأسراره ومنه حوالي ستة أنواع حيث ينتقل لجسد المريض عن طريق الدم ولذلك يزداد بين مرضي الغسيل الكلوي وأمراض الدم. ويقول د.أباظة الذي يعد رواد علاج الكبد في مصر أنه حتي الآن لم يثبت انتقاله عبر الممارسة الزوجية ولا يمكن أن نعتبرها احدي طرق العدوي مؤكداً أنه يجب علي كل فرد في الأسرة استخدام الأغراض الخاصة به حتي لا يحدث خلط وخاصة عندما يوجد مريض بينهم. وقال أن حامل الفيروس هو من أصيب بالفيروس ولم ينته من دمه تماماً وهو لا تظهر عليه أعراض المرض ولكن يمكن نقله لإنسان آخر. وأشار إلي أن التعامل مع مريض فيروس »سي« يكون طبيعياً تماماً سواء المخالطة أم اللعب أم الأكل لان العدوي تنتقل عن طريق نقل دم ملوث ، موضحاً أن من أعراض المرض قد يصاحب المريض إرهاق عام أو ضعف أو قلة تغيير في نمط الحياة للمريض. وأكد أن ارتفاع انزيمات الكبد في الدم دليل علي تحطم الخلايا وخروج هذ المواد في الدم مؤشر مهم للمريض والطبيب وله مدلوله العلمي والطبي. وعن وجود علاج لفيروس »سي« يقول : هناك علاج لوقف نشاط الفيروس وتحويله لفيروس خامل وهذا أمر جيد لحماية الكبد ومنع المضاعفات أما العلاج القاطع لفيروس »سي« مازال محل بحث وهناك نتائج مبشرة لبعض الأدوية ومضادات الفيروس يجب أن تأخذ بحكمة وتحت متابعة علمية. وعن الحبة الصفراء المستخدمة في علاجه يقول : هي أعشاب صينية طبيعية تساعد علي ضبط الأنزيمات عن طريق حماية الخلايا الكبدية ولا علاقة لها بالفيروس علي الاطلاق ويجب استخدامها بحذر شديد حتي لا ينخدع المريض والطبيب بها نتيجة تحسن الأنزيمات تحسناً كاذباً.أما الانترفيرون فهو بروتين ينتجه الجسم لزيادة قوة الجهاز المناعي وقد تم فصله وتصنيع حقن منه تعطي للمريض لعلاج الفيروس ويستخدم لمدة عام علي الأقل. وأكد د. عبد الحميد أباظة أن البدع الجديدة كالعلاج ببول الابل ودم الحمام والمياه الساخنة والأشكال الهندسية كلها مرفوضة وطرق حديثة للنصب علي المرضي ووسيلة من وسائل الدجل والشعوذة وليس لها أساس علمي في علاج فيروس »سي« وعن قيام البعض باستخدام لدغ النحل وسم النحل يقول : الفكرة العلمية هنا زيادة المناعة وتنشيط افراز الانترفيرون الطبيعي في الجسم ولدغ النحل عملية مؤلمة ونتائجها عليها تحفظ أما سم النحل فهو استخلاص طبيعي يتم اعطاؤه في بعض المراكز البحثية ولكن يحتاج الي المتابعة ولكن لم يطرح في شكل دوائي حتي الآن. ويؤكد أن علامات التحسن للمصاب بفيروس »سي« هي استقرار الانزيمات لفترة طويلة لمدة عام علي الأقل بحيث تكون المعدلات الطبيعية استقرار للوجود الفيروسي ويتم التعرف عليه عن طريق ال »PCR« أو بالموجات الضوئية علي الكبد. ويوضح أن الكبد الذي يحمل دهوناً أكثر من 50٪ من وزنه يعد كبداً دهنياً واسبابه تناول الكحولات والسمنة والسكر وزيادة الدهون في الدم وتناول بعض الأدوية ولكن الفيروسات لا علاقة لها بالدهون الكبدية. ويشير إلي أن استخدام الانترفيرون له معايير وأسس علي رأسها عدم وجود تليف بالكبد وكذلك يفضل عدم استخدامه لمن جاوز الستين عاماً ونسبة الشفاء به جاوزت ال 56٪. ويوضح أن مريض فيروس »سي« يجب عدم منعه من السفر أو العمل داخل المصالح الحكومية والخاصة فالمريض يعمل بكامل طاقته طالما لم يصل لمرحلة المضاعفات وما يحدث من منعه من السفر ليس له علاقة بالطب وما يحدث خطأ يرتكبه الجميع. يشار إلي أن فيروس »C« من الأمراض التي تسللت للأسرة المصرية دون أن يشعر به أحد فقد يكتشفه المريض صدفة أثناء عمل تحاليل للسفر للعمل خارج البلاد أو عند إجراء فحوصات دورية للاطمئنان علي حالته الصحية، وقد تغلغل هذا الفيروس حتي أصاب أكثر من 9 ملايين مواطن مصري وهو لا تظهر أعراضه إلا بعد مرور عدة سنوات علي وصوله لكبد المريض. والفيروس كائن دقيق له تركيبة خاصة وهو ضعيف جداً عندما يكون بعيداً عن جسد المريض وينشط عندما تنقص مناعة المريض ويتحول في بعض الحالات لغول يلتهم قوة وحيوية الشخص المصاب.