ترجع التقارير الاقتصاديه انتشار ظاهرة توظيف الأموال لضعف ثقة المستثمرين فى الأجهزة المصرفية والبورصات العربية وقطاعات الاستثمار المختلفة بالدول العربية ، بالإضافة إلى العقبات والمشكلات التى تواجههم وعدم وجود فرص استثمارية حقيقية ، باعتبارها ظاهرة عالمية. ويطالب الخبراء بإعادة النظر فى المناخ الاستثمارى العام من خلال دراسات عميقة تشجيع الانتاج وازالة العقبات ، موضحين أن الاستثمار المباشر خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى الحل الاساسى للقضاء على توظيف الاموال . أكد د. محمود محمد حسين الخبير الاقتصادى أن مشكلة توظيف الأموال أكبر وأعمق من مجرد حادثة نصب أو واقعة معينة ، وإنما ترجع لعدم وجود فرص استثمارية حقيقية وجيدة يمكن للمستثمر أن يلجأ إليها بسهولة واطمئنان للعائد المالى منها . وأضاف : إن البورصات العربية فى حالة عدم استقرار والمشروعات المباشرة تلقى مشاكل وعوائق كثيرة ، مما ادى إلى اتجاه البعض لشركات توظيف الأموال بهدف تحقيق عائد مادى كبير دون متاعب أو مشكلات ، مشيراً إلى أنه يصل إلى 30 و40% من المبلغ الموظف وأنه يفوق فوائد البنوك أضعاف المرات . ويرى ان المناخ العام للاستثمار طارد للمستثمر حاليا.. مما شجع اصحاب الاموال على المخاطرة ، موضحاً انه بالرغم من كثرة الحوادث وحالات النصب فإن عقلية المستثمر تتباين بين جانب يحب المغامرة بتوظيف أمواله عند الافراد وزيادة نسبة المخاطرة مقابل الاتفاق على عائد مادى ضخم. والبعض الاخر يرغب فى التقليل من حجم المخاطر بإيداع أمواله فى البنوك أو البورصة مع تحقيق أرباح أقل ، مطالباً بإعادة النظر فى المناخ الاستثمارى وعمل الدراسات اللازمة لازالة العوائق والمشكلات الحقيقية التى تواجه المستثمرين مع تشجيع الانتاج . ويرى د. حسين عيسى عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس ان شركات توظيف الاموال ظاهرة سلبية نتيجة ضعف الثقة فى الجهاز المصرفى والبورصة وأوجه الاستثمار الاخرى داخل الدولة. وقال : إنها ظاهرة عالمية وتنتشر فى الولاياتالمتحدة وأوروبا وغيرها من البلاد .. مشيراً إلى أن اقتصادنا لا يستطيع تحمل مثل هذه العمليات على عكس الدول المتقدمة التى تمتاز باقتصاد قوى ولا تشعر بهذه الظاهرة بالرغم من انتشارها بشكل أكبر.. قال : إن الاستثمار المباشر هو أفضل الطرق لتشغيل الأموال وزيادة الانتاج خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، مشيراً إلى أنها تزيد على نسبة 87% من حجم الاقتصاد الامريكي. و أضاف : إن حجم المخاطر بها قليل وعوائدها مضمونة سواء بالنسبة للاستثمار العقارى أم الورش الصغيرة أم حتى المحال ، معتبراً من يتجه من المستثمرين الى شركات توظيف الاموال مغامراًَ ومقامراً . وأكد د. محمد حامد أستاذ إدارة الاعمال أن الطمع والجشع هما السبب الحقيقى وراء انتشار ظاهرة توظيف الاموال .. مندهشاً من عدم التعلم من حوادث النصب العديدة التى انكشفت خلال الفترات السابقة ومع ذلك نجد من يقع فيها مرة اخرى . وأضاف : إن خسائر البورصة فى الآونة الأخيرة وصلت لذروتها مع الأزمة المالية العالمية.. جعلت المستثمرين يعزفون عن شراء الاسهم بالبورصة وأن فوائد البنوك ضعيفة ، مشيراً إلى أن استثمار الأموال فى المشروعات الانتاجية هو الافضل لأنه يمتاز بالامان. والمشروعات غالبا تكون مدروسة بدقة من المستثمرين مما يقلل من حجم المخاطر.