إذا أردت أن تقضي وقتا ممتعا ومسليا فإن كتاب أحمد عطالله الجديد سيمنحك هذه المتعة والتسلية التي ترغب فيها ، فالكتاب المعنون باسم (الناس دول) يسرد مجموعة من الحكايات الشيقة التي تكاد تكون خيالية وبالرغم من ذلك يؤكد الكاتب أنها واقعية تماما ، تبدو تلك الحكايات وكأنها أعمال صحفية تستقصى الحقائق فقد عاش الكاتب تلك الحكايات على الأرض وحقق فيها وتابع تفصيلاتها الدقيقة بل وتابع ما وراء الحدث نفسه ودخل في العالم الغامض الذي لا ندري عنه شيئا ، ذلك العالم الذي لا نرى منه إلا الجانب الذي يظهر لنا فقط. يبدو الكاتب مهموما بآلام المصريين وقضاياهم ويبدو غاضبا أيضا على تصرفاتهم وخطاياهم ، لا يحمل الكاتب تعاطفا مع المصريين الذين يبيعون بناتهم ، ولا لمن يتخلون عن أحلامهم ، يبدو وكأنه قاضي لا يريد إلا أن يحكم بميزان العدل لا تهمه العواطف كثيراً ، الكتاب هو الكتاب الثاني بعد (الحته بتاعتي) ويبدو فيه الكاتب أكثر نضجاً ، وتبدو التجربة أكثر اكتمالاً. يعيش الكاتب قصص من عالمه وعالمنا ، ويكشف لنا خبايا كثير من الأمور التي تحيط بنا ولا نعلم عنها شيئاً ، كما أن للكاتب عالمه الخاص وشخصياته التي يعشق الحديث عنها ، فهناك في الصعيد توجد النماذج التي يتواصل معها الكاتب وجدانيا ويريد أن يعبر عن إنفعاله بها كما أن الكاتب لديه اهتماماته بالمهمشين والشخصيات التي لها طابعها المميز الكتاب صدر مؤخرا عن دار العين للنشروتقع محتوياته فى 374 صفحة من القطع المتوسط، بدأ الكاتب كتابه بشكر خاص لمجموعة أشخاص قال إنهم "يلعبون داخل دماغه باستمرار" وهم رانيا جمعة، وحازم الحديدى، شاندو، الدكتور محمد الباز، الشاعر أشرف يوسف، عبيد الحميدى. وبدأ عطا الله حكاياته بالصلاة على النبى، مشيرا إلى أن الناس جميعهم متشابهون والاختلاف الوحيد بين الناس هو الحكاية التى ترسم تفاصيل حياة كل إنسان.