شهد البرلمان الالماني (بوندستاغ) اليوم نقاشاً شديداً حول الطاقة النووية خرج في بعض اجزائه عن المألوف في نقاشات السلطة التشريعية الاولى في المانيا. وبينما اعتبر الائتلاف الحكومي الالماني المكون من الحزبين المسيحي الديمقراطي بقيادة المستشارة انجيلا ميركل والليبرالي بقيادة وزير الاقتصاد فيليب روسلر مشروع قرار التخلي عن المفاعلات النووية "تأسيسا تاريخيا" لحقبة جديدة في المانيا شنت الاحزاب المعارضة بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي هجوما قويا تخللته انتقادات شديدة اللهجة لمشروع القرار. هذا واعتبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي سياسة المستشارة النووية الجديدة "خطوة الى الامام واخرى الى الخلف" بغرض البقاء في السلطة. وبدء رئيس الحزب زيغمار غابرييل النقاش بكلمة تضمنت لهجة المعاتبة متهما حكومة المستشارة الالمانية ب"الانتهازية" قائلا ان ميركل "تزين سياستها للطاقة النووية بأفكار دخيلة". واوضح غابرييل موقف الاشتراكيين الديمقراطيين الالمان من الطاقة النووية بالقول "فكرة التخلي عن المفاعلات النووية كمصدر للطاقة فكرتنا" في اشارة منه الى مشروع القرار الذي قدمته الحكومة الالمانية السابقة التي تكونت من حزبه بقيادة غيرهارد شرويدر وحزب الخضر بقيادة يوشكا فيشر التي اقترحت قبل عشر سنوات التخلي عن المفاعلات النووية كمصدر للطاقة. وجاء رد الائتلاف الحكومي الالماني سريعا فعقب غابرييل القى وزير الاقتصاد والتكنولوجيا الالماني رئيس الحزب الليبرالي الحر الشريك الاصغر في الائتلاف الحكومي فيليب روسلر خطابا قال فيه ان مشروع القرار الذي ستصوت عليه المعارضة دون تردد "يعتبر تأسيسا لحقبة جديدة في المانيا وخطوة كبيرة على طريق العزوف عن استخدام المفاعلات النووية في توليد الطاقة". اما حزب الخضر الذي يعتبر من اكثر الاحزاب الالمانية المنادية بالتخلي عن الطاقة النووية فقد اعتبر ان مشروع القرار ينقصه اجراءات امنية لابد منها من اجل ضمان خروج سلس من الطاقة النووية. وقالت رئيسة الكتلة النيابية للحزب ريناته كوناست انها تثني على دور الحركة الشعبية المعارضة للطاقة النووية وعلى دورها في اجبار الحكومة بعد كارثة (فوكوشيما) في اليابان على اتخاذ القرارات السليمة الرامية الى التخلي عن الطاقة النووية