قال الكاتب الاسرائيلي " ايلي بودى " في صحيفة هاارتس ان مصر وتونس فقط من بين دول العالم العربي هي التي تعيش في الربيع العربي اما بقية الدول الاخرى فلا تزال المسيرة بينها وبين الربيع بعيدة الى حد كبير . واضاف ايلي ان استخدام كلمة الربيع في وصف الاحداث الجارية في العالم العربي يعطي صورة للتغير الايجابي عن طريق الخروج من الظلام الى النور ومن الدكتاتورية الى الديمقراطية ومن العبودية الى الحرية ومن التبعية الى الاستقلال . واشار ايلي ان الربيع العربي ليس موجودا الا في دولتين فقط هما مصر وتونس ، وهو ليس ربيعا مؤكدا حتى الان ، حيث لم تكتمل المسيرة السياسية بعد الثورة ، ولم تعرف النظم الحاكمة في هذه الدول وموقف الجيش منها حتى الان . واكد ايلي انه بالنسبة لليبيا وسوريا واليمن بالاضافة الى البحرين فان هذه الدول تعيش في الشتاء العربي ، حيث ان هذه الدول على شفا حروب اهلية ، لان قوى المعارضة الموجودة في هذه الدول غير منظمة ، سواء من ناحية القيادة او من الناحية الفكرية وان القاسم الوحيد المشترك بين القوى المعارضة هو اسقاط النظام الحاكم . واكد ايلي انه لو تم اسقاط النظام الحاكم في هذه الدول ، فان التحول الى نظم حاكم اخر سوف يحتاج الى فترة طويلة نسبيا بالمقارنة بمصر وتونس ، كما انه سيتم اراقة كميات كثيرة جدا من الماء من اجل الوصول الى نظام حاكم جديد . واوضح ايلي ان هناك دولا عربية تعيش حاليا في الخريف العربي ، وهي دول تتمتع حتى الان بالاستقرار النسبي مثل ( الاردن – السعودية – المغرب ) وبرغم بعض الاحتجاجات التي ظهرت في هذه الدول ، الا ان الاحداث الاخيرة اوضحت مدى استقرار نظم الحكم الملكية العربية مقارنة بنظيرتها الجمهورية ، وان السبب في ذلك يرجع الى الشرعية التي يكتسبها الملك في النظم الملكية .