منذ عهود مضت كانت الأنظمة السابقة بجميع من حكموا مصر منذ عهد الملك فاروق مرورا بالرئيس ( محمد نجيب ) ثم ( الزعيم جمال عبد الناصر ) ثم ( الشهيد البطل محمد أنور السادات ) و أخيرا بالرئيس السابق ( محمد حسني مبارك ) في حالة عداء مع جماعة الأخوان المسلمون , و كان العداء يتفاوت شدته من رئيس إلى آخر , و لكن في النهاية كان العداء موجود بين الأخوان و من يحكم . لقد قامت هذه الجماعة على أن الحق و الخير لا بد من قوى تحميه وتفرض كلمته على الجميع حتى لو أدى ذلك إلى تصادم حقيقي مع بعض شرائح المجتمع المصري , و قد أدى ذلك إلى خلق حالة من العداء مع المجتمع الذي كان ينبذ التزمت و التشدد , حتى أن البعض قام بحلق ذقنه خوفا من أن يقال عليه من الإخوان و بالطبع كان كل من يرتاد المسجد يوضع محل شك و فحص و بحث , و من الممكن أن يأخذ ليلا لسؤاله عن احد المصلين المشكوك في أمرهم, و إذا لم يجدوا ما يريدون , طلبوا من الشخص أن يبحث عن مسجد آخر ليصلي فيه . و كل ذلك جعل بعض منتسب الجماعة لأخذ منهج التشدد المسلح اتجاه المجتمع و اتجاه الجميع , في محاولة للتغيير بالقوة , ولكن هذه الطريقة باءت بالفشل , فزاد ذلك من كره اغلب الشعب لهذه الجماعة و ساعد الإعلام الحكومي في ذلك و بقوة و أطلقوا على هذه الجماعة لقب المحظورة , في خطوة للتقليل من شأنها و عمل إحباط لكوادرها , و في نهاية التسعينات و بعد أخذ وجذب بين بعض أفراد من الجماعة و الحكومة , قرر بعض من قادة الجماعات الإسلامية المتشددة عمل مراجعة فكرية و منهجية و تغيير فكرة التغيير بالقوة , و العمل بالعقل في جذب كوادر من المجتمع للانضمام إلى الجماعة . و هنا أخذ الأخوان مرحلة جديدة في تاريخهم , فعملوا على بناء المستشفيات التي تخدم المواطنين الفقراء , و بناء مصانع و مزارع و مساعدات إنسانية , و غير ذلك مما أكسبهم تعاطفا من بعض طبقات المجتمع و خاصة الطبقات الفقيرة منه , و زاد ذلك من شعبية الجماعة و لم نعد نسمع عن عمليات إرهابية مثل السابق و لو حدث ذلك يكون من أفراد ليس لهم دخل بجماعة الأخوان المسلمون , و قد استغلت الجماعة ( التكنولوجيا ) جيدا في عمل دعاية لها , تكون ردا على ادعاءات الحكومة ضدها , و لنا في المستشفى التي بنتها جماعة الأخوان ( مستشفى الجمعية الطبية الإسلامية المركزي الخيري ) و التي صرفت عليها الملايين ثم أتت الحكومة و أزالتها , و قامت المديا التابعة للإخوان بتصوير ذلك بالفيديو و عرضه على القنوات الفضائية , و الجرائد و المحطات العالمية و إظهار الحكومة في موقف لا تحسد عليه , و كأنها تقول نحن نبي و الحكومة تدمر , و هذه خطوة هامة تحسب لهم . و بعد فترة نضجت الجماعة و أصبح لها وجود في مجلس الشعب و اكتسبت تأييدا واسعا في الشارع بدرجة أزعجت الحكومة و بعض رجال الأعمال وذلك بحصولها على 1/5 خمس مقاعد البرلمان في انتخابات 2005 م و هذا أدى إلى تزوير الحكومة للانتخابات التي تلتها , و انسحبت جميع الأحزاب اعتراضا على التزوير , و هنا بدأ بعض قيادات الإخوان في التذمر مما حدث , و شعر الكثيرون أن هذه الانتخابات قد تكون القاصمة لظهر الحكومة , و انتظر الجميع معجزة تغير مما حدث , و إذا بشباب من خارج الجماعة يشعلون النار في الشعب و يحثوهم على الخروج يوم 25 / 1/ 2011 و انتظرت الجماعة و وقفت تشاهد ماذا سوف يحدث و وجدت إصرارا و عزيمة و روح كبيرة من الشباب و غيرهم من جموع الشعب و هنا قرر الأخوان النزول في جمعة الغضب 28/1/2011 و اعتبروا ذلك هو يوم الجهاد الأعظم . و حدثت المعجزة و انهار الحزب الوطني من أعلى قمته إلى آخر قاعدته , و هنا بدأت حياة جديدة في مصر , لقد أختفي الحزب الوطني من مصر تماما , ولم يبقى سوى حزب الأخوان المنافس للوطني كحزب قوي ومنظم و سوف يبقى كذلك و سوف يزداد وذلك لأن طبع المصريين يحب رجال الدين و أغلبهم من الأخوان و قد لا ينافس أي حزب بقوة ضد الأخوان قبل سنوات قليلة , و بعد الثورة حدثت مشكلات دينية ألصقت بالسلفيين و تبرأ منها الأخوان و كأن السلفيين لم يكن لهم علاقة بالإخوان سابقا , و وجهت للسلفيين نفس التهم التي كانت توجه للإخوان من قبل الحزب الوطني , كأن الأخوان يقولون للسلفيين ( مبروك عليكم لقب المحظورة ) . و بعد جمعة الغضب الثانية , و بعد خطاب جماعة الإخوان المندد بالمشاركة في هذه الجمعة خوفا على امن وسلامة الوطن و حرصا على استقراره , شعرت أن من يتحدث هم رجال الحزب الوطني , و هم الذين يحبون البلد عمن سواهم من المصريين , وللحقيقة فجماعة الأخوان أصبحت هي الملاذ الأمن لبعض المصريين و أن الثقة زادت بعد ظهورهم في الإعلام و اكتشف المصريون أن الإخوان وطنيون و ليسوا أعداء كما صورهم النظام السابق , وان منهم الأطباء و العلماء و المهندسون و غيرهم من فئات الشعب المختلفة , و إنهم يتكلمون عن حب مصر و العمل على رفعة شأنها مثل كل المصريين و هنا تبدل خوف الأخوة المسيحيين اتجاههم فبعد فترة شك و ريبة ظهر إنهم لا يحملوا عداءا ضدهم كما صورهم النظام السابق وتم اختصار المشاكل في بعض السلفيين فقط , وقد يأتي يوم يثور فيه السلفيون و يتبرؤون من أي تهمة ويلصقون التهم ب.......