قيل لنا أننا قد قمنا بثورة فى 25 يناير الماضى و يقال لنا أنها قد نجحت رغم أن كل ما تغير هو يافطة واحدة إسمها "أمن الدولة" و بعض أسماء ( و فقططط !!!!! ) . و قد أصدرت الكنائس الثلاث أوامرها إلى متاعيسها بعدم الإشتراك فى الثورة قبلها مباشرة بيوم واحد و نشرت لنا أوامرها بهذا الشأن فى الجرائد يوم 24 يناير ( يمكنك العثور على الخبر فى موقع جريدة "المصرى اليوم" بذلك التاريخ ) ثم بعد تحول مجرى الأحداث 180 درجة ظهر فى ميدان التحرير مع المسلمين عدد صغير من هؤلاء المتاعيس يمسكون بكتب ما و يرفعون صلبانا و لكن أمام الكاميرات المركزة عليهم ( و فقط ) . ثم بعد ذلك يقوم هؤلاء الكفرة المشركون الذين يسمون أنفسهم "الأقباط" بما يسمونه هم أنفسهم "ثورة" خاصة بهم ( ضد المسلمين ) ( طبعا ) ( و كالعادة ) . و هذا المصطلح الذى إستخدموه ليس من عندى بل يمكنك بكل بساطة البحث بنفسك عن عبارة "ثورة الأقباط" مثلا بإستخدام "جوجل" مثلا لتكتشف بنفسك عدد المواقع و ما يقصدونه بوضوح تام ليس فيه نقاش . ثم بعد ذلك إستمر التصعيد بإطراد ليتحدثوا ( فى الجرائد ) عما أسموه "تعليق الحوار" مع من يسمون أنفسهم "الإخوان المسلمين" لأن هؤلاء أعلنوا رغبتهم فى إقامة دينهم ( هم أيضا !!! ) و تنفيذ ما أمرهم الله به فى بلدهم التى لا زالت تدعى الإسلام !!! و تتحدث الكنيسة بإسم العالم !!! و تتهم الدولة بأنها تعمل بمنهج طالبان !!! ... إلخ . ثم يتحدثون يوم 19 أبريل عن "كشافة" ( مع الشرطة !!! ) من أجل "حماية الكنائس" !!! . ( طبعا !!! فهناك أصلا شرطة لحماية الكنائس !!! ) ثم يوم 23 أبريل أصبح الحديث عن "الشباب" بنفس المبررات و هى حماية الكنائس و لم أتابع بعد ذلك فربما يكونوا قد وصلوا للميليشيات أو للجيش القبطى مثلا ( أم ليس بعد ؟!!! ) خاصة مع ظهور مصطلحات من قبيل "الإحتقان الطائفى" كمبررات . و يتزامن ذلك مع سياق آخر لمجموعة أخبار عن بعض المنتسبين للإسلام المحسوبين عليه ممن تطلق عليهم أجهزة الإعلام لقب "السلفيين" ( و لا أعرف إن كانوا هم الذين قد إختاروا هذه التسمية لأنفسهم !!! ) و تظهر تلك الأخبار هؤلاء كسفهة متخلفين لا يفقهون شيئا فى الإسلام !!! . ليعطى ذلك الفرصة فى وسائل الإعلام مثلا لكافر مشرك أن يسمى ضرب مثيله و قطع أذنه فى معركة "إقامة الحد" مثلا . و أضطر لأن أؤكد ( لمن لا يعرف ) أن الحدود فى الإسلام تقام على المسلمين الذين يتعدونها و لا تقام على الكفرة المشركين فهناك أوامر أخرى بشأنهم فى ديننا . كذلك فإن الإسلام فيه مجموعة صغيرة ( جدا !!! ) من الحدود ليس منها قطع الأذن بأى حال . و لما كنت مصريا و لبثت فيكم عمرا و بالتالى أعرف هذه البلد بقدر يجعلنى أستعجب ظهور هؤلاء بهذه الطريقة التى تصورها وسائل الإعلام على أنها ظاهرة و متكررة بأعداد كبيرة بل و منظمة ... إلخ رغم أن لافتة "أمن الدولة" لم تختف إلا منذ شهرين فقط مثلا !!! و كلنا يعلم الحال فيما مضى ( و أنا ممن لا يعلمون الحال تحت اللافتة الجديدة ) و لذلك أتساءل عما إذا كان هؤلاء ممن كانوا فى السجون و المعتقلات عشرات السنين ( من أجل "التوبة عن الفكر" !!! و عمل "المراجعات" !!! ... إلخ ) ثم خرجوا بعد الثورة لسبب أو لآخر و أمكنهم أن ينظموا أنفسهم و يفعلوا كل ذلك فى هذا الوقت القصير جدا !!! و هو شيئ معجز حقا يجعلنا نتساءل عن جدوى أمن الدولة أساسا فى هذه الحالة و جدوى كل ما فعلوه فى العقود الماضية !!! ( و قد كان مكلفا جدا حقا لو كانوا يعلمون ) أم أن هؤلاء كانوا هم الإستثناء مما كان يفعله أمن الدولة كل هذه السنين !!! و رغم ذلك لم نسمع حتى عن مجرد الإسم إلا بعد ما قيل عن نجاح الثورة ( و ياللا على بيوتكم ) . لنتساءل نفس السؤال فى هذه الحالة أيضا عن جدوى أمن الدولة ؟!!! . و يبقى الإحتمال الثالث و هو أنهم لم يوجدوا أصلا إلا بعد الثورة ليكتشف كل منهم حاجة الإسلام الماسة و فى هذا الوقت بالذات إلى "السلف" !!! و يمكنهم تشكيل الجماعات !!! و بداية "الشغل" !!! فى بلد كهذه !!! فى هذا الوقت المعجز و التوقيت المعجز أيضا !!! . و خاصة فى هذا الإحتمال نسأل نفس التساؤل عن جدوى أمن الدولة و ما فعلوه فى كل هذه السنين ؟!!! . و هناك ( طبعا ) أسئلة كثيرة جدا بهذا الشأن و لكن أختصر و أنتقل للأسئلة التالية : لماذا لم يبدأ هؤلاء "السلفيون" بالأهم و الأعم و ما لا نقاش فيه كحد الخمر مثلا التى تطولنا لعناتها ( كلنا !!! نحن و هم !!! ) من أعلى لأسفل ليس فقط من حددهم رسولنا عليه الصلاة و السلام و إنما أيضا "من صادرها" و "من جمركها" و "من إستوردها" و "من صدرها" و "من فرض عليها ضرائبا" و "من أعلن عنها" ... إلخ ثم تخر اللعنات علينا فى الميزانيات ؟!!! . لماذا لم نبدأ مثلا بالأسهل بعض الشيئ ( لأنه ليس فيه إقامة حد و نحن على ما نحن عليه !!! ) و نتخلص من اللعنات فى الربا مثلا التى هى أيضا تطول الجميع و تخر من أعلى لأسفل ؟!!! و ماذا مثلا عن لعنات الرشوة و هل هناك منا من لم يفرضها عليه الشقلطوز الحاكم ؟!!! . أكتفى بهذه الأمثلة لأقول ليس "للسلفيين" فقط و إنما لكل مسلم : هيا فقط نحاول تغيير "ما بأنفسنا" و أؤكد لك مسبقا أنك ستجد نفسك تجاهد ما تريد أن تجاهده أيضا بل و فى الإتجاه الصحيح أيضا . و تتتابع الأحداث و يأتى كل يوم جديد بالمزيد و المزيد من الأخبار التى أصبحت بسرعة جدا العناوين الرئيسية لأيام و أيام عن التصادم الذى وصل لدرجة الإقتتال بين هؤلاء و هؤلاء ممزوجا بالتغطية المعتادة المثيرة للغثيان و القرف و الإشمئزاز من التليفزيون المصرى و لكن بدرجة أكبر عن قبل الثورة !!! . و نسمع نفس الكلمات و العبارات المعادة الممجوجة التى لم أعد أنا على الأقل أحتملها فما بالنا بمن وصلوا لدرجة قاتل أو مقتول و لأسباب و مبررات و دوافع لا بد أنهم يرونها قوية و كافية !!! و لأهداف لا بد أنهم يرونها مشروعة و منطقية !!! و بطرق و سبل و وسائل لا بد أنهم يرونها لا مفر منها !!! بل و لا بد أن كل طرف يرى نفسه يتحرك أساسا بمرجعية الدين بالذات ( أو ما يظنه ذلك !!! ) ... إلخ ؟!!! . و تزامن كل ذلك مع بداية ظهور القوانين ( العسكرية ) التى تحظر و تحظر و تهدد و تتوعد ... إلخ و أعترف أنه قد مر وقت أكثر من المتوقع قبل أن تبدأ فى الظهور و كانت فى الكم و النوع أقل من التوقع التشاؤمى لمن سيدعى "حفظ الأمن" و "تحقيق السلام الإجتماعى" و "فرض النظام" و "إعادة السيطرة" ... إلخ رغم أن المصطلحات المستخدمة فى وسائل الإعلام وصلت بسرعة جدا إلى "الحرب الأهلية" !!! . و لا أعرف إن كانت هناك أى علاقة بين ذلك و بين ما أعلن عن أن "المحلس العسكرى" كان هو الذى خطط و نفذ الثورة !!! ( العنوان الرئيسى فى الأهرام 6 مايو 2011 ) خاصة بعد "إنتصار" الجيش فى "الغزوة" التى "فتح" فيها جيش ( جيش !!! ) مسجدا ( مسجدا !!! ) بشيئ إسمه "القانون" لحساب شيئ إسمه "الأوقاف" على حساب شيئ إسمه "السلفيين" !!!!!!!!!! ( المصرى اليوم 7 مايو 2011 ) . و كما سبق و علقت أقول أنه يوجد شيئ إسمه "الأوقاف" فى مساجد الله أصلا !!!!!!!!!! . و لم يمر يومين إلا و كان المانشيت الرئيسى للأهرام يتحدث عن فرض شيئ مثير للغثيان و القرف و الإشمئزاز هو أيضا إسمه "قانون موحد لدور العبادة" !!! أعاد البعض إستخراجه من تحت جثة النظام القديم ليفرضه على المسلمين ( فكلنا نعرف من طلبه و من بغبغوا بشأنه معهم و نفهم و نفهم و نفهم ) دون حتى إنتظار "محلس الشعب" الجديد !!! ليبصموا كالعادة و لا حتى إنتظار "الرئيس الجديد" لنكتب عليه إسمه فى التاريخ !!! . ( الأهرام 12 مايو 2011 ) . و أنتهز الفرصة لأتخيل "هوجة" جديدة أخرى تلو أخرى تلو ثالثة لحين أن يجد المسلمون أنفسهم و كأنهم لا يزالون فى 25 يناير و لكن واقفين أمام الصناديق إياها ليتم إجبارنا على الإختيار بين ثلاثة مثلا لم نعرف عنهم أى شيئ !!! ( و لا حتى مجرد ما يسمونه "برنامج" !!! ) و ياللا إجروا إنتخبوا أحسن بعدين شنودة يركبكم فى الشرق الأوسط الجديد ( تماما ) . أما إن صحت الإشاعات و كان الإقتتال بين المسلمين و عصابات شنودة المنظمة ( هذه المرة أيضا !!! ) يتعلق بعلاقات مشروعة أو غير مشروعة بين رجل و إمرأة من الجانبين فإن المصيبة أعظم . كيف لم يتم وضع الآليات الكافية منذ زمن بعيد لعدم تكرار أن تورط واحدة نفسها فى علاقة غير شرعية أساسا و لا تجد إلا كافرا مشركا ثم تظل محسوبة على الإسلام ؟!!! و أيضا كيف تتكرر ( بهذا المعدل !!! و هذا الإصرار !!! ) هذه المواقف الإجرامية تجاه من يغير دينه إلى إتجاه الإسلام ؟!!! . كيف حتى لم يتم منذ زمن بعيد إنشاء جهة ما واضحة معلنة مرئية للجميع ( أقترح أن نسميها مثلا "لا إكراه فى الدين" تيمنا ) يتوجه إليها الراغبون فى تغيير دينهم للتعريف الصحيح بالدين الجديد فربما كان مثلا يرى الصورة بشكل خاطئ من حيث أتى ( أليس كذلك ؟ ) و ترعاهم و تحميهم من الإجرام ( على الأقل فى فترة الضعف الأولى ) و تتولى تسوية المتعلقات فى الإتجاهين لنرى ( مثلا و ليس حصرا و لا تحديدا ) بكم يكون من يتحول لشنودى مدينا للمسلمين و إلى أى درجة يكون المتحول فى الإتجاه العكسى مسحورا ... إلخ ؟!!! . بقى أن أسأل إخوتى فى الإسلام الذين ربما قبلوا أن يلصق بهم أحد كلمة "السلفيين" عن معنى الكلمة ؟!!! . ما معنى الإنتساب لسلف ؟!!! أى سلف ؟!!! إذن فأنت تنسب نفسك أنت أيضا للمرجعية الواحدة الثابتة التى لا تتبدل و لا تتغير التى نعرفها و نتمسك بها كلنا كمسلمين أى القرءان و السنة ( و فقط ) و لا تنسب نفسك مثلا لعبارة "هذا ما وجدنا آباءنا يفعلون" . أليس كذلك ؟ . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .