أكد العديد من المُفكرين أن الفتنة الطائفية واشتعال نيرانها في مصر تُمثل خطراً كبيراً على الثورة وما حققته من إنجازات، فهذه الفتنة قد تدفعنا إلى العودة مُجدداً إلى التبعية الأمريكية والإسرائيلية كما كان الحال في عهد حسني مبارك، هذا وليس من المُنتظر أن يكون طريق تنفيذ اتفاق المُصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح مفروشاً بالورود وذلك لأن إسرائيل سوف تبذل قصارى جهدها من أجل إفشال هذا الاتفاق ووضع العراقيل أمامه. فى البداية أكد الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي أن الفتنة الطائفية باتت خطراً يهدد مصر لأنها السلاح الوحيد والفاعل لتمزيق الوحدة الوطنية وإجهاض الثورة الديمقراطية وإعادة مصر مجدداً إلى حظيرة التبعية الأمريكية والإسرائيلية مثلما كان عليه الحال، وربما أسوأ، في عهد النظام المصري السابق بزعامة الرئيس محمد حسني مبارك، فالفتنة الطائفية هي الاختراع الأبرز للنظام السابق ورجالاته، وهي الورقة الأقوى التي استخدموها لإرهاب الشعب المصري، وإجباره على عدم الخروج على هذا النظام.
وأشار الكاتب حسام فتحي في صحيفة الوطن الكويتية إلى الأوضاع المُشتعلة في مصر حالياً وإلى الهوة السحيقة التي تنجرف إليها مصر وشعبها في ظل تصاعد حدة الفتنة الطائفية بين فئات الشعب المصري والذي كان حادث إمبابة الأخير -الذي تم فيه حرق إحدى الكنائس- خير دليل على المأساة التي تعيشها مصر حالياً، وبناءً على ذلك يجب أن تتخلى الحكومة عن قفازاتها الحريرية، وأن تستخدم بدلاً منها قبضتها الحديدية، فسياسة الطبطبة على المسيء والبلطجية ومثيري الفتن لم تعُد تصلُح، فلقد تحول صبر حكومة التحرير إلى ضعف ووهن لا تحتاجه أبداً المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر حالياً، فالشعب المصري يُريد استقرار الأوضاع وعودة الأمن والأمان حتى لا يترحم هذا الشعب على أيام مبارك.
كما أكدت الكاتبة هدى جاد في صحيفة الشرق القطرية أن ما يُعكّر علينا فرحتنا بثورة 25 يناير العظيمة هو أعمال التخريب والبلطجة التي تحدث بتوجيه من النظام البائد المسجون ويقوم بها بكل إصرار بلطجية النظام، ولعل ما يحدث من أحوال البلطجية والنظام وما يقومان به ينطبق تماماً على الأفاعي التي نضربها في مقتل فتموت بينما يظل ذيلها يتحرك بعد قتلها برهة حتى يهمد، وهذا بالضبط ما يحدث من ذيول النظام المدحور، فمهمتها الكبرى هي بث الرعب في القلوب وإجهاض فرحة نجاح الثورة واستخدام الفتنة الطائفية المقيتة والعمل على تأجيج نيرانها من أجل ضرب الهدوء والاستقرار في الشارع المصري.
وأكدت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها أن الفتنة الطائفية هي أخطر ما يمكن أن تقع فيه مصر في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخها.
والتي تغذيها كما يبدو أصابع خارجية متحالفة مع أصحاب المصالح الذين تضرروا من الثورة وفلول النظام السابق وهي الجهات التي تلتقي مصالحها المتمثلة في العداء للثورة المصرية حيث لا تريد لها تحقيق أهدافها في بناء دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولذلك تسعى من خلال الفتنة الطائفية العمياء التي تجر إليها الشعب المصري إلى نشر الفوضى والانقلاب على الثورة المباركة.
كما أوضحت صحيفة الجزيرة السعودية في افتتاحيتها أن إثارة الفتن وإشعال الحرائق السياسية هو المخطط الموضوع لإشغال مصر عن دورها الريادي في المنطقة وعرقلة عملية التغيير السلمي للسلطة وذلك من خلال إغراق البلد في مشكلات عدة توصلها إلى صراع دموي تجعل المواطنين يتحسَّرون ويتمنَّون عودة الوضع السابق.