بفضل جهود الاتحاد الدولى (الفيفا) عرفت لعبة كرة القدم طريقها إلى الألعاب الأولمبية عام 1920 حيث شاركت فى أولمبياد انفرس (14) دولة ثم ارتفع العدد فى أولمبياد باريس عام 1924 إلى (22) دولة وكانت تلك الدول تمثل أربع قارات هى (أمريكا ، أسيا ، أفريقيا ، أوربا) . وحيال المشاكل التى نشأت فى الدورات الأولمبية بسبب اللاعبين الهواة والمحترفين بدأ الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) يفكر جدياً فى تنظيم بطولة عالمية بكرة القدم لتدارك مشكلة الهواية والاحتراف . وفى 26 أيار (مايو) لعام 1928 شهدت مدينة أمستردام الهولندية اجتماعاً مهماً للاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) برئاسة رئيسه الفرنسى جول ريميه تم خلاله اتخاذ القرار التاريخى بتنظيم أول بطولة عالمية لكرة القدم وحدد العام 1930 موعداً لإقامتها وإفساح المجال أمام جميع اتحادات الدول العالمية للمشاركة. والواقع أن اجتماع (الفيفا) فى أمستردام لعام 1928 لم يكن هو الاجتماع الأول لإقرار تنظيم بطولة كأس العالم . بل سبقته اجتماعات عديدة أبرزها الاجتماع الذى عقد فى باريس يوم العاشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 1926 لأعضاء اللجنة التشريعية المنبثقة عن (الفيفا) . وتقرر أن تشمل البطولة أفضل الفرق العالمية وأن يشارك فيها الهواة إلى جانب المحترفين بدون تمييز . لكن هذا القرار لقى معارضة من اللجنة الأولمبية الدولية لأن إقامة هذه البطولة سوف يؤثر سلباً على اللعبة فى الألعاب الأولمبية . لكن رئيس الاتحاد الدولى (جول ريميه) لم يكن على عجلة فى ذلك الوقت حيث درس كل الاقتراحات بهدوء خصوصاً بعدما وجد معارضة من عدد لا بأس به من أعضاء الاتحاد الدولى لتنظيم مسابقة كروية خارج الألعاب الأولمبية . وعندما طرح المشروع على التصويت فاز بأغلبية ثلاثة وعشرين صوتاً مقابل خمسة أصوات . وبذلك أعطى (الضوء الأخضر) لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم فى الأورغواى العام 1930 وقرر المجتمعون إبقاء الاجتماعات مفتوحة للموافقة النهائية على هذا المشروع وتشكيل لجان فرعية لتنظيم هذه المسابقة. وفى (17 ، 18) أيار (مايو) العام 1929 اجتمع الاتحاد الدولى (الفيفا) فى مدينة برشلونة الإسبانية لدراسة اقتراحات اللجنة المكلفة بوضع المقترحات المالية والتنظيمية وتمت الموافقة على كل القرارات المتخذة بشأن إقامة البطولة فى العام 1930 لكن اللجنة لم توافق على إقامة البطولة فى الأورغواى وكذلك طلب الأوربيون تغيير مكان إقامة البطولة بسبب البعد وتكاليف السفر . لكن الاتحاد الدولى رفض ذلك وأصر على إقامتها فى مونتيفيديو . كما أن موعد إقامة البطولة يصادف احتفال الأورغواى بالعيد المائة لاستقلالها . وحيال هذا الأمر لم تشارك فى هذه البطولة سوى أربع دول أوربية هى رومانيا وبلجيكا ويوغسلافيا وفرنسا التى شاركت فى أخر لحظة . وبذلك انطلقت أول بطولة كأس العالم لكرة القدم بمشاركة (13) دولة بينها أربع دول أوربية وتسع دول من أمريكا. وبعد نجاح بطولات كأس العالم الأولى والثانية والثالثة التى جرت فى الأورغواى وإيطاليا وفرنسا وأثر انتهاء الحرب العالمية الثانية عقد الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) اجتماعاً برئاسة نائب رئيسه البلجيكى سليدريزر فى لوكسمبورغ فى 25 تموز (يوليو) 1946 قرر المجتمعون على أثره إطلاق أسم (جول ريميه) على الكأس العالمية تقديراً لجهوده فى إطلاق هذه البطولة ومنذ ذلك الحين عرفت كأس العالم باسم (جول ريميه). العرب فى كأس العالم: بالعودة إلى سجلات بطولة كأس العالم لكرة القدم يمكن القول أن ست دول عربية فقط نجحت حتى الآن فى تمثيل الكرة العربية فى البطولات العالمية . وتعد مصر الدولة العربية الأولى التى نجحت فى أن تكون السفيرة الأولى للكرة العربية فى كأس العالم وكان ذلك فى إيطاليا العام 1934 . وبعد ذلك غابت الكرة العربية عن الأدوار النهائية لكأس العالم فترة طويلة استمرت من العام 1934 حتى العام 1970 حيث نجحت المغرب فى دخول الأدوار النهائية التى جرت فى المكسيك وكانت نتائجها مقبولة إلى حد ما . واعتبر الفريق المغربى أول فريق عربى يتسبب فى توتر الفريق الألمانى الاتحادى الوطنى . وبعدما غاب العرب عن نهائيات كأس العالم فى ألمانيا الاتحادية العام 1974 عادت تونس فى العام 1978 فى الأرجنتين تحظى بشرف تمثيل الكرة العربية هناك حيث سجلت نتائج مرضية وشاءت الصدفة أن تقع تونس فى مواجهة مع منتخب ألمانية الاتحادية الذى أصبح (معقداً) من الدول العربية. وفى المونديال الإسبانية العام 1982 سجلت الكرة العربية قفزة جريئة فى فوزها بمقعدين للأدوار النهائية عبر الجزائر (ممثلة أفريقيا) والكويت (ممثلة أسيا) . وقد شرفت الجزائر الكرة العربية فى هذه البطولة ، عبر فوزها التاريخى على ألمانيا الاتحادية التى لم تستطيع على ما يبدو حل (عقدتها) مع الدول العربية . وعلى صعيد المنتخب الكويتى قدم عروضاً جيدة عكست جدارته تمثيل الكرة العربية فى إسبانيا. وفى المونديال المكسيك العام 1986 نجحت دولتان فى الصعود إلى النهائيات للمرة الثانية وهما الجزائر والمغرب (ممثلة أفريقيا) فيما كان انتقال العراق الفريق الثالث لأول مرة فى تاريخها الكروى (ممثلة أسيا) بعد سلسلة نتائج كبيرة حققتها التصفيات التمهيدية . حيث لعب العراقيون خارج بلدهم وبعيداً عن جماهيرهم . وقد يكون طبيعياً تفوق الكرة فى المغرب العربى وانتزاعها بطاقتى أفريقيا لكأس العالم من خلال اقترابها من أوربا واحتكاكها بالفرق القوية والاستعانة بنجومها المحترفين فى فرنسا وسويسرا والبرتغال وغيرها. لكن كرة المشرق العربى لا تقل نجاحاً عنها خاصة وأن هذه البلدان لم تعرف الاحتراف الكروى حتى الآن ولكنها عوضت ذلك بالإمكانات المادية والفنية التى وضعتها فى تصرف نوادى كرة القدم واستخدامها كبار المدربين والخبراء فى هذا المجال كما أن لجوء الاتحاد الدولى (الفيفا) إلى تقسيم دول أسيا إلى فئتين حرم الدول العربية من انتزاع البطاقة الأسيوية الثانية لنهائيات كأس العالم.