سيطر الثوار الليبيون صباح الخميس على البوابة الحدودية في مستوى معبر الذهيبة من الجانب الليبي بعد تبادل عنيف لإطلاق النار تواصل منذ فجر اليوم الخميس بين الثوار وكتائب القذافي وفق ما أفاد به شاهد عيان لمراسل وكالة تونس أفريقيا للأنباء. وحسب نفس المصدر فإن الكتيبة التابعة للنظام الليبي والتي كانت مرابطة في المعبر الحدودي من الجهة الليبية قد فرت إلى الأراضي التونسية. وأكد مصدر عسكري رفيع المستوى لمراسل الوكالة وصول الكتيبة الليبية الفارة إلى الأراضي التونسية مضيفا أنها تتكون من 13 ضابطا من بينهم عميد ورائدان تم التحفظ عليهم لدى السلطة العسكرية التونسية. وأشار إلى أن المعبر الحدودي الذي أصبح تحت سيطرة الثوار الليبيين تم إغلاقه مشيرا إلى وصول 9 ليبيين مصابين بجروح جراء القصف المتواصل على المناطق الغربية الليبية تم نقل 4 منهم إلى المستشفى. فرنسا تكثف من طلعاتها الجوية وقالت وزارة الدفاع الفرنسية يوم الخميس إن باريس زادت من عدد الطلعات الجوية فوق ليبيا على مدى الأيام السبعة الماضية إلى 41 طلعة بعد أن كان المتوسط نحو ثلاثين منذ بداية عمليات قوات التحالف. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع بأن الطائرات الفرنسية دمرت عددا من العربات العسكرية والدبابات قرب مصراتة خلال الأيام السبعة الماضية إلى جانب مواقع لإطلاق صواريخ أرض جو ومركز للاتصالات في منطقة سرت. مقتل اثنين من المصورين قتل مصورا حرب هما البريطاني تيم هيذرينغتون من مجلة "فانيتي فير" الأميركية والأميركي كريس هوندروس من وكالة غيتي الأربعاء في ليبيا نتيجة انفجار قذيفة هاون، مما يسلط الضوء مرة أخرى على المخاطر التي تحدق بالصحافة في هذا النزاع. كذلك أصيب صحافيان آخران في الحادث. وكان قد قتل ثلاثة صحافيين وأصيب أو اعتقل أكثر من عشرة فيما فقد آخرون في النزاع المستمر منذ شهرين بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والثوار. وقتل تيم هيذرينغتون وكريس هوندروس وكلاهما في الواحدة والأربعين من العمر بانفجار قذيفة هاون في مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية التي تحاصرها قوات القذافي وتقصفها منذ أسابيع. وكان المصور في قناة الجزيرة علي حسن الجابر قد قتل وأصيب صحافي آخر زميل له في 12 مارس/آذار لدى تعرض فريق القناة القطرية لكمين قرب بنغازي. وتيم هيذرينغتون المولود في ليفربول ببريطانيا غطى نزاعات كثيرة خلال السنوات العشر الأخيرة وحاز على عدة جوائز رفيعة كللها بالجائزة العالمية للتصوير الصحافي عام 2007 عن صوره للجنود الأميركيين في أفغانستان. وقام بعدها بإخراج فيلم وثائقي حول هذا الموضوع بعنوان "ريستريبو" رشح لجوائز اوسكار. وبعد بضع ساعات توفي كريس هوندروس إثر إصابته في رأسه. وكانت صورة التقطها تصدرت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء ويظهر فيها رجل يحفر قبرا في مدفن في مصراتة. وغطى هوندروس خصوصا النزاعات في كوسوفو وانغولا وسيراليون وأفغانستان والعراق. وقد تم ترشيحه لجائزة بوليتزر وفاز بميدالية روبرت كابا الذهبية عام 2006 لمكافأته على ما أظهره من "شجاعة وروح مبادرة استثنائيتين" في أفغانستان. كذلك أصيب مصوران آخران الأربعاء هما البريطاني غاي مارتن المصور الحر العامل لحساب وكالة بانوس وفق ما أعلنت الوكالة ووزارة الخارجية البريطانية، والأميركي مايكل براون العامل لوكالة كوربيس بحسب مدير الاتصال في الوكالة دان بيرلت. وعند إعلان الخبر حيا البيت الأبيض "الصحافيين الذين يجازفون بحياتهم كل يوم في العالم لإبقائنا على اطلاع ومحاسبة القادة وإعطاء صوت للذين لا يسمعهم احد". وكانت تيزيانا بريتزو الصحافية الايطالية في شبكة سكاي تي جي 24 التقت تيم هيذرينغتون قبل يومين في مصراتة، وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية "كان شخصا مسؤلا للغاية". وروت أن "اليومين السابقين كانا فظيعين. شاهدنا وصول عدد هائل من الأشخاص إلى المستشفى، جرحى وقتلى بينهم أطفال صغار. قلت له "انتبه كثيرا لأنه ليس هناك مكان آمن". وعبرت فرنسا عن أسفها لمقتل الصحافيين. وقالت مساعدة الناطقة باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا "تدين هذه الجريمة وتعبر لأسرتيهما وأقربائهما عن تعازيها وتضامنها". وأكدت أن "هذه المأساة تثبت أهمية التدخل الدولي لحماية المدنيين في ليبيا وتذكر بضرورة فك الحصار عن مدينة مصراتة التي تطوقها قوات النظام الليبي منذ حوالي شهرين". وكانت عدة وسائل إعلام دولية كبرى منعت صحافييها ومراسليها من التوجه إلى مصراتة بسبب وجود مخاطر كبرى على سلامتهم، غير أنها عادت فيما بعد وخففت من قيودها. ووصل عشرات الصحافيين بعد ظهر الأربعاء في سفينة أبحرت من بنغازي معقل الثوار شرقا. كذلك يخيم خطر شديد على محور اجدابيا-البريقة حيث تدور معارك ضارية بين الثوار وقوات القذافي في شرق البلاد. وقد أرغم الصحافيون الأحد على الانكفاء إلى داخل اجدابيا اثر إطلاق سيل من القذائف الأحد صوب المدينة. والى جانب مخاطر المعارك، هناك مخاطر فقدان الصحافيين .ولا يعرف حتى الآن مصير الصحافي البريطاني في قناة الجزيرة كامل التلوع، فيما أطلق سراح ثلاثة زملاء له هم تونسي وموريتاني ونروجي أوقفوا معه في السابع من مارس/آذار في غرب البلاد. كما فقد أربعة صحافيين هم أميركيان يعملان في صحيفتين الكترونيتين ومصوران اسباني وجنوب أفريقي في الرابع من ابريل/نيسان وأعلنت الحكومة الليبية أنهم معتقلون وسيتم إطلاق سراحهم غير أن البيت الأبيض أعرب الثلاثاء عن "قلق بالغ" بشأنهم. كذلك أعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار عبد الحفيظ الغوقة مساء الأربعاء عن أن قوات القذافي تحتجز ستة صحافيين ليبيين. الثوار يعربون عن الغضب هذا وقد أثار مقتل صحافيين في منطقة المعارك في ليبيا غضب الثوار المسلحين الذي يقاتلون كتائب القذافي. واعتبر عدد من الثوار أن الصحافيين كانوا يشاركونهم أرض المعركة لحظة بلحظة وينقلون للعالم حقيقة الأوضاع هناك.