فى الفترة الأخيره التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط من حراك سياسى نجد أن بعض المواقف تكررت فى الثورات العربية نسخة طبق الأصل – بالكربون – فى مصر وليبيا وتونس واليمن وكأن رؤساء الدول العربية كانوا داخل فصل واحدبالمدرسة التى تعلموا فيها . فبعد أن ترك الرئيس التونسى المخلوع زين الدين بن على الرئاسة وسافر إلى السعودية نجد أن الثورة المصرية فى بدايتها كان يظهر الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" يقول فى خطاباته المختلفه نحن لن نكون كدولة تونس ، ومصر دولة مختلفة ولها طبيعتها الخاصة ، وفى خطاب أخر يعلن أنه طالب الحكومة بتتقديم إستقالتها ،كما أعلن أنه لا يريد تويث الحكم لإبنه جمال رئيس لجنة السياسات داخل الحزب الوطنى الحاكم ، وأخرى أعلن أنه لن يتنحى عن الحكم فقد تم إنتخابه رئيسا للجمهورية من الشعب حتى نهاية فترته الحالية ، وعندما إشتعلت الثورة المصرية قال على أرضها ولدت وعليها سأموت – سبحان الله – وكان يريد بهذه الكلمات جذب تعاطف الشعب المصرى تجاهه وبعد أن كاد يتحقق فاجأ الشعب المصرى و العالم بأكمله بموقعة الجمل الشهيره التى زادت من إشتعال الثورة وخاصة فى ميدان التحرير الذى أصبح أشهر ميدان على مستوى العالم ، وبعدها تأتى مرحلة إعلانه أنه يريد الإنتقال السلمى للسلطة داخل البلاد ويخشى الفوضى ..!!وفى دولة ليبيا الشقيقة عندما بدأت المظاهرات ظهر العقيد معمر القذافى على شاشات التليفزيون قائلا: ليبيا ليست تونس ومصر حتى تحدث بها ثورة كما ظهر مرة أخرى مرتديا زيه الغريب واصفا الشعب الليبى بأنه يحبه والثوار بأنهم يتناولون عقاقير للهلوثة ومواد مخدرة وهذا ما يجعلهم يقومون بالثورة ، وفى نفس السياق وصف نفسه بأنه ليس رئيسا لليبيا لكنه قائدا للثورة الليبية ، وكأن الزمن توقف عند عام 1969 بعد الإطاحة بالملك محمد إدريس السنوسى والقضاء على الملكية !!!وعندما إشتعلت الثورة فى ليبيا خرج القذافى قائلا أن من يقومون بعمل الثورة هم مرتزقة وأفراد تنظيم القاعده وطالب الأممالمتحدة بالوقف بجواره للقضاء على الثوار.وظهر مرة أخرى بإسلوبه الكوميدى مشيرا بأنه سوف يحارب الثوار فى كل مكان " بيت بيت وزنقة زنقة"، وبعد شن قوات التحالف الأجنبية وعلى رأسهم فرنسا ، الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلن المتحدث بإسم الحكومة الليبية فى الأممالمتحدة بأن القذافى يريد أن يترك السلطة لإبنه سيف الإسلام.وفى دولة اليمن عندما بدأت الثورة قال الرئيس على عبد الله صالح بأن اليمين ليست مصر ولا ليبيا وأعلن أنه لن يتنحى عن الحكم ، وبعد إشتعال الثورة أعلن أنه لن يورث السلطة وأنه يريد أن يترك الحكم ولكنه يخشى الفوضى وأنه يريد الإنتقال السلمى للسلطة .هذا التشابه الغريب فى سيناريو الحكام العرب يدل على شيئ وهو أنهم جميعا معلمهم هو شخص واحد أخذ يزين لهم الموقف ويبرره لهم وربما يكون البطانة الفاسدة التى تحيط بالحاكم هى التى تؤدى به إلى ذلك وربما لأنهم كانوا يتركون الحكم لهذه البطانة ليتصرفوا فيها كما شاؤا ولا يهتمون بالشعب ومطالبه. محرر صحفى بالمكتب الإعلامى للهيئة القومية للبريد المصرى