أدان البابا بنديكت السادس عشر العنف الذي يرتكب باسم الرب وبرأ شخصيا اليهود من مسؤولية موت المسيح في أحدث كتاب صدر له، ويعد الثاني في سلسلة تتألف من ثلاثة أجزاء عن حياة السيد المسيح. وقد طبع الناشرون 1.2 مليون نسخة من الكتاب بسبع لغات وهو عبارة عن سرد أكاديمي ولاهوتي مفصل عن أخر أسبوع في حياة المسيح. ويقع الكتاب في 350 صفحة ويبدو كنص اكليريكي أكثر من كونه شيئا للجماهير. ويتضمن الكتاب اقتباسات من الكتاب المقدس ومن مراجع لعلماء لاهوت ومؤرخين وكتاب من الروم الكاثوليك. ويقول البابا في أحد الأبواب إنه "لا يوجد مبرر للعنف الذي يرتكب باسم الرب، وهو تأكيد ينطبق على التشدد الإسلامي اليوم كما هو الحال على الكنيسة الكاثوليكية نفسها التي ارتكب العنف فيها عندما كانت تنشر عقيدتها في الماضي". وكتب البابا أن "العواقب القاسية للعنف الذي يكون بدافع الدين واضحة جدا لنا ... العنف لا يبني مملكة الرب مملكة البشرية." والجزء من الكتاب الذي قد يكون له تأثير أشد على العلاقات الكاثوليكية مع الأديان الأخرى هو قسم يفصل فيه البابا أحداث محاكمة المسيح أمام الحاكم الروماني بونتيوس بيلات والحكم عليه بالموت. وفي هذا الباب يرفض البابا فكرة الذنب الجماعي لليهود وذريتهم من موت المسيح وهي تهمة لازمت العلاقات المسيحية اليهودية لعقود. وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بابا بمثل هذا التحليل المفصل والمقارنة الدقيقة لقصص مختلفة في العهد الجديد وينتهي إلى أنه لا يوجد أساس للتهمة التي رفضت رسميا للمرة الأولى في وثيقة للكنيسة عام 1965. وقد رحب قادة اليهود في جميع أنحاء العالم بهذا الباب من الكتاب، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو في رسالة بعث بها للبابا بمناسبة صدور كتابه هذا "إنني امتدح قداستك لرفضك بقوة في كتابك الأخير تهمة زائفة كانت الأساس لكراهية الشعب اليهودي لعدة عقود." وأضاف نتانياهو أن "أملي هو أن يعزز توضيحك وشجاعتك العلاقات بين اليهود والمسيحيين في جميع أنحاء العالم ويساعد في تعزيز السلام والمصالحة للأجيال القادمة."