فيديوجراف| كيفية التقديم لاختبارات القدرات عبر موقع التنسيق    جامعة المنيا تبدأ استقبال أوراق مرشحي عمادة 7 كليات    البابا تواضروس يصلي قداس عيد الرسل مع شباب أسبوع الخدمة العالمي    صدمة| 3 سنين حبش لسارقي التيار الكهربائي فى هذه الحالات    إزالة 47 حالة تعدي بالبناء على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالبحيرة    البنك الأهلى المصرى يوقع بروتوكول تعاون مع الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال    تدشين أكبر مصنع لإنتاج بودرة الإطفاء بتكلفة ملياري جنيه    الضرائب تدرس 7 مطالب من اتحاد المقاولين قبل صياغة اللائحة التنفيذية لقانون الضريبة المضافة    الغربية: شراكة كاملة بين النواب والجهاز التنفيذي لخدمة المواطن وتحقيق التنمية    جيش الاحتلال: استهدفناعضوا في حزب الله من وحدة الصواريخ المضادة للدروع    7 شهداء على الأقل ونحو 40 مصابا فى غارتين إسرائيليتين على مخيم الشاطئ    إعلام أمريكي: ترامب يدرس للمرة الأولى الموافقةعلى تمويل جديد لأوكرانيا    التحالف الدولي: 7 آلاف مواطن عراقي عادوا إلى قراهم من مخيم الهول السوري    ملك إسماعيل: مصر قريبة من ميدالية أولمبية للسيدات في الخماسي الحديث    مانشستر يونايتد يدخل سباق ضم نجم ريال مدريد    أحمد عبد القادر يقترب بشدة من الدوري السعودي    الوصل الإماراتي يضم بديل وسام أبو علي    بعد 6 سنوات.. ستيفانو بيولي يعود لتدريب فيورنتينا    انسحاب مدينة مالاجا من ملف استضافة كأس العالم 2030    ضبط طرفي مشاجرة بسبب أولوية المرور بالمرج    الأرصاد: غدا طقس شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة رطب ليلا    معرض يجسد إبداع الشباب داخل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية    غادة عبدالرازق تظهر على كرسي متحرك بعد إصابتها في قدمها (صور وفيديو)    بث تجريبي.. إطلاق الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة المصرية    ابنة عمرو دياب بفستان جريء أمام البحر والجمهور يعلق (صور)    خبير استراتيجي: إسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها وتلجأ للتطبيع لتثبيت وجودها    رئيس جامعة الأزهر: آية الدعاء في عرفة تقسم الناس إلى فريقين.. وأقوال المفسرين تكشف دقة التوجيه القرآني    حالة الطقس غدا الأحد 13-7-2025 في محافظة الفيوم    الصحة: إجراء اختبارات الكشف المبكر عن الدرن الكامن    أعراض نقص المغنيسيوم في الجسم وطرق الحصول عليه من الطعام    محافظ القاهرة يتفقد سنترال رمسيس لمتابعة أعمال الترميم (صور)    شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي عضو مجمع البحوث الإسلامية أبرز علماء الاقتصاد الإسلامي    يوفنتوس يفتح الباب لرحيل نيكو جونزاليس فى الصيف    حصاد الوزارات.. إعلان نتيجة الثانوية العامة بالدرجات على اليوم السابع قريبا    هشم رأسها ودفنها داخل مزرعة.. ضبط المتهم بقتل زوجته فى الشرقية    حصاد أسبوعي لنشاط وزير الشئون النيابية.. شارك في جلسات برلمانية حاسمة وأكد أهمية دعم الشباب والحوار المؤسسي    حريق ضخم في مصنع للبلاستيك شمال غرب أثينا والدخان يغطي السماء    عام من الشراكات الثقافية.. بروتوكولات واتفاقيات تعزز حضور مصر الفني محليًا ودوليًا    طارق الشناوي عن أزمة مها الصغير: «ما حدث تزوير أدبي واضح.. لكنها تلقت عقابها من السوشيال ميديا»    جولة مفاجئة فجراً لمدير "فرع الرعاية الصحية" تغطي مستشفيات إسنا والكرنك والدولي وإيزيس    طريقة عمل الكشري المصري في البيت بطعم المحلات    استراتيجية عربية مشتركة للتعاون الجمركي والإداري    سحب على 10 تذاكر.. تامر عبدالمنعم يفاجيء جمهور الإسكندرية    تأييد حكم المؤبد ل«ميكانيكي» بتهمة قتل والدته في الشرقية    موعد مباراة ليفربول ضد بريستون والقنوات الناقلة.. ليلة تكريم جوتا بتواجد محمد صلاح    ضبط 5444 قضية بمجال الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    وزير الإسكان يتفقد محاور الطرق ومحطة تنقية مياه الشرب الجديدة بمدينة السادات    وزيرة البيئة تبحث مع سفيرة المكسيك بمصر سبل التعاون    "لن يخسروا بسبب يوم واحد".. تيباس يرد على مطالب ريال مدريد بتأجيل مباراة أوساسونا    وزير الري يشارك فى الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين لعيد التحرير الوطني لدولة رواندا    القبض على تشكيلات عصابية تخصصت في السرقة بالقاهرة    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 التجارة والزراعة والتمريض والصنايع والسياحة فور ظهوره (رابط)    دار الإفتاء توضح مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات    محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    الرئيس السيسي يتوجه إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي    بائع مصري يدفع غرامة 50 دولارًا يوميا بسبب تشغيل القرآن في تايمز سكوير نيويورك.. ومشاري راشد يعلق (فيديو)    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحصانة السوبر
نشر في مصر الجديدة يوم 10 - 10 - 2009

فى عهود بائدة كانت هناك فئات من المصريين وأكثرهم مرضى نفسيون، يمنحون أنفسهم حصانة وتمييزا دون باقى خلق الله، يستمدونها من سلطات وظيفية تتيح لهم إيقاع الأذى بالآخرين وإرهابهم.
وكان العوام من الذين عششت بداخلهم طيور الخوف وأفرخت من كثرة ما عرفوا أو سمعوا عن أخبار السجون والمعتقلات وزوار الفجر، تسقط مقاومة الواحد منهم بمجرد أن يطلق الرجل الواصل أو صاحب اليد (الطايلة) صيحة التحذير الاستفهامية الشهيرة: (أنت عارف أنا مين؟) أو (أنت عارف بتكلم مين؟).
ودارت الأيام دورتها وسقطت مراكز القوى الكبيرة والصغيرة، وتحرر الناس من الخوف واتجه مؤشر التمييز والفرز داخل المجتمع نحو الثروة، ليأتى كاتب سيناريو فيلم الليمبى الشهير ويضع على لسان بطله عبارة تلخص هذا التحول حين يقول: (الجنيه غلب الكارنيه). لكننا فى الحقيقة لا نستطيع أن نقبل عبارة الفيلسوف الليمبى على إطلاقها فنجزم أن كل الكارنيهات سقطت وانهارت أمام سطوة السيد الجنيه، فمازالت هناك (كارنيهات) وشارات أخرى يظن بعض حامليها أنها تتيح لهم الخروج على النظام العام أو مخالفة القوانين وتحدى السلطات.
نعم هناك الآن فى المجتمع من يتصور هذا فى نفسه وإلا ما حدث مثل الذى حدث فى (دشنا) بقنا منتصف الأسبوع الماضى.
والذى حدث وأفاضت بعض الصحف فى النشر عنه بدأت وقائعه منتصف الأسبوع المنقضى حين اشتبك ابن شقيقة نائب دشنا فى مجلس الشعب أثناء جلوسه على أحد المقاهى مع 3 من ضباط قوة تنفيذ الأحكام كانوا- فيما يبدو- يفتشون على رواد المقهى عندما طلبوا من ابن شقيقة النائب إبراز هويته (بطاقته) فرفض الأخير وانضم إليه عدد من رفاقه الجالسين معه على المقهى وحاولوا جميعهم إثارة باقى رواد المقهى ضد ضباط قوة الشرطة الذين نجحوا فى النهاية فى اصطحابهم إلى مركز الشرطة واحتجازهم.
وباقى تفاصيل القصة تشير إلى أن النائب عندما علم باحتجاز ابن شقيقته ورفاقه جمع حوالى 200 من أقربائه وأعوانه وهاجموا مركز الشرطة فى محاولة لاستظهار القوة والقدرة وإطلاق سراح المحتجزين، وفى محاولتهم تلك أحدثوا تلفيات بالمركز وبسيارة أحد الضباط ناهيك عن التلفيات الأخرى المعنوية التى بالتأكيد أصابت ذراع السلطة التنفيذية وهيبتها، وأحدثت إزعاجاً استدعى الاستنفار الأمنى على أعلى المستويات لاحتواء الموقف وتهدئته، وتبعته إحالة أطراف المعركة إلى جهات التحقيق لكشف كل الملابسات المتعلقة بالواقعة.
وبالتأكيد سوف تسفر تحقيقات النيابة عن تفاصيل أخرى او تجاوزات ربما وقعت فى البداية من طرفى النزاع (ابن شقيق النائب ورفاقه من جهة وضباط الشرطة من جهة أخرى) وأدت فى النهاية إلى حدوث ما لا يصح أن يحدث وخاصة أن فعل التحريض منسوب إلى نائب برلمانى ربما تصور أو توهم خطأ أن الحصانة التى يتمتع بها تتيح له أن يتجاوز إلى هذا الحد، وهو الذى لا يمثل نفسه فى هذه الحصانة وإنما يمثل من اختاروه نائباً عنهم.
والواقعة السابقة إذا ما أضفناها إلى عدد آخر من الوقائع التى استغل فيها أعضاء برلمانيون الحصانة الممنوحة لهم فى ارتكاب تجاوزات أخلاقية أو جرائم جنائية ظناً منهم أنهم فوق القانون، فسوف نكتشف أن هناك ثقافة مجتمعية رتبت لحصانة عضو البرلمان أكثر مما تستحق، فأتاحت لبعضهم استغلالها استغلالا سيئا.
والحكايات كثيرة عن سقوط بعض النواب فى خطيئة الحصانة السوبر التى تصنع المجرمين أو التى يسعى بعضهم إلى اكتسابها لتساعده فى ممارسة نشاط مؤثم.
ولعل أشهر هذه الحكايات أو القضايا التى كانت الصحافة غالباً وراء تفجيرها والكشف عنها منذ عدة سنوات للرأى العام، قضية نواب الكيف الذين حاولوا استغلال الحصانة فى حماية نشاطهم المشبوه للاتجار فى المخدرات ونواب القروض ونواب البيزنس المشبوه الذين اشتهروا بنواب سميحة والنائب أو النائبين اللذين تورطا فى تزوير أوراق وعقود للاستيلاء على أملاك أثرية خاصة بالطائفة اليهودية فى مصر إلى آخره.
وكل الذين تورطوا فى هذه الجرائم لم يقتنعوا عن عمد أن حصانة عضو البرلمان تتمثل فى عدم مساءلته جزائيا أو مدنيا على الآراء أو الوقائع التى يظهرها أو يوردها تحت قبة البرلمان، فهى حصانة سياسية استمدها من تمثيله للشعب أمام السلطة التنفيذية ليكون نائباً عنه فى الرقابة عليها وعلى أدائها، ومن يتم اختياره لمهمة مثل تلك فأولى به أن يكون أولاً رقيبا على نفسه فهو ليس فوق القانون أو المساءلة وأن يجمّل حصانته بعدم الخروج على النظام العام للدولة أو القانون..
وأرجو ألا يفهم كلامى السابق أننى ضد حصانة عضو البرلمان، بالعكس فالحصانة شرطا مهماً من شروط أداء النائب لدوره الذى اختاره له الشعب وتحتمه الديمقراطية لكن السؤال الذى أردت أن أطرحه هو:
هل يكفى القانون فقط لضبط هذه الحصانة.. وحسن استخدامها؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.