أحد أصدقائى أوجع رأسى بحديثه عن مسلسل عرضته قناة المنار "الشيعية" خلال شهر رمضان المنقضى. المسلسل حمل عنوان يوسف الصديّق , ولم يحد حديث صديقى عن كلمات الإطراء والمدح فى كل عناصر المسلسل الفنية من ملابس وديكور وسيناريو وإخراج فاقت الأعمال الدرامية العالمية التى تناولت الحضارة المصرية والفترة التاريخية التى جاء فيها النبى يوسف الصديّق وأبيه وأخواته إلى مصر ومكثوا فيها عددا من السنين وعرفوا فى التاريخ بالعبرانين . وعلى الرغم من أن الأسلام يمنع تجسيد الأنبياء والرسل على الشاشة فإن المسلسل جسدهم شحما ولحما فرأى الناس ممثل يؤدى دور يوسف الصديّق وآخر يجسد أبيه يعقوب (إسرائيل) سلام الله على نبييه. كنت استمع لصديقى أحيانا بنصف عقل لكننى أنتبهت له عندما بدأ يتحدث عما جاء بالمسلسل عن المبعوث الذى سوف يجئ فى نهاية الزمان ليخلى العالم من الشر والظلم ويملأ الأرض عدلا ونورا وإيمان ,. بالطبع كان المسلسل الشيعى يرمى إلى الأمام المهدى المنتظر أو الأمام الثانى عشر للشيعة الذى دخل السرداب منذ مئات السنين وهو طفل وقيل إن الله رفعه عنده وسوف يبعثه فى نهاية الزمان . على الجانب الأخر فى إسرائيل تؤمن الجماعات الأصولية المتطرفة وتسمى بالعبرية "الحسيديم" وطوائف منها هى التى أقتحمت الأقصى وتفعل ذلك أو تحاوله مرارا لإنها تؤمن بأن الأقصى لابد أن يهدم ليرفعوا بنائهم الجاهز الآن للمعبد الثالث حتى يأتى المسيح المخلّص اليهودى ويعلن مملكة اليهود الأرضية ويفنى أعدائهم ويعيشون بعد ذلك فى رخاء وسلام ... الشيعة واليهود ينتظر كلاهما الموعود, ويعتقد كلاهما أنه لابد أن تقوم معركة كبيرة ، يكون النصر فيها محتوم على الطرف الآخر ، وتعرف هذه المعركة فى الأدبيات الغربية ب"هرمجدون" . وكلا الطرفان يستعجلان الخراب و الدمار بحثا عن وهم الانتصار الأخير ...وسوف يدفع الجميع بما فيهم نحن الثمن.