يد الإرهاب الأسود تعاود العبث بأمن مصر. جاء الإرهاب يجر أذيال خيبته وهزائمه, يعاود محاولاته الفاشلة في النيل من أمن مصر ومن استقرارها. اختار أرضا تتوسطها دور العبادة, واختار زمنا نودع فيه عاما ونستقبل آخر هادئين وادعين مطمئنين. أرسل الإرهاب رسوله بالجبن والخسة يسفح دماء مصرية زكية لمسيحيين ومسلمين, واهتزت مصر رئيسا وشعبا ووطنا في الساعات الأولي من العام الجديد بذلك العمل الإرهابي القذر, أختلطت دماء الشهداء الأقباط والمسلمين معا في مشهد مأساوي دموي بغيض لن يغيب عن ذاكرتنا طويلا. سالت دماء الشهداء من الاقباط والمسلمين تؤكد وحدة المصريين وقدرتهم علي مواجهة المصاعب والمحن, اهتز الضمير المصري كله عقب الحادث البشع حيث فجر براكين الغضب ضد الارهاب ومخططيه. استيقظ المصريون وقرروا ألا يناموا حتي يقطعوا رأس الأفعي. كشف الرئيس مبارك في كلمات قصيرة ومعبرة عن إرادة مصر في أن تجتث من أرضها فلول الإرهاب ومكائد المغامرين العملاء لكل قوة تتربص بأمن هذا البلد واستقراره. كانت كلمات الرئيس دعما لروح مصرية عقدت عزمها علي ألا تلين أو تهون أمام الإرهاب الأسود. ضمدت الجراح وقوت العزائم في اللحظة الصعبة القاسية. عكست تلك الكلمات وقوف المصريين ورئيسهم مع الضحايا والمصابين وأسرهم. وكانت رسالة قوية بقدرة مصر علي هزيمة الإرهاب ومخططيه وعلي تعقب المجرمين في كل مكان. وأعادت رسالة الرئيس تذكير المصريين بقدرتهم علي هزيمة الارهاب بكل أشكاله, والذاكرة لم تنس بعد معركتهم الكبري في التسعينيات. الحادث الجديد أو الوجه البشع للإرهاب الذي أطل في اليوم الأول للعام الجديد خطط لإحداث دوي هائل باختيار الزمان والمكان, رأس السنة الميلادية, بل اليوم الأول من العقد الثاني في الألفية الجديدة, والمكان وسط شارع وكنيسة ومنطقة شهدت احتقانا طائفيا في عامي2006/2005 للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. أي عقل تخريبي مجرم هذا الذي يتربص بالمصريين يتصور أنه مازالت أمامه فرص للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. وضع الجميع أيديهم علي أغراض المجرمين.. عرفنا ما يخططون له. وتلك أول نقطة لكشفهم وتعريتهم ومحاكمتهم والقصاص منهم. كان الجميع مسلمين ومسيحيين فور وقوع الانفجار يتحدثون عن تلك الأغراض الدنيئة. وأمام باب المستشفي المواجه للكنيسة والمسجد وقفوا يتبرعون بالدماء ويقولون لتذهب دماؤنا لمسلم أو مسيحي لمن يحتاجها, فنحن واحد ولن يهزموا وحدتنا ويكسروا إرادتنا الحرة. من عبروا عن غضبهم للحادث من المسيحيين سارعوا باحتضان إخوانهم المسلمين وسارع المسلمون لمساعدة أشقائهم المسيحيين في الكارثة ومواساتهم. اختلطت الدموع مع الدماء في مشهد تداخلت فيه المشاعر والأحزان ولكنه يكشف عن قوة ومعدن المصريين علي المواجهة والتحدي وقت الصعاب. تذكر المصريون من( اقباط ومسلمين) في موقع الحادث, تضحيات ومعاناة ضباط الأمن الذين لقوا ربهم أو أصيبوا في وردية الحادث البغيض والأليم, تذكروا جميعا من يتربص بمصر, وهم كثيرون. هناك جماعات متطرفة وإرهابية تتدثر بالعباءة الدينية تخطط لإثارة القلاقل والفتن. منطقة الشرق الأوسط مازالت تعج بكل الفتن, بل هي حبلي بحروب منتظرة( قضية فلسطين بلا حل, القضية الإيرانية والفتن القادمة منها قائمتها مازالت طويلة حزب الله له معنا سوابق التنظيمات الأخري التي أثارت حروب الإرهاب كالقاعدة وغيرها مازال تضخ شررها ضدنا). كلها قضايا تستدعي الانتباه واليقظه.. من الجميع من يحاول أن يلعب علي زرع الفتن الطائفية بين المصريين يشترك مع الإرهابيين في التخطيط لزعزعة استقرار بلادنا. وعلينا مواجهة الجميع للحفاظ علي وحدة المصريين وقوتهم.