أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس أنها جاهزة لصد أي عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، مؤكدة أن محاولات التصعيد الإسرائيلية الأخيرة هي لعب بالنار. وقال أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة قبل ظهر اليوم السبت: "على العدو الصهيوني أن يدرك أن تصعيد العدوان لن يقابل بالصمت، وأن الهدوء من جانب القسام ليس ضعفا أو خوفاً بل هو تقدير للموقف". وأضاف "إذا أراد الإحتلال أن يختبر ردّنا فسيجد منا رداً قاسياً، وندعوه أن لا يجرب هذه الحماقة، والعدو يدرك جيداً أننا قادرون على ردعه، ورسالتنا في الأيام الماضية قد وصلت جيداً للصهاينة، وعليهم أن يقرؤوها بتمعن ودقة". وكان الإحتلال الإسرائيلي أعترف قبل أيام بإصابة إحدى دباباته المطورة بقذيفة موجهة مضادة للدروع من نوع "كورنيت" روسية الصنع أطلقها مقاومون فلسطينيون عليها شرق مخيم البريج للاجئين قبل أسبوعين. وشدد أبو عبيدة على أن "التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد القطاع لن تخيفنا ولن تربكنا ولن تغيّر مواقفنا، بل ستدفعنا إلى المزيد من اليقظة والإعداد والاستعداد للمواجهة". وأكمل "إذا كان العدو يظن أن حربه الإجرامية يمكن أن تردعنا فهو واهم، والأيام ستثبت صدق قولنا، وإذا كان الإحتلال فشل فشلاً ذريعاً في حرب الفرقان الأخيرة، فإننا اليوم أقوى من ذي قبل بفضل الله تعالى، والعدو إلى الفشل أقرب". ويتزامن مؤتمر القسام هذا مع حلول الذكرى الثانية لعملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزة بدءا بالسابع والعشرين من ديسمبر 2008 وحتى 19 يناير 2009، والتي خاضت خلالها المقاومة مواجهات عنيفة جدا مع الإحتلال، أجبرته على إيقاف الحرب من جانب واحد بعد 23 يوما. وأوضح أبو عبيدة خلال المؤتمر "أننا نسعى لتجنيب شعبنا الحرب والعدوان، لكن إذا فرض العدو المواجهة فنحن لها بإذن الله، وسنقاوم بكل ما أوتينا من قوة، مهما كلف الأمر والصهاينة سيدفعون ثمن أي جريمة غالياً" حسب تقديره. وشن قادة الإحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة حملة تهديدات مباشرة وغير مباشرة بضرب قطاع غزة وإسقاط حكومة حماس فيها والقضاء على بنية المقاومة، وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقليب الرأي العام العالمي ضد المقومة والإدعاء بإمتلاكها قذائف تهدد أمن الإحتلال. وفي السياق ذاته ، أعلنت كتائب القسام مسئوليتها خلال المؤتمر عن سلسلة من العمليات الإستشهادية التي نفذها مقاوموها وأحجمت عن الإعلان عنها في حينها لأسباب أمنية. وأعلنت الكتائب مسئوليتها عن عمليات نفذتها "خلية الخليل" القسامية، وهي أربع عمليات نفذها الأسرى شكيب العويوي والمحكوم عليه بثماني مؤبدات، وموسى وزوز والمحكوم بثماني مؤبدات، ومحمد الجولاني والمحكوم بخمس مؤبدات، ولؤي العويوي والمحكوم بثلاث مؤبدات. كما أعلن أبو عبيدة مسئولية الكتائب عن تنفيذ عملية القدس التي نفذها علاء هشام أبو أدهيم، من جبل المكبر بالقدس، العملية التي أستهدفت في السادس من مارس عام 2008م ما يعرف بمدرسة "هراف" الإسرائيلية والتي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة أكثر من 30 آخرين. وأعلن أبو عيدة كذلك مسئولية كتائبه عن عملية "الحرية" التي جاءت رداً على مجزرة أسطول الحرية، حيث هاجم مقاوموا القسام في الخليل في الرابع عشر من يونيو 2010، كما قال، سيارة للشرطة الإسرائيلية على طريق رقم 60 الواصل بين بيت لحم والخليل قرب مغتصبة "حجاي" والتي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي. وفي سياق ذي صلة، تحدث الناطق باسم القسام أن الكتائب نفذت 1115 عملية جهادية رسمية، بخلاف عمليات التصدي المباشرة والمستمرة للقوات الإسرائيلية عندما تتوغل داخل المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية، إضافة لعمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون. وفيما يتعلق بخسائر الإحتلال في عمليات القسام -حسب إعتراف الإحتلال- بلغ عدد القتلى خلال عمليات القسام منذ ثلاثة وعشرين عاما ً1363 قتيلاً إسرائيليا من الجنود والمستوطنين، فيما بلغ عدد الجرحى 6378 جريحاً. أما شهداء القسام، أشار أبو عبيدة إلى أن الكتائب قدمت عبر ثلاثة وعشرين عاماً 1808 شهيدا، منهم 144 شهيداً قبل إنتفاضة الأقصى، و611 شهيداً من بداية الإنتفاضة حتى نهاية عام 2005م، وقد بلغ عدد شهداء القسام منذ بداية عام 2006 وحتى نهاية 2010 1053 شهيداً. ويعرف في أوساط الفلسطينيين أن كتائب القسام هي رائدة العمل المسلح، وأنها تملك عدة وعتادا مميزا مقارنة بباقي الفصائل المقاومة في فلسطين، فيما يتهمها الاحتلال الإسرائيلي مباشرة بالمسئولية عن كافة الأعمال المسلحة المنطلقة من غزة بحكم سيطرتها عليها منذ يونيو 2007.