يبدو أن أحداث إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة لن تنتهي رغم نهاية كل شيء وبدء إنعقاد دورة المجلس الأولي بأداء جميع النواب الجدد يمين الولاء للوطن تحت القبة أمس الأثنين ، فأحزاب المعارضة لازالت غاضبة مما جري في الإنتخابات وسيطرة الحزب الوطني الحاكم علي الأغلبية في المقاعد بعد أحداث دراماتيكية شاهدناها جميعا وكنا في موقف لا نحسد عليه من عدم قدرتنا علي تحريك شيء . والآن تتناوب الأحزاب المعارضة في عقد المؤتمرات والندوات المنددة وإطلاق التصريحات الرنانة وإصدار البيانات التي تهاجم الحزب الوطني وتتهمه بتزوير إرادة الناخبين في الإنتخابات الأخيرة ، ولكن لنا تساؤل مهم يطرح نفسه وهو هل تحرك تلك التصريحات والغضب العارم الذي نراه من أحزاب المعارضة ولو شعرة في رأس النظام الحاكم ؟ وهل هناك ترضيات يمكن بها إسكات أمواج الغضب ؟ أم أنها ستستمر وتتواصل لتقف في النهاية عند اللاشيء ؟ فقد شاهدنا في البداية بعض الأحزاب التي رفضت المشاركة في الإنتخابات من الأساس مراهنة علي أنها سوف تكون مزورة لذا كانت هي الأكثر هدوءا بعد نهاية جولة الإعادة في الإنتخابات لأنها أصابت في قرارها حسبما تري ومنها حزب الغد " جبهة أيمن نور " وحزب الجبهة الديمقراطي والحزب الدستوري وغيرها ، ومنها من شارك في الإنتخابات وأنسحب قبل جولة الإعادة وهنا يظهر حزب الوفد الذي أنسحب بعد ضغط شديد من هيئته العليا ، كما أنسحبت جماعة الإخوان المسلمين وهي ليست حزب سياسي لكنها جماعة لها قاعدة شعبية كبيرة وهناك الحزب العربي الناصري الذي خسر جميع مرشحيه من الجولة الأولي ولم تتح له الظروف أن ينسحب كما فعل الوفد والإخوان ، إلا أن أمينه العام أحمد حسن والنائب له سامح عاشور كانا قد أعلنا في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبيل جولة الإعادة كانا قد أعلنا أنهما كانوا ينوون الإنسحاب لولا خسارة جميع مرشحيهم من الجولة الأولي مؤكدين أن الإنتخابات كانت مزورة بشكل فاضح وعلي صعيد إستمرار أمواج الغضب ألتقي الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد مؤخرا مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع للإتفاق علي تكوين وإنشاء برلمان موازي للبرلمان القائم ، علي أن يكون أعضاء ذلك البرلمان الموازي الذي أسموه " الجمعية الوطنية " ، من خيرة المرشحين لإنتخابات مجلس الشعب الذين تم إقصاءهم من الإنتخابات حسبما يرون، والذين خسروا الإنتخابات حسبما جاء في إعلان اللجنة العليا للإنتخابات ، ويكون دور ذلك البرلمان كشف حالات الفساد وأقتراح القوانين ومواجهة الحكومة بأخطائها أمام الشعب المصري الذي سيكون حكما في كل ذلك وفي إطار أمواج الغضب المتوالية صرح عبد العزيز النحاس عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن ما حدث من الحزب أكبر دليل علي كل الشائعات التي رددها العديد من المنافسين سواء من القوي السياسية الاخري أو وسائل الإعلام حول وجود صفقات مع الحزب الوطني الحاكم وأن قرار الحزب بالإنسحاب من الإنتخابات لعدم النزاهة جاء إنسحابا من أكذوبة كبري ولم يكتفي بذلك بل عمل علي سحب وتجميد كل الأعضاء الممثلين أمام البرلمان. وأشار أن البرلمان الحالي يحمل أكذوبة كبري حيث أن من لا يتعامل مع الشعب فهو ليس برلمان شعب بل هو برلمان للحزب الوطني بتزويره وعدم شفافيته ومن جانبه وعلي صعيد غضب الأحزاب من نتيجة الإنتخابات الماضية أصدر حزب التكافل الإجتماعي بيانا حصلت " مصر الجديدة " علي نسخة منه أدان فيه سياسات الحزب الوطني وسيطرته علي مقاعد البرلمان الجديد وأتهمه بتزوير وتغيير إرادة الناخبين في إنتخابات خلت من الشفافية والنزاهة – حسبما جاء في البيان وجاء في البيان أن حزب التكافل خاض الإنتخابات السابقة بأحدي وعشرون مرشحا لم يفز منهم أحد بسبب أحداث التزوير التي طالت الجميع وما حدث من منع لوكلاء المرشحين من دخول اللجان في الوقت الذي سمح فيه لوكلاء مرشحي الحزب الوطني بالدخول ، كما تعجب الحزب من إشراف 2200 قاضي فقط علي إنتخابات بها 88 ألف صندوق انتخابي ، كما أن الصناديق تذهب في رحلة قبل أن تصل إلي أماكن الفرز وأشار الحزب في بيانه إلي أن الحزب الوطني أهدر الضمانات الأساسية التي أقرها الدستور والقانون المصري ولم يحترم الوعد الذي صدر عن رئيسه ورئيس كل المصريين بنزاهة الإنتخابات .. مشيرا إلي عدد من التجاوزات التي حدثت أثناء العملية الإنتخابية من جميع مندوبي مرشحي الحزب الحاكم كما أتهم حزب التكافل في بيانه الحزب الوطني وحكومته بالإساءة إلي مصر وشعبها وأفسد الحياة السياسية وجعل العالم كله يسخر من مصر ويحقر من شأن شعبها ، كما دعا الحزب إلي حملة إحتجاج شعبية يشارك فيها جميع فئات الشعب التي تضررت من تلك الإنتخابات ، كما دعا إلي عدم الإعتراف بالنتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للإنتخابات ، ودعا أيضا إلي ضرورة محاكمة الحزب الوطني ومحاسبته شعبيا وفي النهاية لا يمكن القول بعد ما أستعرضناه وبعد ما نراه من واقعنا السياسي إلا أن كل ما يجري يؤكد أن تحركات الأحزاب الحالية ما هي إلا زوبعة في فنجان ولا يمكن أن تخرج من الفنجان ولا يمكن أن تحدث شيء في الواقع المعاصر وأن من يردد أن تلك التحركات سوف تصل به إلي شيء فإنه يعيش وهم ، وهذا ليس من باب التشاؤم بل من باب المعرفة بمن تتعامل معه وبواقعك الذي تعيشه