أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن المشهد النهائي للانتخابات البرلمانية فى مصر والتي أجريت قبل أيام قد اكتمل بالتفاصيل ذاتها التي توقعها – ليس فقط المراقبون والخبراء الاستراتيجيون – بل وحتى على مستوى المواطنين العاديين، مشيرة إلى أبرز المظاهر التي باتت أمرا معتادا فى أى انتخابات تدور رحاها فى مصر، وأهمها مشاهد العنف والبلطجة والدماء والتزوير على نطاق واسع وتحت حماية أجهزة الأمن، بالرغم من أن معظم أحداث الانتخابات كانت مرصودة بالصوت والصورة إعلاميا وفضائيا. وذلك فى الوقت الذي بات أيضا من ضمن المشاهد المعتادة تلك الاتهامات التي تصدر عن زعماء المعارضة على اختلاف أطيافها ضد الحزب الوطني الديمقراطي بأنه المسئول الأول عن هذه المشاهد التقليدية للانتخابات المصرية باعتباره المستفيد الأول والوحيد من استمرارها. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس محمد حسنى مبارك ربما يكون قد خفت تأثيره السياسي تحت وطأة ظروفه الصحية التي مر بها فى بداية هذا العام، مما ساهم – ربما – فى خروج الانتخابات المصرية الأخيرة فى أسوأ صورها على الإطلاق. وفى صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تواصلت الاتهامات ضد الحزب الحاكم بانتهاك جميع الأعراف الانتخابية والديمقراطية وذلك على لسان عصام العريان – العضو القيادي بالجماعة "المحظورة" – والذي أكد رفض نتائج الانتخابات التي تم إعلانها بصورة رسمية واعتبرها غير شرعية، بناء على ما أوردته تقارير مستقلة من وقوع عمليات تزوير واسعة النطاق فى مختلف الدوائر الانتخابية خاصة تلك التي نافس عليها مرشحون ينتمون للجماعة مشيرا إلى أن بالرغم من ذلك فإن مرشحي الجماعة مستمرون فى انتخابات الإعادة التي ستجرى فى بعض الدوائر، رغم ثقته فى أنهم سيتم الإطاحة بهم بطرق غير شرعية. واتهم "العريان" حكومة الوطني بالحنث بوعدها بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.