فن السينما ما هو إلا فن طل علينا من أوروبا حيث إشتركت فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية مع بعض الدول الأوروبية فنجد أن هذا الفن قد إجتاز فترة طويلة جدا لكي يصل إلينا. والفيلم السينمائي عبارة عن وسيلة من وسائل التعبير الفني والتعبير عن الذات. أما عن مصطلح السينما فهو مصطلح واسع وشديد العمومية حيث يضم كل ما يتعلق بفن الفيلم من تاريخ ونقد وروايات فالسينما زاد ثقافي وترفيهي في نفس الوقت وذلك يجعلها تصل لكافة المستويات لكونها فنا سمعيا وبصريا. ولكن من جانب أخر نجد أن السينما سلاحا ذو حدين فقد تكون آداة هامة في تغيير المجتمع وتنمية الوعي الثقافي ولكن في نفس الوقت قد تكون آداة من آدوات الإعلام غير الصادق أو إرساء الخلق غير الصحيح. وبسبب ذلك التأثير الوجداني والعاطفي الذي تملكة السينما كوسيلة إتصال وإعلام وترفية وتوجيه أيضا , ظهر ما يسمى بالرقابة السينمائية فعلى الرغم من أهمية الدور الذي تقوم به الرقابة إلا أنها مازال لها مؤيديين ومعارضين فالبعض يقول أنها وظيفة سلبية والبعض الأخر يقول أنها تحد من حرية التعبير فجاء البعض يطالب بإلغاء الرقابة على الأفلام. ومن ناحية أخرى فإنه على الرغم من التاريخ الطويل للسينما و الأفلام العربية أو بالأخص الأفلام المصرية إلا إنها لا تزال بعيدة كل البعد عن الوصول للعالمية, حيث نجد أنه حتى الأن لم يحظ أي فيلم مصري بأكبر جائزة عالمية وهي جائزة "أوسكار" وهذا ما يجعلنا نتسائل سؤال في غاية الأهمية وهو: أين السينما المصرية من السينما العالمية؟ وما الذي ينقص الفيلم المصري حتي يصل إلى السينما العالمية؟ يمكننا القول ان هناك الكثير من المعوقات التي أضعفت الفيلم المصري بشكل خاص أو العربي بشكل عام من الوصول للعالمية, وهي تكمن في النواحي الفنيه التي يفتقدها الفيلم المصري وذلك على مستوى السيناريو والإخراج والمعالجة التصويرية فضلا عن عامل الإقتباس, فهو ليس عيبا ولكن العيب هو أن الفيلم يعاني من عدم التكاملية بمعنى أننا لو وجدنا فيلما جيدا على مستوى السيناريو فقد يكون فيه خللا في الإخراج وإذا وجدنا الإخراج جيد فقد يكون الخلل في التصوير. فالسيناريو حاليا أصبح يفصّل على البطل أو البطلة ويقفد المنهج العلمي في كتابته مما يضعف السيناريو الذي يعتبر العامل الأساسي في نجاح الفيلم أو العمل الفني. وهذا هو القائم الان في السينما المصرية حيث أصبحت ضعيفة السيناريو ورديئة في عرض فكرته بشكل جيد. فكيف لنا أن نصل للعالمية وجائزة أوسكار بمثل هذه الأفلام, فعلى الرغم من وجود الكثير من النجوم المصريين الذين وصلوا للعالمية وذلك منذ فترة بعيدة وكان على رأسهم المخرج الراحل " يوسف شاهين" وأيضا الفنان " عمر الشريف" وحديثا نجد الفنان " خالد النبوي وعمرو واكد" فقد يعطينا كل هذا أملا في الوصول للعالمية في يوم من الأيام ولكن سوف يحدث ذلك إذا تغير حال السينما وأصبح نظيفا وهذا مايؤكد عليه المفكر " سيد ياسين" الذي يقول أن السينما المصرية لم تصل إلى العالمية إلا إذا كانت ذات سيناريو هادف قادر على تقديم المعلومة بشكل جيد للجمهور وأن يكون الإخراج والتصوير قادرين على المعالجة الفنية للموضوع ,فهذه هي أدوات الفيلم الجيد. ثم يأتي متفقا معه الروائي "إدوارد الخراط" الذي يقول إن المحلية و الإهتمام بالواقع ومعالجتة بشكل جيد في سيناريو جيد قد يكون سبيلنا الوحيد لوصول للعالمية , بدلا من الأفلام التي اصبحت تتحدث عن التحرش والجنس والمراهقة بطريقة عشوائية أفسدت السينما المصرية وأحطت من قدرها. ومن ناحية أخرى نجد المخرج" أحمد وهدان" يرى أن الأفلام المصرية الأن بها نوع من الخمول والركود ولا يوجد بها أفكار جديدة حيث إكتفت بالكوميدي والتراجيدي والرومانسي فقط, ولكي نصل للعالمية لابد من أن نقدم سيناريو هادف يهتم بقضايا المجتمع مثل الأفلام الأوروبية. وأكد الفنان " محمود ياسين " اننا فاقدين لخامة السيناريو الجيد ولكن يوجد مخرجين جيدين ما ينقصنا فقط هو وجود إنتاج جيد ووسائل فنية جيدة