الدكتور حاتم سحب ملف أبنته من المدرسة التى سبق وألحقها بها وكذلك المصروفات التى قام بدفعها منذ شهر، وعلل أن سبب ذلك خوفه من احتمال إصابة ابنته بمرض أنفلونزا الخنازير نظرا لأنه طبيب ويعاين بنفسه الزيادة فى أعداد المصابين بالمرض فى أقسام الحميات ويقول إن كثيرون من زملائه ينتابهم نفس الشعور، ومنى أيضا سحبت ملف ابنها ومصروفاته خوفا من تعرضه للإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير. أما إلهام (ربة منزل وخريجه كلية التجارة ) فتقول إنها سوف تمنع أبنها الذى يذهب للحضانة فى (كى جى تو) من الذهاب وأنها سوف تحضر مدرسة الفصل لتعليمه فى المنزل . وأحمد محاسب قانونى قرر أن يمنع ابنه الذى يدرس بالصف الأول الإعدادى من الذهاب إلى المدارس . وكثير من أولياء الأمور الذبن توجهوا إلى المدارس للاستفسار عن مواعيد الدراسة وحقيقة ما أشيع حول إلغائها من عدمه ، عبرّوا عن استيائهم وتخوفهم من تلك الاستعدادات التى يتحدث عنها كل من وزيرى التربية والتعليم والصحة حيث أنهم لا يجدون تلك الاستعدادت التى تكلم عنها الوزيران على أرض الواقع ، ولكن تقابلهم حالة من الغموض تسيطر على قطاع التربية والتعليم فى الحديث عن الغاء الدراسة من عدمه والاستعدادات لمواجهة المرض بين التلاميذ. وقال عمر حسين أحد أولياء الأمور إنه لا يعرف ماذا يفعل فى ظل حالة الغموض هذه والتى تزيدها كآبة حالة الركود الاقتصادى والأزمة المالية فهو لا يستطيع أن يتخذ قرارا ومتردد هل يشترى ملابس الدراسة ؟ هل يدفع مصاريف المدرسة ؟ وما هو مصير ابنه هذا العام فى الدراسة خاصة بعد حالة الذعر التى تسببت فيها وسائل الإعلام ووزارة الصحة فى حديثيهما عن خطورة مرض أنفلونزا الخنازير . بينما يعرب محمد شعبان صانع أحذية عن استيائه بسبب السلبية التى تتعامل بها المدارس مع أولياء الأمور فى الحديث عن استعدداتها لمواجهة مثل هذا الخطر فى ظل حالة الفزع التى نشرتها وزارة الصحة فى الحديث عن انتشار المرض فى المدارس وتصويره أنه قادم لا محالة. وأكد شعبان أن الحكومة لا تشعر بحالة الغليان التى تسيطر على أولياء الأمور ويعبر عن هذا قائلا: "هنلاقيها من المدارس ولا الخنازير ولا الدروس الخصوصية .. حرام على الحكومة اللى بتعمله فينا دا" شكاوى أصحاب المدارس والمدرسين على جانب آخر هناك حالة من القلق تنتاب أصحاب المدارس الخاصة فى ظل تكرار الحديث أكثر من مرة عن إلغاء السنة الدراسية هذا العام. ويقول شريف عباس رئيس مجلس إدارة مدارس سحاب بالهرم أنه يواجه ضغوط حيال ما أشيع عن إلغاء السنة الدراسية هذا العام خاصة وأنه لا يدرى ماذا يفعل فى حال إلغائها ..هل يستغنى عن نسبة من المدرسين والعمالة لديه ؟ وكيف يستطيع سد رواتب المدرسين إذا لم تتم العملية الدراسية هذا العام؟ وطالب عباس وزارة التربية والتعليم بأن تكف عن الحديث عن إلغاء الدراسة لأنه أثر سلبيا على طلبات التقديم فى المدارس الخاصة وأن هناك حالة من الركود تسيطرعلى قطاع التعليم الخاص فى المدارس والجامعات قد تدفع أصحاب تلك المعاهد والمدارس بتسريح كثير من طاقم التدريس والعمالة لديهم مما يؤدى الى انتشار البطالة. ويقول الدكتور محمود الطيب صاحب مدارس الأهرام بشارع الملك فيصل أن حركة الركود فى التقديمات هذا العام جعلت المدرسة غير قادرة على تشغيل عمالة جديدة وأنه فى حالة استمرار هذا التراجع سوف تضطر المدرسة عن الاستغناء عن عدد كبير من العمالة ~، وننتقل من شكاوى أصحاب المدارس الى شكاوى المدرسين ، يقول حسين المدرس فى مدارس الاورمان الخاصة بالجيزة عن قلقه حيال تهديدات إدارة المدرسة بتسريح أكثر من 60% من المدرسين فى المدرسة هذا العام فى حال الغاء الدراسة بسبب أنفلونزا الخنازير ،داعيا وزارة التربية والتعليم باتخاذ اللازم فى حال اتخاذ هذه الاجرءات التعسفية من اصحاب تلك المدارس حيث لديهم بيوت وعندهم التزامات وايجارات وظروفهم لا تطيق. كما اعتبرمجموعة من المدرسين فى عدد من المدارس العامة والخاصة أن قرار الغاء الدراسة هذا العام هو "خراب بيوت" حيث أن رواتبهم لا تكفيهم لسد احتياجاتهم خاصة وأن مصدر رزقهم يعتمد على الدروس الخصوصية وأنهم يرون أن وسائل الأعلام هى السبب فى الترويج لإلغاء الدراسة وإشاعة الخوف من مخاطر انتشار أنفلونزا الخنازير فى المدارس لافتين إلى أن هناك أماكن أكثر خطورة فى انتشار المرض مثل وسائل المواصلات المزدحمة ومترو الأنفاق والمصالح الحكومية فلماذا لم نسمع عن الغاء المواصلات وإغلاق المترو أو أى مصلحة حكومية. وقال أحد المدرسين ويدعى على هندى أنه يعتمد على الدروس الخصوصية فى فتح بيته وأن راتب الحكومة لا يكفيه ولا يمكن لها ان تعوضه عن دخله الذى يزيد عن خمسة الآف جنيه شهريا فى حال الغاء الدراسة مشيرا إلى أن المدرسة هى سبوبة بالنسبة له فى الإعلان عن بضاعته واستقطاب زبائنه من الطلاب. وتعقيبا على تصريحات وزير الصحة حاتم الجبلى بأن الخطر الحقيقى هو انتشار أنفلونزا الخنازير لا محالة فى المدارس، و أن الانتشار الأكبر سيكون فى نوفمبر، ودعوته إلى تداول المعلومات بشفافية كاملة حتى يمكن الحد من انتشار المرض ورصدت "مصر الجديدة" حالة فوبيا الخوف من الغاء السنة الدراسية هذا العام التى سيطرت على مديرين المدارس فى محافظتى القاهرة والجيزة حيث رفض المديرون التحدث عن أى شيئ يخص الاستعداد لمواجهة أنفلونزا الخنازير فى المدارس معللين ذلك بأن هناك تحذير شديد اللهجة من وزير التربية والتعليم من تحدث أى مدير مدرسة لوسائل الاعلام فى اى موضوع وان هناك جزاءات شديدة تنتظر من يخالف الأوامر. وأشاروا إلى أنهم لا يعرفون أى معلومات عن خطة الوزارة لمواجهة المرض فى المدارس إلا الحديث عن تخصيص غرفة عزل فى كل مدرسة فى حال ظهور أى حالة كما أشيع فى الصحف و تعليق بعض اللافتات الورقية على جدران المدارس والتى مكتوب عليها بعض الإرشادات الوقائية للحد من انتشار المرض لا غير. كما أنهم رفضوا الحديث عن خطة وزارة التربية والتعليم فى حال الغاء الدراسة هذا العام وأكدوا أنه ليس لديهم معلومات حتى الآن عن الأشياء البديلة فى حال الغاء الدراسة أو كيفية التعامل مع الطالب فى المنزل أو كيفية تأدية امتحانات الشهور أو نصف العام أو تقويم الطالب أو طريقة متابعة التلاميذ وغيرها من الأمور التعليمية. وانتقالا من وصف حالة الفزع التى تسيطر على أولياء الأمور وأصحاب المدارس تنقل "مصر الجديدة" الاستعدادات الأخيرة لمواجهة المرض من جانب وزارتى التعليم والصحة. خطة وزارتى التعليم والصحة لمواجهة المرض اجتمع الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم ووزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى مع جميع المديريات والقيادات التعليمية والصحية عبر شبكة الفيديو كونفرانس بوزارة التربية والتعليم لبحث آخر الاستعدادات لمواجهة أنفلونزا الخنازير والاستعدادات لبدء الدراسة يوم 3 أكتوبر ومناقشة أية معوقات فى إتمام الاستعدادات ومتطلبات المرحلة القادمة. وأكد الجمل أنه تم التنسيق الكامل مع وزارة الصحة والمحافظين وتم ارسال كل ما يتعلق بالتعليمات والإجراءات المطلوبة لمواجهة المرض وقد أكد علي ضرورة توفير كافة الإمكانيات بجميع المدارس من حيث إعداد المدرسة بشكل جيد من الصيانات البسيطة المتعلقة بدورات المياه وتوفير المياه وتطهير المدارس وخاصة خزانات المياه ومتابعة المدارس وخاصة التى ليس بها شبكة صرف صحي ومراجعة حالات المقاعد واستبعاد التالف منها حيث تم اعتماد 40 مليون جنيه من صندوق دعم المشروعات التعليمية وسوف تقوم هيئة الأبنية التعليمية بتوزيعها علي المحافظات لتصرف علي هذه الاجراءات. وأكد أن تأجيل الدراسة جاء فرصة للمراجعة والإعداد وتنفيذ خطة المحافظات لمواجهة المرض والتي سوف يتم مراجعتها مع السادة المحافظين لضمان توافر الموارد البشرية والمالية اللازمة لها. وأكد الدكتور الوزير علي أهمية المتابعة الجادة من خلال الوزارة والمديريات الصحية بالمحافظات للتأكد من مياه الصرف الصحي والصحة العامة بالمدرسة ووصول الحقائب الإرشادية التي أعدتها وزارة الصحة وتوزيعها والتأكد من وضع الملصقات بشكل واضح في المدرسة والفصول والكتيبات ويقوم قطاع الكتب بالوزارة حاليا بطبع هذه الكتيبات الخاصة بالمرض وطرق الوقاية والعلاج علي أن تكون مع كل طالب مع بداية العام الدراسي. كما أكد عليضرورة أنيكون أول أسبوع للتوعية بالنسبة للعاملين بالمدرسة وأولياء الأمور من خلال مجالس الآباء ولذا فقد تقرر استمرار مجالس الأمناء هذا العام في مواقعهم لضمان استمرار جهودهم في متابعة ما يتم من محاضرات التوعية. وأكد الدكتور الجمل استمرارا لدعم لضمان الإعداد للصيانة والمتابعة طوال العام فقد تقرر أن تكون نسبة الصيانة في الرسوم المدرسية في المدرسة بنسبة 100٪ لضمان استمرار الصيانة لدورات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة طوال العاموجانبه صرح الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة انه تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ الاجراءات الوقائية لحماية العاملين بالحقل التعليمي والطلاب من شبح انفلونزا الخنازير وتشمل الإجراءات العمل بمبدأ الشفافية وعدم الخوف من الإعلان عن إصابة تلميذ بفيروس »H1n1« مشيرا إلي أن قرار إغلاق المنشأة التعليمية يمر بمراحل يحددها عدد المصابين فغلق الفصل يتم في حالة إصابة طفل واحد بالمرض لمدة اسبوعين وإغلاق المدرسة يتم في حالة إصابة أكثر من طفل بالمدرسة بالمرض وقال الوزير خلال اللقاء المشترك مع الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم في الحوار بالفيديو كونفرانس والعاملين بالتعليم علي مستوي الجمهورية أن وزارة الصحة وفرت عقار التاميفلو بالمدارس والإدارات الصحية وسيتم علاج المصابين بالتعاون مع مديري الإدارات التعليمية بالاتصال المباشر مع إدارات الصحة وطالب الوزير المدرسين بعدم التعامل بالخوف والعنف مع الطفل المصاب وأن يتم إطلاق اسم حجرة الكشف أو الاستراحة بدلا من العزل لعدم التسبب في الفزع بين الأطفال وأن يتم أخذ حرارة المصاب ومسحة من الحلق والسماح له بالعودة للمنزل ليتم علاجه بالعزل في حجرة منفصلة لمدة اسبوع مع الراحة كما طالب الوزير المدرسين بالتوعية علي الطلاب باصطحاب قطعة شاش صغيرة وصابونة يوميا لتنظيف الأيدي. وأعلن الوزير أنه لن يترك مراكز الدروس الخصوصية دون التأكد من سلامة المكان المخصص لإعطاء الطلاب الدروس حتي لا يتم انتشار عدوي انفلونزا الخنازير بعيدا عن الرقابة وسيتم ملاحقة المراكز بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم والمحافظات وأكد الوزير أن الخطر الحقيقي لانتشار الفيروس سيتم فيشهريديسمبر ويناير القادم مع انخفاض درجة الحرارة وأكد الوزير أن الخوف الحقيقي من المرض يكمن في الهلع لما قد يحدث من وفيات مثلما حدث عام 1918 إلا أن الحقيقة عكس ذلك فنحن في عام 2005 ويوجد دواء ووسائل نقل معلومات. كما أكد الوزير أن 20٪ من سكان العالم سيصابون بفيروس »H1N1« وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية وأكد الوزير أنه سيتم استيراد 80 ألف جرعة تطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازير في أكتوبر المقبل والباقي في شهر مارس البالغ عددها 5 ملايين جرعة تطعيم وأكد الوزير أنه لن يتم التسرع في التطعيم ضد المرض إلا بعد التأكد من عدم وجود آثار جانبية للمرض عالميا لمنع حدوث أية أعراض نحن في غني عنها.