دعا كتاب صادر عن المركز القومي للترجمة كلا من البنك الدولي وصندوق النقد الدوليين إلى إعادة النظر في أدوارهما في البلاد النامية. وطالب الكتاب الذي يحمل عنوان : " قلاع العولمة .. عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي " الذي ألفه نيري وودز، وترجمة محمد رشدي سالم طالب المؤسستين بأن تكونا ديموقراطيتين أكثر. ويقدم الكتاب بحسب مقدمة المؤلف : " العلاقة بين القوى السياسية ورجال الاقتصاد ، والحكومات المقترضة في إطار عمل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهو يشرع في الكشف عن الطريقة التي تدفعهما بها السياسة والأيديولوجية والأمور الإقتصادية ، وهو يفسر لماذا تقوم المؤسستان بما تقومان به من أعمال ، وكيف يتعلمان أو يفشلان في التعلم من نجاحاتهما وفشلهما في أمور معينة ، وكيف تطور سلوكهما بمرور الوقت . ويركز الكتاب على علاقة الإقراض بين المؤسستين وليس على دور أي مؤسسة منهما في مراقبة العلاقات بين الدول الصناعية، لافتا إلى الأختلاف الكبير بين المؤسستين في الحجم وبيئات العمل والثقافات وظروف النشأة وآليات العمل، وعلى الرغم من الإقرار بهذا الاختلاف إلا أن المؤلف يتوقف مليا لرصد ما يعتبره " تآكل أدوار وتلاشي الفروق بين المؤسستين " من حيث إنهما تتوليان خدمة نفس العملاء تقريبًا، كما أصبح نصيب الأسد في عملهم هو التنمية والإنشاء واقتصاديات التحول أو مراحل الانتقال، ملاحظًا كيف فقد صندوق النقد الدولي دوره الأول في إدارة نظام تبادل أسعار. ويرصد الكتاب كيف أن المؤسستين منشغلتان في المقام الأول بالإقراض المشروط وبرغم الإختلافات البنك والصندوق في الأسلوب فإن المسؤلين في المؤسستين، مشغولون بأربعة أنشطة رئيسية هي: الأبحاث وتوزيعها ونشرها على نطاق واسع ، سياسة فرض شروط ملحقة بالقرض والدين وتقديم النصائح الفنية ، والتمويل في حالات الطوارئ وإدارة الأزمات ، تمويل التنمية وصندوق الدين طويل الأجل . ويتوقف الكتاب أمام النقد الموجه للمؤسستين من حيث ما يملكانه من سجل للكوارث، وعجز عن أداء عملهما ويتتبع الكتاب نشأة المؤسستين في ضوء هذه التصورات مع دراسة و آليات عملهما في بلاد بعينها ( المكسيك وروسيا وجنوب الصحراء )، منتهيا إلى القول: بأن المؤسستيين مطالبتين بأن تكونا ديموقرايطتيتين أكثر، وأكثر عرضة واستعدادً لتحمل المسؤلية طالما بدأتا التدخل في العمل السياسي داخل البلاد التي يعملان فيها. ومن ثم فإن رسالة المؤسستين بحاجة إلى إعادة تعريف.