يري محللون سياسيون لبنانيون أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم للبنان تحمل الكثير من الرسائل والمعطيات التي تعبر عن مستقبل العلاقة الإيرانية الشرق أوسطية في المرحلة القادمة في مواجهة الكيان الأمريكي والطموح الإسرائيلي .. مؤكدين أن الزيارة تحمل طابع التحدي للمخابرات الإسرائيلية التي ردد البعض أنها ربما تحاول اغتيال الرئيس الإيراني بصحبة الشيخ حسن نصر الله ، كما تحمل إستعراضاً للقوة الإيرانية في رسالة واضحة الإدارة الأمريكية التي تتابع الخطوات الإيرانية وسط استعدادات حذرة لضرب القلب الإيراني ومنع امتلاك طهران للقنبلة النووية . ويري المحلل السياسي اللبناني علي الأمين الخبير في الشئون الإيرانية " كما ذكرت جريدة النشرة " أن زيارة الرئيس الإيراني تعتبر زيارة لتتويج فصل جديد من التوسع وترسيخ النفوذ الإيراني في المنطقة بعد العام 2005- 2006 ، قائلاً : " نجاد اليوم هنا للاحتفاء بما حققه حزب الله في حرب تموز 2006 وما حققته إيران وحزب الله سياسيا خلال الأربع سنوات الماضية ، وهو هنا ليعلن للعالم ومن الحدود مع إسرائيل أن إيران هي صاحبة دور أساسي في لبنان ". ويرى الأمين أن الجمهورية الإسلامية إيران ستوجه رسالة للخصوم والحلفاء علي حد سواء وعلى رأسهم سوريا لتقول لها أن قواعد اللعبة تغيرت بعد العام 2005 فلم تعد طريق إيران إلى لبنان تمر عبر سوريا بل أصبحت وجهتها مباشرة إلى بيروت ، خاصة أن سفارتها في لبنان باتت تشكل أحد أهم وأبرز السفارات على مستوى المنطقة، فالنفوذ الإيراني في المنطقة لم يعد مشروطا بالطريق السوري .. مشيراً إلي أن الزيارة فيما تتخذ طابعا احتفاليا تتخذ أيضا طابعا استعراضيا فالرئيس نجاد يقف واثق الخطى على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وعلى حدود إسرائيل للتعبير عن نفوذ إيراني بعيد كل البعد عن استفزاز العدو الصهيوني. ومن جانبه أكد خليل فليحان المحلل السياسي أن العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف يتم طرحها كملف أساسي في لقاء الرئيس الإيراني بالمسئولين في لبنان ، خاصة أن لبنان عضو غير دائم في مجلس الأمن وبالتالي يترتب عليه أكثر من التحفظ عن التصويت ضد هذه العقوبات ويمكن أن يكون لها دور مهم يصب في صالح طهران. ويؤكد المحلل السياسي اللبناني أنه من الطبيعي أن ترسل جمهورية إيران الإسلامية مجموعات أمنية مسبقاً للتنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية ، لتأمين زيارة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له لبيروت مستبعدا حدوث أية أعمال تخريبية نظرا للاحتياطات القصوى والإجراءات الأمنية المشددة المتخذة لتأمين الضيوف.