جاء حوار أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصى للزعيم الليبى العقيد معمر القذافى والمنسق العام للعلاقات الليبية المصرية للتلفزيون المصرى مخيباً للآمال التى كانت متوقعة، فعلى مدار أكثر من ساعة فتح فيها عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار كل الملفات الشائكة والغامضة التى تمس المصريين فى ليبيا، جاءت ردود قذاف الدم أكثر غموضا من الأسئلة التى يستفسر عنها المناوى، فعن حقيقة لقب "أمير المؤمنين" الذى أطلقه معمر القذافى على نفسه، قال قذاف الدم: هذه حقيقة وليست هراء وبشهادة رجال الدين والشرع قبل الجمهور والأعوان الخارجيين, حيث أن الرئيس القذافى هو الرئيس العربى المسلم الوحيد الذى يحفظ القرآن كاملاً كما أننى أتحدى ان يظهر أى رئيس آخر يستطيع تسميع ولو جزء صغير من القرآن، لذا فهو أحق وأجدر بهذا اللقب. أما عن لقب "ملك الملوك" فهذا اللقب قد منح للقذافى من جموع القبائل الأفريقية بعد أن قام معمر القذافى بمساعدة الدول الأفريقية والقبائل من التحرر، فهو المسئول العربى الوحيد الذى أستطاع أن يوحد هذه القبائل على مدار سنوات، كما أنه زار وطاف كل بقعة فى أفريقيا، وحين أقام القذافى أول مؤتمر لتوحيد القبائل الأفريقية نصبوه ملك الملوك, وأضاف قذاف الدم: إن هذه الألقاب أرفع و أجدر من الألقاب الرسمية أو الدولية فالألقاب الجماهيرية هى التى تدوم وهذه الألقاب ليست هراء بل هى حقيقة، فلن يستطيع أى شخص فى العالم أن يجمع هذه القبائل على كلمة سواء واحدة بسبب الصراعات الأزلية التى بينهم منذ فجر التاريخ. وعن عقوبات الإعدام التى تنفذ فى حق العديد من المصرين العاملين فى ليبيا قال قذاف الدم: أننا فى ليبيا كنا مستائين من الإعلام المصرى المتحامل علينا فهناك قوانين والجميع يخضع لها والحقيقة أن هذه الحالات لا تمثل ظاهرة أو قضية فعدد المصريين الذين صدر ضدهم أحكام أعدام هم ثلاثة فقط من بين 2 مليون مصرى يعملون فى ليبيا، كما وصل عدد أحكام الاعدام فى ليبيا على غير الليبيين إلى 57 شخصا من جميع الجنسيات. واختتم قذاف الدم رده على هذا السؤال بصورة تهمكية حين قال للمناوى: "هل الذى يقوم بجريمة قتل عامدا متعمدا فى مصر تحضرون له شيكولاته؟!". وعن الإجراءات المشددة التى أجرتها ليبيا مع مصر بترحيل أكثر من 30 ألف مصرى من العاملين فى الأراضى الليبية، قال قذاف الدم: ترحيل المصريين من ليبيا ليس له أى دوافع سياسية، فهؤلاء من الوافدين بطرق غير شرعية سواء للاستقرار فى ليبيا أو للهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا, مضيفا أن هذا الإجراء لا يعنى إستغنائنا عن العمالة المصرية، فنحن فى حاجة ماسة للآلاف من الأيدى العاملة المصرية فلدينا سوق واعدة. وعن المضايقات التى تقوم بها السلطات الليبية نحو المصريين العاملين بعقود مؤقتة بإستقطاع جزء كبير من أموالهم، نفى قذاف الدم ذلك قائلا: ليس من المعقول ان نقوم بأخذ حقوق الغير فهذه النقود من حقه وأجتهد فى جمعها ولا توجد دولة فى العالم تتعامل بهذه الطريقة وإلا فلن يدخل على أرضها أحداً، وأتحدى أن يكون هناك ولو حالة واحدة تم تطبيق هذا الكلام عليها إلا فى حالات النصب فقط. وعن أسباب إقامة العديد من المشاريع فى محافظتى الفيوم ومرسى مطروح بالتحديد دون سواهما، وإقامة المهرجانات الدعائية التى تؤكد الوجود الليبى فى هاتى المحافظتين، قال: هذه مشاريع خدمية تبرعية من ليبيا لأخواننا المصريين إلى جانب أن هاتين المحافظتين من أفقر المحافظات المصرية وبها ندرة فى المشاريع، إلى جانب أمر ثانوى ان ساكن وقبائل الفيوم ومطروح من أصهارنا وبنى عمامنا ومازالت العلاقات متواصلة منذ عشرات السنوات قبل ترسيم الحدود. وأكد قذاف الدم أن هذه المشاريع خدمة خيرية فقط ولا يوجد ورائها أى دوافع سياسية كما يدعى البعض. وأختتم الحوار بسؤال صريح ومباشر لقذاف الدم وهو: "هل هناك أسباب خفية وراء الافراج عن عبد الباسط المقراحى المتورط بتفجير طائرة فى أسكتلندا؟"، ورغم ترديد السؤال أكثر من ثلاث مرات إلا ان قذاف الدم أصر على أن من أفرج عن المقراحى هو الله!!