التدخين، ذلك السم الذى ندفع ثمنه ونحن بكامل قوانا العقلية، والذى يفتك بجسد من يتعاطاه ببطء، والذى قال عنه الاطباء "انه اخطر من مرض الايدز على البشرية". وبعد ان كان التدخين يُمارس بشكل فردي، اصبح اليوم يمارس بشكل جماعي، واذا اردت الذهاب الى احد المقاهى لتستريح بعض الوقت وتحتسى كوباً من الشاى او كأساً من القهوة أو العصير وكنت غير مدخن، فأنك ستجبر على التدخين رغم انفك او تضطر لمغادرة المكان والبحث عن غيره، هذا اذا وجدت مكانا يخلو من المدخنين، فقد اصبح التدخين فى هذا العصر نوعا من انواع "البرستيج" او الموضة عند الصغار والكبار والشباب والبنات ولهذا فإن التدخين فى المقاهى بات اشبه بانتحار جماعى مع سبق الاصرار والترصد. قبل ايام دعانى احد الأصدقاء للذهاب معه لأحد المقاهى لاحتساء القهوة ولكن عندما وصلنا الى ذلك المقهى كانت المفاجأة الكبرى فقبل دخولى من باب المقهى شاهدت منظرا "عجيبا"، غيمة كثيفة من الدخان بالداخل وكأن هناك حريق فى المكان، ولكن وبعد لحظات اكتشفت ان هذه الغيمة لم تكن سوى دخان الاراجيل فى داخل المقهى. عدد كبير جدا من الشباب العاطلين عن العمل يجلسون فى هذا المقهى، ولا يوجد طاولة إلا وعليها ارجيلة او اكثر ومن كثرة الدخان الخارج من هذه الاراجيل تبدو لك الرؤية شبه معدومة والأكسجين ايضا كذلك، ومن حسن حظى وسوء حظ المدخنين كنت احمل كاميرا التصوير الخاصة معى فاستأذنت من صاحب المقهى ومن بعض الشباب بأن اقوم بالتقاط بعض الصور فأخذت مكانا قريبا من المدخل وانتظرت الى ان سمح لى الوضع بأن اقوم بالتصوير فإنه منظر يستحق التصوير انه انتحار جماعى مع سبق الإصرار والترصد هذا اقل ما استطيع وصفه واذا قدر لك وكنت ومن غير المدخنين وذهبت الى هناك فأنك ستجد نفسك داخل محرقة للدخان ولن تستطيع البقاء كثيرا. الى متى سنبقى نمارس هذه العادة السيئة بالرغم من تأكدنا من ضررها الصحى والاقتصادي، وما الذى يمكن أن تفعله تلك الأموال الطائلة التى تصرف على التدخين فى إنقاذ الشعوب المحتاجة؟. عن وكالة معا الاستاذ محمد الحميدي..... بتصرف