مرة أخرى أكتب عن أحكام الأعدام، مرة أخرى أجد أن ما يحدث هو ضرب من الجنون، ومرة أخرى اسأل نفسى أمامكم وربما فعلتم مثلى مرارا وتكرارا هل هؤلاء هم أبناء مصر؟، جيرانى وجيرانك، زملائى وأصحابى وأصحابك.. هل هؤلاء الذين نرى صورهم ونقرأ أخبار تحويل أوراقهم للمفتى الذين كنا نعرفهم ودعاء هادئين مطمئنين لقضاء الله وقدره راضين برزقهم منذ خمس أو ست سنوات على الاكثر؟، ما الذى دفعهم للجريمة العنيفة؟!، ما الذى وضع ظهرهم للحائط؟!، ما الذى قاد قاتل هبة ونادين لارتكاب الجريمة؟ وأى شيطان دفع مهندس مصر الجديدة لجز رقاب أولاده وزوجته ومحاولته الانتحار قبل أن يموت كمدا وقهرا بعد الحكم عليه بالإعدام؟، وما هى الظروف التى خمرت فكرة القتل فى رأس الخادمة التى شاركت زوجها فى قتل مخدومتها مسئولة الائتمان فى بنك مصر؟! ليس هناك إلا رابط واحد فى كل تلك الجرائم وغيرها الكثير التى أستحق أصحابها عليها الإعدام وهو المال.. ليس بحثا عن الثراء ولكن بحثا عن البقاء والحياة. ولا ألتمس عذرا لهؤلاء المجرمين فيما اقترفوه على الاطلاق لكن فقط أنبه إلى أن هناك مجرمون آخرون مرشحون لارتكاب مثل هذه الجرائم ومجرمون أكثر منهم إجراما دفعوهم لارتكابها، لكنهم لم يحالوا للقضاء ولن ينالوا ولو عقوبة السجن على جريمة سحق الفقراء التى ترتكب كل يوم تحت سمع وبصر الجميع!