كل سنة.. وأنت أكثر أماناً مع نفسك.. وأبلغ يقيناً وإيماناً بالله رب العرش العظيم. طبعاً.. لن أضيف جديداًَ إذا قلت إن شهر رمضان.. هو شهر الرحمة والسلام.. والتعاطف الوجداني.. والانصياع البات والقاطع لتعاليم الواحد القهار.. فتلك الكلمات تتردد علي أسماعنا ليل نهار من خلال الفضائيات التليفزيونية والمواقع الإليكترونية وأحاديث رجال الدين عبر الصحف والمجلات وداخل دور العبادة. لكن.. ما أود أن أؤكد عليه أننا بحق في حاجة إلي أن تتصافي قلوبنا وتتعانق أفئدتنا بمحبة خالصة وشفافية لا تقبل المزايدة أو المساومة. نريد أن نبدأ عهداً جديداً في كل شيء.. في المعاملات الاقتصادية.. والعلاقات الاجتماعية والإنسانية.. حتي الإصلاح السياسي نتمني أن نقيم صروحه عن قناعة ما بعدها قناعة واعتراف فائق بقدراتنا وإمكاناتنا وظروفنا الخاصة والعامة. في نفس الوقت.. يجب أن نعترف بأن ثمة مشاكل تعترض طريقنا.. وليس هذا عيباً أو تقصيراً من جانب أي طرف من أطراف المعادلة.. بل العيب كل العيب أن نكابر أو أن نلف وندور حول الحقائق.. فمثل ذلك النهج لا يؤدي إلا لمزيد من الأزمات والتعقيدات. ها هي معدلات التضخم تزداد يوماً بعد يوم.. ومعها ترتفع أسعار السلع الضرورية وغير الضرورية.. وبديهي حينما نستقبل الشهر الكريم بينما مواردنا لا تكفي احتياجاتنا.. فلابد أن يعترينا القلق وأن نتلفت حولنا محاولين البحث عن حلول جادة.. وإيجابية.. وواقعية. صدقوني.. التصريحات الوردية لم تعد تجدي.. فما أسهل أن ينافق كل منا الآخر.. وما أيسر أن نوزع الوعود يميناً ويساراً.. لكن في النهاية يبقي الواقع القائم الذي يطل علينا بغير مجاملة ودونما مبادرات بالتذويق.. أو التلميع..!! من هنا.. لا مناص أمامنا من العمل.. والعمل الجاد.. وزيادة الإنتاج في شتي المجالات. قد تسألني.. ولك الحق.. كل الحق: * من أين تأتي زيادة الإنتاج.. بينما العديد من المصانع قد أغلق أبوابه فتشرد العاملون.. وضاعت من بين أياديهم خيوط الأمل.. وانحصر جل همهم في البحث عن وسيلة لإيجاد لقمة العيش..! وردي علي ذلك.. أن تلك كلها ظواهر وقتية لابد وأن تتواري إن آجلاً أو عاجلاً.. وحتي نصل إلي تلك النتيجة.. يجب أن نجلس معاً.. نتناقش بحرية.. ونتحاور وقد خلصت نوايانا.. وتأكدوا أننا مع الشهر الكريم الفضيل.. سوف نصل إلي الغايات التي نصبو إليها جميعاً..! نحن دائماً نقر ونعترف بأن أي إصلاح اقتصادي يخلف آثاراً سلبية.. وقد حاولنا علي مدي السنوات الماضية مواجهة تلك الآثار.. والحمدلله حققنا نسبة عالية من النجاح.. لكن شاءت الظروف أن حلت الأزمة العالمية تتحدي.. وقبلنا التحدي.. ومع ذلك مازلنا.. شأننا شأن غيرنا في حاجة إلي مزيد من الجد. والكد. والاجتهاد. و.. و.. و.. الصبر..! علي الجانب المقابل.. فلننتهزها فرصة لنعيد تقييم موضوع الخصخصة الذي كان مثار أخذ ورد.. وعمليات شد وجذب متبادلة.. فمنا من أيد وساند بيع القطاع العام.. ومنا مازال يعتبره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد القومي خصوصاً وقد تسببت هذه الخصخصة في إيجاد ما يسمي بالمستثمر الرئيسي الذي يجب أن نعترف بأنه قد أساء إلينا.. كشعب.. وكوطن.. وكحكومة..!! عموماً وفي جميع الأحوال.. رمضان كريم..!!