وجه لي كثيرون سؤالا قائلين:" كيف نستقبل شهر رمضان؟" ووجدت في إجابة هذا السؤال الكثير والكثير مما يجب ان نقوم به حتي نستقبل هذا الشهر الكريم، فنحن وإن كنا لسنا مثل الصحابة الذين كانوا يستعدون لهذا الشهر الكريم قبله بستة أشهر ، ويعدونه بخمسة أشهر أي يجعلون السنة كلها رمضان عبادة ، إلا أنه يمكننا ان نحظي بقدر من القبول في هذا الشهر الكريم إذا ما قمنا بعدة امور أخذت أبحث عنها بين كثير مما كتب عن شهر رمضان وكيفية تهيئة الإنسان نفسه لاستقبال هذا الضيف الكريم. هناك عدد من الأمور وردت عن الرسول صلي الله عليه وسلم وفي الأثر الإسلامي لاستقبال شهر رمضان الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية، حتي تنشط في عبادة الله تعالي، من صيام وقيام وذكر، وفي ذلك روي عن أنس بن مالك ذ رضي الله عنه ذ أنه قال كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ). فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضي ربي وربك الله )، فإذا دخل رمضان علي المسلم فليزد من الحمد علي دخول الشهر وهو في صحة جيدة . ومن المهم قبل قدوم الشهر الكريم استحضار العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان في الطاعات والعبادات، فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالي.وعقد العزم الصادق علي اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه علي الطاعة ويسر له سبل الخير. العلم والفقه بأحكام رمضان، فيجب علي المؤمن أن يعبد الله علي علم، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله علي العباد، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه، ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالي : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}. وكلمة حق .. إن رمضان شهر كريم قد يأتي علينا عام ولا نلحقه العام القادم، فعلي كل مسلم في رمضان هذا العام أن يفتح صفحة بيضاء مشرقة مع الله سبحانه وتعالي بالتوبة الصادقة، والاعتزام بالاقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهي عنه. ولا يصح في استقبالنا لهذا الشهر أن نستقبله ببطون جائعة، وعقول متبلدة، ومسلسلة بالبرامج والفضائيات طوال الليل والنهار. وليعلم كل إنسان يعتبر رمضان شهراً كبقية الشهور، وهم كثيرون في أيامنا، إن فقدان ثواب ذلك الشهر لن يعوضه شيء، وسيتذكر ذلك عند موته ، وهو قريب، فيري أعماله، ويتمني لو عاد فيصوم الشهر ويقوم ليله، ويربي في قلبه الرحمة بعباد الله ،ليكون شفيعا له عند ربه يوم الحساب.