توافد الفلاحين علي مبني وزارة الزراعة و استصلاح الأراضي من تسع قري تابعة لمركزي الفيوم و أطسا بمحافظة الفيوم و اعتصموا أمام المبني احتجاجا علي استيلاء شركة الفيوم للغاز الطبيعي " علي أراضيهم لمد خط غاز لصالح مصنع الفيوم لصناعة السكر من خلالها. و أكد المتضررون أن مد هذا الخط تسبب في إتلاف محاصيلهم؛ كما أنه تسبب في نزع ملكية أراضيهم لمدة مؤقتة تصل إلي ثلاث سنوات. و قال الفلاحون: إن شركة الغاز منحت كل فلاح 200 جنيه كتعويض رمزي عن تلف محاصيلهم لكل قيراط دون تعويضهم عن نزع الملكية التي سوف تكتسبها شركة الغاز الطبيعي بمرور الخط بها و ما حوله من حرم لهذا الخط. و يقول ثروت شفيق مزارع بمركز الفيوم: إن شركة الغاز الطبيعي أغتصبت أراضي الفلاحين بدون مقابل أو تعويضهم؛ حيث قامت الشركة بدفع 200 جنيه تعويضاً علي كل قيراط ثمن المحصول التالف علي سطح الأرض؛ أما الخط أغتصب 15 فداناً من الفلاحين الذين يمتلك كل منهم نصف فدان أو فدانين علي الأكثر و جعلوا الخط يسير في قلب الأرض الزراعية مع وجود خرم للخط يصل إلي خمسة أمتار علي كل جانب. و أشار عبد العليم العشري أحد المزارعين المضارين إلي أن بعض الفلاحين قام برفع دعاوي قضائية؛ كل علي حدة لوقف قرار محافظ الفيوم بالاستيلاء علي 115 فداناً من الأراضي الزراعية لتمرير خط الغاز؛ مؤكداً أنه تم الاستيلاء علي الأرض وفقاً للقرار رقم 420 " حكم محلي " و لم يصدر قرار وزاري بخصوصها. و طالب جمال عبد الغني أحد المزارعين بأن يتم تمرير خط الغاز في الظهير الصحراوي بدلاً من تمريره في الأراضي الزراعية؛ موضحاً أن المحافظ تواطأ مع الشركة و جعل الفلاحين يوقعون علي التعويض؛ و كذلك علي مواقفهم علي دفن الخط في باطن الأرض دون مقابل. و تساءل صالح حامد أحد المزارعين: لصالح من يقف المحافظ هذا الموقف لمصلحة المستثمر الكويتي أم الشركة الخاصة بالغاز التي تسبب في تبوير 115 فداناً رغم أننا نسمع بأن هناك عقوبة قانونية ضد من يتسبب في تبوير الأرض؛ لكن يبدوا أن هذه العقوبة سقطت عن الشركة. و أوضح عمر سليم أحد المتضررين أنه لا يملك قوت يومه و يعتمد علي هذه الأرض بشدة كمصدر رزق له؛ و لكن ما حدث أن الشركة قامت بوضع يدها عليها و قسمتها بالطريقة التي تتلاءم معها دون أن تراعي ظروف الفلاحين. و أشار إلي أن بعض الفلاحين كانوا الأكثر تضرراً و الذين لديهم أراضي طولية؛ حيث تم الحصول علي هذه المساحة بأكملها؛ و هناك أفراد آخرون قامت الشركة بأخذ قطعة من الأرض و تم تقسيم الأرض إلي شقين يفل بينهما خط الغاز مما يسبب صعوبة كبيرة في زراعة الأرض و ريها.